التكيف , مفهوم مستمد أساسا من علم البيولوجيا , على نحو ما حددته تظرية ( دارون ) المعروفة بنظرية النشوء و الإرتاء ( 1859 ) . و يشير هذا المفهوم عادة , إلى أن الكائن الحى , يحاول أن يتواءم بين نفسه و العالم الطبيعى الذى يعيش فيه , محاولة منه من أجل البقاء . ووفقا لهذا المفهوم , يموكن أن يوصف سلوك الإنسان , كردود أفعال , لعديد من المطالب , و الضغوط البيئية , التى يعيش فيها .

إن هناك اتفاق , على أن الدافع , عبارة عن عامل داخلى , يستثير سلوك الإنسان و يوجهه . إن الدافعية , تتميز عن بعض العوامل الأخرى , التى تؤثر فى السلوك , مثل الخبرات السابقة , و قدرات الفرد الجسمية , و الموقف البيئى الذى يجد نفسه فيه . و لو أن هذه الدوافع الأخرى , قد تؤثر فى الدافعية . و الدافع يشير إلى العملية الداخلية , التى تضطر الشخص إلى الفعل . و قد يتأثر بالبيئة الخارجة , و لكن الدافع ذاته داخلى . ثم إن الدافع قد ينتهى بالوصول إلى هدف و الحصول عليه . و هى تحدث الإشباع , أو خفض التوتر الداخلى . هناك ارتباط وثيق بين عملية التكيف و الدافع . فالدوافع تؤدى إلى توجيه سلوك الإنسان , نحو أهداف و أغراض . أى أن كل سلوك له أسباب .

و هذه الأسباب توجد فى الدوافع . و أهم الحاجات , هى حاجة الإنسان لتأكيد ذاته , إذ تسير الدوافع كلها فى خدمتها . و تؤدى الحاجة إلى استثارة الدافع . و هى عبارة عن حالة التوتر التى تؤدى إلى عدم استقرار الكائن الحى , و اختلال توازنه , فيقوم بنشاط التوصل إلى إشباع الحاجة , و التخفيف من الدوافع لإعادة التوازن و إزالة التوتر . و قد استعار علم النفس المفهوم البيولوجى للتكيف و الذى أطلع عليه علماء الجيولوجيا , مصطلح ( مواءمة Adaptation ) و أستخدم فى المجال النفسى الإجتماعى تحت مصطلح ( تكيف أو توافق ) فالإنسان , كما يتلاءم مع البيئة الطبيعية , يستطيع أن يتلاءم مع الظوف الاجتماعية , و النفسية التى تحيط به , و التى تتطلب منه باستمرار أن يقوم بمواءمات بينها و بينه . و ظروف الحياة نفسها , هى التى تدفعه إلى هذا التكيف . و يساعده على ذلك , ما لدى الفرد من قدرة على التطبيع الاجتماعى , و الذكاء .

و من هنا فإن التكيف , عملية ديناميكية مستمرة . يهدف بها الشخص , إلى حل يغير سلوكه , أو يغير مجتمعه , ليكون بين مجتمعه هذا , لاقة أكثر توافقا و تكيفا . و لما كان الإنسان , فى عملية تفاعل , مستمر مع بيئته المادية , و الاجتماعية , فعمليات التكيف عمليات مستمرة , و توازن الانسان , دائما فى حالة تذبذب , بي الاتزان و عدم الاتزان . و لأن من طبيعة الحياة , الحركة و التر , فالشخص الذى لا تدب فيه الحركة , ولا يوجد فى حالة توتر , هو الشخص الميت . لذلك فإن التكيف , يطلق على عملية ديناميكية , مستمرة , تبين تفاعل الفرد , مع بيئته .


المراجع

sotor.com

التصانيف

النظام البيئي  بيئة  تعريفات خاصه بالبيئة   العلوم البحتة