كيفية عمل الدبال :
بعد أن أصبح لدينا فكرة عن المواد التي يمكن أن تدخل و المواد التي يجب أن تستثنى من كومة الدبال ، هيا بنا عزيزي القاريء لنتعرف و بشيء من التفصيل على الطريقة السليمة المتبعة في تصنيع الدبال .
و أول ما نفكر به هو تحديد الموقع الذي سيتم فيه تكديس كومة المواد العضوية المراد تحليلها . يفترض في الموقع أن يحقق معظم إن لم يكن كافة الأغراض المرجوة من اختياره و أولها سهولة الوصول إليه بأقل التكاليف المرافقة لعملية الجمع و عملية توزيع الدبال على حد سواء ، على أن يكون في منطقة هامشية بعيدة عن المسكن تجنبا للروائح الكريهة و قريب من مصدر للمياه لترطيب الكومة عند الحاجة ، كما يجب أن يكون بعيد عن التيارات الهوائية و من المستحسن استخدام مصدات للرياح ( بنايات أو أشجار ) إذا أمكن للحيلولة دون جفاف الكومة وإذا كان بالإمكان وضعها في الظل فإن ذلك يساعد على حفظ الرطوبة في الكومة . و يجب أن يكون موقع الكومة جاهز قبل بدء موسم جمع المخلفات من حيث المساحة مع ترك مساحة كافية للعمل بحرية تامة و يجب أن يكون الموقع نظيف من المخلفات السابقة قبل بدء موسم جمع المخلفات من حيث المساحة مع ترك مساحة كافية للعمل بحرية تامة و يجب أن يكون الموقع نظيف من المخلفات السابقة قبل البدء بعملية لتجميع من جديد .
بعد الانتهاء من اختيار الموقع تأتي في المرحلة الثانية عملية بناء الكومة ، حيث يتم جمع المواد العضوية كلها في نفس الوقت و إذا لم يتوفر كميات كافية من المواد العضوية فإنه يمكن تخزينها حتى يتم جمع ما يكفي لعمل كومة واحدة أو عدة كومات . و لكن الأمر الأكثر شيوعا هو إضافة ما يتوفر من المواد العضوية إلى الكومة تدريجيا ، و عادة ما يكون عرض الكومة 2م - 3م و ارتفاعها 1 . 5م - 2م أما طولها فيعتمد على كمية المواد المتوفرة . و إن حجم الكومة يختلف باختلاف المواد المستخدمة و الوقت من السنة ففي الكومة الكبيرة يصعب تبادل الغازات و يصعب بالتالي إغناؤها بالأكسجين الضروري لنشاط الكائنات الحية الهامة في عملية التحلل . و في الكومة الصغيرة يكون الفقد الحراري بالتوصيل و الحمل أكثر ، مما يصعب معه ارتفاع درجات الحرارة للحد المناسب لحدوث عملية التخمير بشكل سليم و في وقت محدد . و تكون الكومات الصغيرة أنسب في فصل الصيف بينما تكون الكومات الكبيرة أنسب في فصل الشتاء .
و إن الحد الأدنى الذي ينصح به هو 1م3 ، و إذا استخدمت الحفرة لتكديس المواد العضوية فإن عمقها يجب أن لا يزيد عن 60سم على أن نضع في أسفلها قطعا من أغصان الأشجار القديمة ، لأن ذلك يساعد على التهوية و تحسين الصرف Drainage للماء الزائد بفعل عملية الترطيب التي تتم من وقت لآخر . و من ثم تضاف المواد العضوية على شكل طبقات من مختلف الأنواع أو المصادر . و يجب مراعاة أن تمزج المواد التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكربون إلى النيتروجين ( غنية بالنيتروجين ) مع المواد ذات النسبة العالية من الكربون إلى النيتروجين ( محتوى متواضع من النيتروجين ) . كذلك يجب ألا يزيد سمك الطبقة الواحدة عن 15 - 20سم في حالة المواد العضوية الطبيعية ، و أن لا يزيد عن 10سم في حال المواد النباتية الطرية ( الطازجة ) و عن 2سم في حال الروث الحيواني الرطب .
