دور المحامون والعلماء في حل قضايا البيئة
( هناك من العلماء من يمكنهم اقتراح الحلول لمشكلة التراب الاسمنتى في مصر ، ومن القادة الدينيين ما يمكنهم التوجه الى الناس من وجهة النظر الدينية . ويمكن للشخصيات السياسية أن تستخدم العبارات الد ينية لإقناع الناس بالتصرف بطريقة معينة وينطبق ذلك أيضاً على البيئة ) .
( مواطن من كفر العلو 1996 )
دور المحاميون
لعب المحامون دوراً فى مواقعنا الحضارية الثلاث ، باتخاذ اجراءات قد تكون تصادمية أحياناً وتعاونية فى أحيان أخرى ، حول القضيا الخاصة بالتلوث .
أقام عدد من المحامين فى منطقة حلوان ( ليسوا من كفر العلو ) دعاوى ضد الحكومة وصناعات القطاع العام المحلى ، ليجبروهم على قبول مسئولية عن تل وث الماء والهواء الذى يتسببون فى نشره. لقد أقيمت تل ك الدعاوى ـ على الأقل جزئياً ـ لأغراض الشهرة والدعاية .
وبصرف النظر عن نتائجها ، فقد نجحت فى خلق وعى عام حو ل القضايا البيئية . وكان المحامى الرئيسي الذى أقام الدعاوى حول قضيا البيئية والتلوث فى حلوان هو الأستاذ محمد الدماطى ، وهومحام من مدينة حلوان ، كان قد أقام دعاوى مماثلة فى نهاية الثمانينيات والغرض منها ، طبقاً لتصريحاته ، هو جذب الانتباه العام تجاه قضايا التلوث .
هدف الدعاوى
هدف الدعاوى هو اثبات حقائق الحالة بأمر محكمة ، وتقديم تقرير عن الحالة البيئية فى حلوان ، وهو مايعرف ( بإثبات الحالة ) . أقيمت الدعاوى فى محكمة جنوب القاهرة فى عام 1988 ، وكانت النتيجة أن صدر رأى الخبراء فى عام 1990 ومفاده أن المصانع محل النقاش قد تسببت بالفعل فى تلوث الهواء بدرجة أعلى من المعايير المقبولة ، ثم انتقلت الدعوى الى محكمة الاستئناف .
( لقد كانت كافة الاحكام فى صالحى ، وعلى هذا الأساس ، كان بإمكانى ان اطالب بتعويضات عن الأَضرار التى تسببت عن تلوث الهواء . وحيث ان الحكومة والشركات لم تبد اى اهتمام بهذه المشكلة ، أقمت تلك الدعوى ) . انضم أخرون الى المحامى فى دعواه ، وهم محامون من حلوان وزملاء من حزب التجمع وبعض الصحفيين .
المشكلة فى تمويل الدعاوى
وتركزت المشكلة فى تمويل الدعاوى ، كما كانت هناك مواجهات مع الشرطة ومشاكل أخرى . ( لقد خربت سيارتى وتم تهديدى ) . بالإضافة الى ذلك ، تم تهديد المشاركين فى اقامة الدعاوى مما جعلهم يتنازلون عنها . حتى القضاة اتسموا باللا مبالاة ( أنهم يعتبرون القضايا محاولة من جانبنا للحصول على الشهرة ، أو تهديد سمعة مصر ووسيلة لتشويه صورتها ) .
ورفع محامى آخر دعوى ضد الحكومة بادعاء تلوث المياه فى دار السلام . وفحوى الشكوى أن مياه الصنابير قذرة وتحتوى على ميكروبات وتراب وفيروسات واملاح و بكتيريا وصرح المحامى ان العديد من تقارير العيادات الصحية قد أكدت ذلك . ودفع أن النسبة الزائدة من الأملاح فى المياه قد أدت الى اصابته بحصاوى فى الكلى و طلب فى دعواه أن تقوم مجموعة من الخبراء باختبار المياه للوقوف على مكوناتها وتسببها فى تكوين الحصاوى من عدمه .
دور المحاميون في السيدة زينب
وفى السيدة زينب ، أنشأ المحامون العاملون مع الحزب الوطنى الديموقراطى ( لجنة بيئية ) لدائرة السيدة زينب الانتخابية . وتجرى الجنة الأبحاث لتحديد المشاكل بطريقة علمية وايجاد الحلول لها . كما أنشأ بعض الشباب المنطقة جمعية تتعلق بالشئون البيئية و هى ( جمعية حماية البيئة والموارد ) وهى مرتبطة أيضا بالحزب الوطنى الديمقراطى .
