إن التخلص من القمامة مشكلة رئيسية فى مصر . ويمكن تحديد قضيتين فيما يتعلق بجمع القمامة الخاصة وهى رسوم الخدمة وانتظامها .
كما هو معروف تجمع بعض القمامة ويتم ازالتها من احياء القاهرة إلا ان الجزء كبيرا منها لا يجمع . وفى غياب خدمة التخلص من القمامة بصورة منتظمة ، فإن الشكل المفضل للتخلص من القمامة هو و ضعها فى كيس من البلاستيك والقاؤها فى خرابة بعيدة عن محل الاقامة مع محاولة التاكد من ان احدا لم يلحظ هذا الفعل . وليس هناك ما هو عفوى او غير مقصود من هذا الفعل ، فهو فى حقيقة الامر منظم ومخطط .
وإن لم يقم عمال البلدية بجمع تلك القمامة من مقابلها / فمن الارجح ان يتم حرقها . ويقر المستجيبون ان حرق القمامة يساهم فى تلوث الهواء وهو امر غير مرغوب فيه ويسبب الكثير من المشكلات البيئية .
وإجمالا ، صرح 52.3 % من عينة عام 1997 ان جامع القمامة ياتى الى منزلهم . ويكاد يكون هذا التصريح عاما وشاملا فى السيدة زينب ( 99.2 % ) ودار السلام ( 98 % ) كما يكاد يكون غائبا فى يكون كفر العلو ( 3.7 % ) وفى ابخاص ( 4. % ) وغالبية جامعى القمامة من جهات خاصة ( 70.4 % ) وتترواح هذه النسبة بين 79 % فى السيدة زينب و 68.2 % فى كفر العلو الى 61.8 فى دار السلام ) وافادت حالتان فقط فى ابخاص إلى جمع القمامة وكان جامعو القمامة فى الحالتين من الجهات الخاصة .
جامعو القمامة
الاكثر شيوعا ان يمر جامعو القمامة كل يومين ( 73.6 % من الحالات ) او يوميا ( 17.4 % ) وتتراوح رسوم جامع القمامة ، بين جنيه وثلاثة جنيهات شهريا ( 91.9 % ) .
يلقى قاطنو كفر العلو وابخاص ( ممن لا يلجاون الى خدمة جمع القمامة المنتظمة ) بقمامتهم غالبا فى الترعة ( 59.1 % ) بينما يقوم 16.7 % يحرقها ويلقى 10.5 % منهم بالقمامة فى الشارع ( فى مقالب فى قطع ارض خالية ) ، و 5% ( فى ابخاص وكفر العلو ) يستخدمونها فى الافران .
ويمثل الافراد اللذين يلقون بالقمامة فى الترعة 75.3 % من مجموع القاطنين فى كفر العلوو 42.3 % فى ابخاص بينما يمثل الافراد الذين يحرقونها 34.3 % فى ابخاص و 1.9 % فى كفر العلو .
وصرح 2% فى ابخاص انهم يلقون بالقمامة فى البئر ، كما ذكر 16.1 % فى كفر العلو انهم يلقون بها فى الشارع .
ومن بين الافراد الذين للا يتمتعون بخدمة منتظمة فى جمع القمامة ، من الارجح ان تقول النساء ـ اكثر من الرجال ـ انها تلقى القمامة فى الترعة ( 67.2 % من بين 548 سيدة مقابل 51.1 % من بين 552 رجلا ) ، بينما يرجح ان يصرح الرجال انهم يحرقون القمامة ( 22.6 % مقابل 10.8 % ) .
ومن المفيد هنا ان نصف بإيجاز نظام جمع مخلفات الاسر المعيشية فى القاهر ة وقت اجراء الدراسة . يعيش الزبالون فى تجمعات حول المناطق الواقعة على اطراف القاهرة .
ويستخدمون العربات التى تجرها الحمير والعربات الصغيرة لجمع القمامة من المناطق السكنية والمناطق الاخرى فى القاهرة ، ويسحيون القيامة الى مستوطناتهم حيث يتم فرزها ، وتستخدم الفضلات العضوية اساسا كطعام للخنزير والماعز والحيوانات الاخرى .
وتباع الخنازير فى نهاية الامر الى جزارى لحك الخنزير فى القاهرة . ويستمر فرز الفضلات غير العضوية وتصنيفها الى معادن وبلاستيك وعظام ... إلج ، لبيعها الى تجال تلك المنتجات . وحيث ان الدخل الاساسى للزبالين ياتى من بع الخنازير والمواد المعاد تدويرها ، فهم يهتمون اساسا بمحتوى الاشياء التى يجمعونها اكثر من الفعل اى الجمع فى حد ذاته . لذا ، كثيرا ما لا يعمل هذا النظام بشكل جيد فى الاحياء الفقيرة .
وتصعب عملية جمع القمامة فى دار السلام لان جامعى القمامة نادرا ما ياتون ويعانون كثيرا بسبب ضيق الشوارع و عدم استوائها . وتقوم الادارة المحلية للمركز بالاستعانة ببعض الجهات الخاصة لجمع القمامة ، بينما يعقد السكان اتفاقات مع البعض الاخر . واكثر الزبالين يعملون على نطاق ضيق ، لذا تنشا الحاجة الى الاستعانة بعدد كبير لتغطية الحى .