و بين الحين و الآخر يوزع سعة كريك من التبة لكل متر مكعب من الكومة كمصدر للكائنات الدقيقة التي تساعد على البدء بقوة في عملية التحلل و إذا لم يتوفر مصدر جيد للتربة يمكن إضافة قدر كريك من الدبال المتحلل . و عند إضافة المواد الجافة يجب ترطيبها بالماء بعد توزيع كل طبقة من التربة المضافة إلى الكومة و هذا غير ضروري إذا كانت الكومة رطبة . و من الجدير بالذكر أن المواد التي تتكون من قصاصات الأعشاب و نشارة الخشب ينصح بخلطها بشكل منتظم مع مواد خشنة مثل قطع الأغصان قبل إضافتها إلى الكومة مما يساعد في تحسين عملية التهوية . عندما يصل ارتفاع الكومة إلى 50سم لا بد من البدء بعمل فتحات للتهوية عن طريق غرز أعمدة رأسية في الكومة بين العمود و الآخر مسافة 1م و بتحريك الأعمدة أثناء الغرز يمكن توسيع الفتحة و يمكن استخدام عيدان أو سيقان من الذرة أو القصب لهذا الغرض . و في اليوم التالي يتم إزالة العيدان التي استعملت في عمل فتحات التهوية و بذلك تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع داخل الدبال . و بعد مضي 4 - 5 أيام يجب إغلاق فتحات التهوية و التغطية بطبقة من التراب أو الطين أو القش تماما لتجنب فقدان الرطوبة و الحرارة و يفضل تغطية الكومة بالبلاستك في حالة تنفيذ عملية التخمير في فصل الشتاء لتجنب تغريق الكومة بمياه الأمطار .
و يجب مراعاة أن يتم الترتيب للطبقات بصورة متجانسة . و إضافة الماء فوق كل طبقة خاصة ذات المصادر الجافة ( حسب نوع المادة المضافة ) حتى يتم ترطيبها بالكامل . و إن تبقى نسبة الكربون إلى النيتروجين في إطار 30 : 1 في محتويات الطبقة الواحدة و ذلك بالتنويع في المصادر . و أن تتم تغطية الكومة بطبقة من القش أو التراب أو البلاستك بعد بضعة أيام من عملية بدء التخمير . إن روعيت كل الأمور سالفة الذكر أثناء بناء الكومة ، فسوف نحصل على دبال متجانس مهضوم يؤمن النباتات بما تحتاجه من عناصر غذائية بنوع من الثبات . و يجب توخي الحذر عند استعمال الغطاء البلاستيكي بأن نتخلص منه بعد انتهاء عملية التغطية بطريقة سليمة غير ضارة بالبيئة . و يتوجب علينا ، بعد بناء الكومة ، أن ننفذ في المرحلة التالية برنامج العناية بكومة الدبال ، و الذي يشمل القيام بفحص الرطوبة بشكل دوري و ذلك بأخذ قبضة يد من الدبال وعصرها فإذا سقطت قطرات من الماء يكون مؤشرا على وفرة الرطوبة ، و إذا لم تسقط قطرات من الماء فهذا يعني أنها جافة ، الأمر الذي يتوجب معه ترطيب الكومة لتحسين التهوية و الإسراع في عملية التحلل ، علما بأنه قد تنحل المواد العضوية في كومة الدبال حتى و لو تم تجاهلها دون إشراف أو مراقبة و لكن بشكل بطيء .
و ليس من المستبعد أن تصل درجة الحرارة في وسط كومة الدبال جيدة الخلط ومتنوعة المصادر إلى 45ْم ، و قد ترتفع إلى 65ْم مع الزيادة في معدل عملية التخمير . و من الممكن أن تصل إلى 75ْم و هذه الدرجة كافية لقتل بعض الميكروبات و هذا يحصل عندما تكون الكومة رطبة وت حتوي على مواد غنية بالنيتروجين ، فتقوم البكتيريا بعملية تحطيم قوية للمواد العضوية مكونات الكومة ، خاصة في المراحل الأولى من تشكيل الدبال و تعمل على توليد الطاقة الحرارية داخل الكومة . و عندما تصل الحرارة إلى تلك المستويات يجب فتح الكومة و تحريك أو تهوية أي مادة مضغوطة أو مكبوسة في داخلها ، و عادة ما يتم ذلك بعد أسبوع من التغطية .