اهداف الجمعية
وتتحد اهداف الجمعية فى خلق وعى حول البيئة ، وحماية الموارد الطبيعية فى المنطقة ، والمساعدة فى تجميل الحى عن طريق النظافة الشوارع وزرع الأشجار واجراء الابحاث . إلا ان البعض أشار الى ان الاحزاب السياسية فى العهود السابقة ، مثل الاتحاد الاشتراكى العربى فى السبعينيات ، كانت اكثر نشاطاً وتسمح لناس بتحقيق غاياتهم من خلالها .
أما الآن فإن الوقت الحرج الذى يمكن تقديم الشكوى فيه هو قبل الانتخابات ، فعلى سبيل المثال قبل الانتخابات البرلمانية لعام 1995 شكى أحد المقيمين من سوء الاضاءة فى الشارع واسرع المرشح الذى كان يخوض انتخابات الإعادة الى حل مشكلته .
محامية من السيدة زينب
وفى عام 1994 أعدت منى أحمد جاد وهى محامية من السيدة زينب تنتسب للحزب الوطنى الديموقراطى ، مذكرة شاملة جيدة الإعداد ، والتلوث البيئى فى السيدة زينب ، واقترحت وسائل لحل المشاكل . ( Gad , 1994 ) .
ناقشت الأستاذة منى جاد فى مذكرتها تلوث الماء والهواء ومشكلات الطعام الملوث والقمامة والضوضاء والدخان. وركزت على استخدام المازوت وهو نوع من انواع زيوت الوقود منخفض الجودة وعالى اللزوجة بمعرفة المصانع والأفران فى السيدة زينب . ، كما أكدت على التلوث بسبب عوادم شاحنات النقل ووسائل المواصلات العامة .
رأي المحامية منى في مشكلة المياه
وتكمن مشكلة المياه فى المنطقة فى رأيها فى أن خزانات المياه الموضوعة فوق اسطح المنازل لا يتم تنظيفها ، ومشكلة الطعام فى أن الباعة يستخدمون ميدات الآفات للإحتفاظ بالبضاعة أطول مدة ممكنة . كما اشارت الى عدم وجود مراحيض خاصة بجوار محطة أتوبيس أبو الريش الرئيسية وأكدت على ظروف العمل الخطرة بالورش .
تستند اشكالية الأستاذة منى جاد الى ان كل هذا التلوث يؤثر على صحة الناس ويتسبب فى اضاعة أيام عمل وانفاق المال الذى هم فى الحاجة ماسة اليه ، لذا فهى تقول : ( هذا يجعل التكلفة الاقتصادية للعلاج من الأمراض التى يتسبب فيها التلوث امراً مخيفاً للغاية ، وخاصة فى بلد مثل مصر تحتاج الى المزيد من الانتاج والدخل القومى وخفض النفقات الناتجة من زيادة السكان ) .
وتستمر الاستاذة منى جاد بقولها أن ما تيرد الوصول اليه ليس هو القاء اللوم على احد ، بل تشجيع الجميع ( الحكومة ، واصحاب المصانع ، والعمال والمقيمين والاحزاب السياسية ) على تحمل نصيبهم من المسئولية عن حماية البيئة ، فعليهم جميعاً أن يتعاونوا لإنقاذ منظقة السيدة زينب من الإغتيال على يد التلوث ) .
الدكتور فوزي عبد الصمد
يعد دكتور فوزى عبد الصمد ، وهو أستاذ علم التربة والمياه ورئيس وحده بحوث البيئة بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة بالجيزة ، أحد أبرز مواطنى كفر العلو ، نتيجة نشاطه فى جمعية تنمية المجتمع بكفر العلو وعمل على نشر الوعى البيئى فى المنطقة .
يعتبر سكان كفر العلو الدكتور عبد الصمد ( رجلاً مثقفاً ) ( وعالما ً يعرف ما يقوله ) . عبد الصمد نفسه فى الإنتخابات البرلمانية عام 1995 باسم حزب الخضر وحصل على 4% من الاصوات فى الدائرة الانتخابية ( Longuenesse 1997 : 261 ) . إلا أنه صرح لأحد الباحثين أن حماية البيئة هى فى أغلب الأمر حماية للحياه و الصحة ، وأن الحزب الأقدر على حماية البيئة هو الحزب الوطنى الديمقراطى بسبب علاقته بالسلطة ( Boute 156 , 158: 1997 ) .
إذن يتواجد فى مواقعنا أفراد ( يروجون لمواقف بيئية عن طريق الإجراءات القانونية والعضوية الحزبية والانغماس فى العمل الاجتماعى المحلى ) .