الإختلافات الريفية والحضرية واثرها على التلوث
بسؤال المستجيبين فى استبيان عام 1997 عن تقييمهم لسلوك الاخرين، وعما إذا كانوا يتفقون مع العبارة التالية (ان الناس اقل تعاونا الآن عن ذى قبل).
كما وضحت البيانات ، اتفق حوالى تسعة اعشار العينة مع العبارة ، مع وجود بعض اوجه التباين المثيرة للإنتباه حسب الموقع والنوع. يشير الإجماع فى الموافقة على العبارة الى وجود نمط ثقافى قوى لحد كبير.
تضاد معنوي بين موقعين حضاريين وريفيين
هناك تضاد معنوى بين الموقعين الريفيين نسبيا ـ الا وهما ابخاص (القرية) وكفر العلو (الذى لا يزال يحتفظ ببعض المظاهر الريفية بالرغم من تحضره). والموقعين الحضريين نسبيا وهما دار السلام (حضرى جديد) والسيدة زينب (حضرى قديم). وتبلغ نسبة الاتفاق ادنى مستوياتها فى الموقع الاقل تحضرا (ابخاص) وترتفع تدريجيا مع درجة التحضر.
مقابلة بين الزوج الحضري والزوج الريفي
يمكن للمرء ايضا ان يعقد مقابلة بين الزوج (الحضرى) والزوج (الريفى) فقد يعكس هذا التضاد الاختلافات الطبقية داخل إطار الاجماع الواسع. وترتفع نسبة الاتفاق مع العبارة بين الرجال عن النساء.
من بين الاقلية التى شعرت ان الناس اكثر تعاونا الآن عن الماضى ، عزى حوالى النصف (49.4%) إجاباتهم الى علاقات الجيرة بالحى الذى يسكنون فيه (نسبة النساء اكبر من الرجال : 54.5 % مقابل 42.3%. وعزى آخرون صحة هذه العبارة الى ان الناس اكثر تعلينا الآن (26.2% ، 36.9% ، رجال : 18.4% نساء) ، بينما عدد قليل ان الناس تتفاعل الآن اكثر من ذى قبل (6.8% ، 8.6% نساء : 4.5 % رجال).
وتضمنت الاجابات الاخرى التى بلغت 13.7% من الاقلية ، الفكرة القائلة بان هذا هو الحال لاننا جميعا نعانى من نفس المشاكل ، او لان معلوماتنا الآن افضل او لان الاثرياء يساعدون الفقراء، او ان الذين اصبح اكثر شدة فى الوقت الحالى وان الناس تتبع تعاليمه.
غياب الصلة الحميمة بين الناس
الاغلبية التى رات ان الناس اقل تعاونا الآن ، فقد عزت ذلك الى غياب الصلة الحميمة وعلاقات الحب بين الناس 31.9% من العينة الفرعية ، واكثرهم شيوعا فى ابخاص بنسبة 44.1 % ) ، او لان الناس مشغولون بانفسهم لاسباب اقتصادية (24.1% وهم اكثر شيوعا فى المواقع الحضرية الثلاثة ) ، او غيااب التعاون بين الناس ( 17.5 % واكثرهم فى ابخاص) او ان الناس اصبحوا انانيين 85% واكثرهم شيوعا فى كفر العلو).
وتميزت تلك الإجابات بضعف التباين على اساس النوع. ويمكن اختصار كافة الاجابات فى الاشارة الى الفردية التى تميز الحياة المصرية المعاصرة إجابة واحدة فقط كانت مختلفة ، وهى التى نسبت التغيير الى وتيرة الحياة السريعة _6.2% ، النسبة الاكبر فى دار السلام والسيدة زينب ).
الناس اصبحو اكثر اتجاها للفردية
على مستوى ما ، فإن تلك الإجابات تعنى فى حقيقة الامر ان التعاون اقل لان الناس لا يتعاونون وانهم اصبحوا اكثر اتجاها للفردية. وهناك حاجة ان يتقصى اى تحليل اجتماعى لتلك القضية هذا التكرار بشكل اعمق.
كما طلب من المستجيبين فى السؤال التالى ان يشرحوا سلوك الناس الذين يلقون بالمياه والقمامة فى الشارع ، حيث إن كثيرين استنكروا هذا التصرف. وظهرت إجابتان رئيسيتان، الاولى هى: ليس للناس بديل آخر (3.55 % من بين كافة المستجيبين). وبالطبع فإن تلك الاجابات تعكس ـ على مستوى ما ـ الاسباب التى تدعو الناس انفسهم لإلقاء المياه والقمامة فى الشوارع.
نمط اختلاف مثير للاهتمام
يظهر مرة اخرى نمط اختلاف مثير للإنتباه بين المواقع وحسب النوع ، فيبلغ احتمال ان يعتقد المستجيبون فى كفر العلو وابخاص انه ليس هناك بديل آخر امام الناس اربعة اضعاف ( 93.7% و 92.9 % على التوالى)
الاحتمال بين المستجيبين فى دار السلام والسيدة زينب (23% و 17.4% على التوازى). إن هذا التقسيم بين هذين المجموعتين من المواقع لافت للنظر ، كما ان التباينات حسب الموقع فى ثانى اكثر الاجابات شيوعا ايضا مثيرة للتفكير : عزى اكثر من نصف العينة السلوك المستنكر الى الافراد غير المتعلمين وغير المتحضرين (62.8% و 50.4% على التوالى). وفى المقابل، نسب 4.5% فقط فى ابخاص و 3.2% فى كفر العلو هذه الاسباب المنطقية لهذا السلوك.