-
هناك ثلاثة أنواع من البكتيريا التي تقوم بعملية التحليل و هي :
- الثيرموفيلك Thermophilic : تعمل على التحليل بصورة سريعة في ظروف الحرارة العالية داخل الكومة .
- ميزو فيلك Mesophic : تعمل على التحليل بصورة سريعة في ظروف الحرارة المتوسطة داخل الكومة .
- سكروفيلك Secrophilc : تعمل على التحليل بصورة سريعة في ظروف الحرارة المنخفضة داخل الكومة .
و تتوقف فاعلية كل صنف من هذه الأصناف البكتيرية على درجة حرارة الكومة كما أن معدل درجة الحرارة في الكومة الناتج عن التحلل يعتمد على درجة الحرارة الخارجية ، ففي الشتاء يكون التحليل لمواد الكومة الموجودة على الأطراف بطيئا بينما يكون سريعا لتلك الموجودة في المنطقة الداخلية من الكومة الكبيرة . و تنكمش المواد المتحللة في الكومة لتصبح أقل من نصف حجمها الحقيقي إلا إذا كانت من مصادر خشبية خشنة و التي تنكمش إلى حوالي 70 - 80% من حجمها الحقيقي .
عزيزي القارئ ، تعتبر مراقبة الكومة و العناية بها أثناء عملية التخمير و اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب من أهم الأسباب المؤدية لنجاح تلك العملية . فلتقليل انضغاط الكومة مثلا والتخلص من الحرارة الزائدة يتوجب علينا تقليبها بتغيير المواقع للمواد من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل للأعلى ، و إدخال المواد الخارجية ذات الحرارة المنخفضة إلى وسط الكومة و إخراج المواد الداخلية ذات الحرارة المرتفعة إلى الأطراف . و يتم تكرار هذه العملية في الأسبوع الثاني فيؤدي ذلك إلى التجانس في التعرض للحرارة العالية من أجل قتل الجراثيم و الحشرات و البذور الضارة و الإسراع في عملية التحليل . كما يساعد التقليب المنتظم في تحسين التهوية و خلط المواد مع بعضها البعض و يتم الرش بالمياه أثناء عملية التقليب إذا لزم الأمر . و يعتمد معدل التكرار في التقليب على درجة الحرارة في الكومة حيث تنفذ أسبوعيا عندما تكون درجة الحرارة 60ْم أو أكثر ، و تقل لمرة في الشهر على درجة حرارة 35ْم .
يعتبر الوقت الذي تستغرقه الكومة حتى تتم عملية التحلل من العوامل المهمة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ، فكلما كان الوقت أقصر كلما كانت الفرصة أفضل لبدء الموسم دونما تأخير ، أو كلما كانت شحنات الدبال جاهزة للبيع عند الطلب ، و كلما زادت فرصة إنتاج دورات متعددة في السنة الواحدة بتتابع منتظم للفترة تلو الأخرى ، مما يحقق مردودا تجاريا مجزيا يعتمد بالدرجة الأولى على حسن الإدارة ( التقليب و الترطيب في الوقت المناسب ) . و على الظروف البيئية السائدة و على نوع المواد المستخدمة التي تحقق القيمة الأقرب إلى 30 : 1 من الكربون إلى النيتروجين . كما أن إيجاد حالة من توازن المواد الغذائية في الكومة من شأنه أن يوفر كميات مناسبة من الفسفور و البوتاسيوم و الكالسيوم و العناصر النادرة كالحديد و البروم . مثل هذا النوع من التوازن يعتبر ضروريا جدا لعمليات البناء و الهدم و نشاط الميكروبات في عملية التخمير . و بالتنويع في المصادر المضافة يمكن توفير كمية جيدة من العناصر الغذائية المطلوبة في فترة مناسبة من التخمير . و عند توفر الظروف المناسبة من طقس حار و رطوبة جيدة وتهوية جيدة و خلط جيد من المواد العضوية فإن الدبال يحتاج إلى ثلاثة شهور تقريبا لكي تكتمل جاهزيته ، و في الظروف الباردة و الجافة و عندما تكون نسبة الكربون إلى النيتروجين عالية في المواد المستخدمة فإنها عادة ما تحتاج إلى ستة شهور فأكثر .