رسوم جمع القمامة
فتتراوح بين جنيهين وثلاثثة جنيهات شهريا ، وعلى السكان ان يوفروا الاكياس البلاستيك . ويفضل البعض جامعى القمامة الحكوميين حيث انهم اكثر تجهيزا .
( شاحنات نصف نقل بدلا من العربات التى تجرها الحمير ) ، بجانب انه يمكن الاعتماد عليهم / بينما انكر البعض الآخر حتى وجود الزبالين من المحليات . وكثيرا ما تنشا الخلافات بين الزبالين من الجهات المختصة عندما يتاخرون فى الخضور او يرفضون تجميع القمامة كلها . وفى بعض الاحيان ينتقى جامعو القمامة المواد الت ى يمكنهم اعادة تدويرها ويتركون الباقى او يلقون به فى الشارع .
ويشكو جامعوا القمامة انفسهم من ضعف قيمة القمامة فى دار السلام ومن كثرة مطالب السكان . ( ( إنهم يعاملوننا كما لو كانوا قد اشترونا بالجنيهين الاثنين ) ) ومن ناحية اخرى ، يعرب جامعو القمامة فى منشية السادات والمعادى عن سعادتهم لان القمامة فى هاتين المنطقتين غني ة بالمواد التى يعاد تدويرها .
وقد تبين ايضا فى السيدة زينب صعوبة الحصول على الخدمة المنتظمة لجمع القمامة . كما ان عمال نظافة الشوارع قليلون وغير اكفاء .انا اسوا المشاكل فتحدث فى الحارات والشوارع الخلفية المشار اليها ( بالزرايب المنسية ) . حيث تنتشر مشكلات القاء القمامة وال طرق غير الممهدة و الضوضاء و تلوث الهواء . ويمكن مقابلة هذه الوضع بالشوارع الرئيسية بالحى التى يساعد اصحاب المتاجر فى الحفاط على نظافتها .
وتتواجد مقالب القمامة العديدة فى دار السلام واماكن اخرى فى قطع الاراضى الفضااء والمواقع الاخرة الشبيهة بها وتشجع هذه المقالب على انتشار البعوض والحشرات والقوارض ، وتضمنت إحدى اكوام القمامة التى فحصها افراد فريق البحث اطعمة واقلام مكسورة وعلب بلاستيك واعقاب سجائر وورق وعظام واشياء اخرى .
وفى المناطق الاكثر قدما مثل دار السلام ، لا تحتوى القمامة على اطعمة او عظام ، وعادة عندما يلقى بالقمامة ، فإنما يلقى بها بعيدا عن المنزل . وذكر احد سكان السلام ( ( يستخدم الناس الاراضى الفضاء فى التخلص من قمامتهم . وعادة ما يفضلون اللجوء الى موقع بعيدا عن منزلهم . وتتم عملية القاء القمامة فى الصباح الباكر جدا وتتضمن حمل القمامة فى اليوم السابق فى كيس بلاستيك وتجنب ان يرى الناس اللذين يسكنون بجانب مقلب القمامة هذه النظر لتفادى الدخول فى مشاجرة قد تنتهى بحمل الكيس بعيدا والبحث عن موقع آخر للقمامة . وفى السيدة زينب سمعنا ان ( ( الناس احيانا تلقى بالقمامة من الشباك ، بالرغن من حرصهم على ان يتم ذلك بدون ان يلاحظ احد هذا ( ( التصرف السىء ) ) .
بائعى الفاكهة
وصرح احد بائعى الفاكهة بالقرب من ارض فضاء على اطراف دار السلام ان الناس تاتى فى الصباح الباكر بجانب مكان انتظاره لالقاء قمامتهم . وذكر انه تشاجر معمهم وحاول ردهم عن فعل ذلم ، إلا ان عددا كبيرا منهم يقدم على هذ السلوك .
وعبر شاب قادم من اسيوط قائلا ( ( انه لم يكن يتصور ابدا ان يكون الناس فى القاهرة بمثل هذه القذارة . واضاف : ( ( اشعر احيانا بالخجل عندما يلقى الشخص يبدو عليه الاحترام بكيس بلاستيك من القمامة فى هذا المقلب ، واجد صعوبة فى إخباره انه لا يجب فعل ذلك . ولقد قام بائع الفاكهة نفسه بحرق مخلفاته بالرغم من علمه بانه حل غير سليم لانه يتسبب فى انبعاث الدخان ، إلا انه كان افضل الحلول المتوافرة امامه .
و توافر بعض الحاويات العامة للقمامة فى الشوارع ولكنها غير فعالة بسبب سوء صيانتهع وندرة تفريغها ، فسينتهى الامر بنفس المشاكل التى يتسبب فيها اى مقلب آخر للقمامة .
ولا تصل كاف القمامة الى الحاوية وقد تؤدى الى نشر القذارة على الارض حولها .
وتحاول النساء المحافظة على نظافة مداخل منازلهن و على نظافة المنازل نفسها ، لكنها لا تتعامل مع اى شىء خارج هذه النطاق .