م. محمد عبد القادر الفقي ـ مصر

متماوجاً في الليلِ

أستافُ الأسى

وأردُّ صاهل رغبتي في حصن صبري

... لا الضياءُ حليفُ عيني

لا الشقاء مفارقي ...

 

النيلُ نيلتهُ طَمَت وتلاطمت

طمَّت وحطّمت الجُسورَ

ولم يعد في البر من رجلٍ

فقطاع الطريق هم الرؤوسُ

نطيحةُ البلدان أشرافُ المدائنِ

والضباب يغلّف المجهول، يوغل في غدي

أرسلت من فُلكي الحمامةَ لم تعدْ...

عاد الغراب وفي معيته البوارجُ والمشانقُ والردى

 

ألقيت نفسي في بحار الرملِ مفتتحا بباءِ البَدء مبتدَئي

وكان البارق العربي يلمعُ

إن للدينار أقمارا تطوف بهِ وأفلاكا

وكلٌَ يسْبَحونَ..

سبَحْتُ في ليل السرى سبحاً طويلا

لم ير الدينارُ وجهي

-     لستَ أشقر أيها المغترّ بالماضي

الهنود هنا رفاقٌ،

في وفاقٍ نحن

أنفسنا وأنفسهم سواءٌ

ما تكون؟

الستَ من هرم المراقص والنواقص والفجور؟

لقد "قسمنا خطتينا بيننا

فحملتُ برّةَ، واحتملتَ فجارِ"(

-     ما يوما قسمنا خطتينا

لستُ يا هذا من الغاوينَ

قد دار الزمانُ، رمى بنا

وأرنّ سهمُ الآه في حلقي

ارتحلتُ

فإن أرضَ الله واسعةٌ

ولم أعلم بما في الغيب من خبءٍ/

بما في الأرض من لُكُعٍ/

بما يلقاهُ مغتربٌ إلى وادي الأحصِّ سرى

بما يخفيه لي أهل الدَّخول وحوملِ

الأعرابُ لمّا يستبنْ لي دربها

... هذا سبيلُ المجرمينَ

فأيَّ مهمهةٍ ولجتَ؟

(أفق، خفيف الظلِّ)

أذّنْ بالرحيلِ... بهِ أرحنا يا فلانُ

فللعَظاءة دحلُها وحريمُها

هي لا تهادنُ

لا تُرَى

هذي أفاعى الرمل تفجؤ من يمرّ

تصبّ في دمه اللظى

هي تحلق الأرواحَ

تنزعها

ولا تُبقي الشَّوى

 

أوَاه يا ابنَ الآه من طعم المرارة قاتلي

ألأنني في يوم نحسي قد تسربلت القذى

تأبى اللهازم أن تمدَّ يد الحنوِّ

وتستبيحُ محارمي؟

(سُقياً لأيامٍ مضين) ،

وما تقادم عهدها

أيام كان الغيث يهطل من سحائب أصبعي

كانت (إياد) بأسرها ترعى دمي

لكنه زمن اللئامِ/ ضفادعِ القوم/ الطَّغام

فلا سلامَةَ

لا سلامَ

أنا السليمُ

عفا عليَّ الدهرُ

ليس سوى الدَّبورتهب من يبرينَ حبلى بالموات

فلا نجائب

لا جنائب

أين تلقيك الجنوب؟

لقد تصحرتِ المشاعرُ

ما المشاعر؟؟؟

لم يعد للشعر أو للضاد من سوقٍ

ولا خلفاء تمنح باليمين الأمن والأموال 

أسماء (الممزق) و(المثقَب) و(المنخَل) قد ورثتَ

ولم ترث بيت القصيد/ الصكّ/ ميثاق المشايخ

من يقايض؟

من يراود؟

أيها الساري إلى الدهناء في وادي الخوار

ألا رجعت؟

كفى ارتيادا للمهالك والعروق

بنو (بقيقٍ) يعصرون النفط

والبيتزا تمدَ إلى كبيرهمُ سلاسلها

فيرقص منشدا:

هذي مغانمنا

فهل يوما رأت ليلَى (سكارى مثلنا) ؟

ماذا عليك - أبا دؤادٍ – أن ترد إلى مضيفك زهرةً مما اصطفاك بهِ

أيام كان عطاؤه منا وسلوى؟

هل تناسيتَ؟

انمحتْ ذكرى السنين؟....

-     كفى

فلا جدوى،

(نفاقا أعقبوا)

... و(أشد كفرا)

إنهم ضلوا....

الخورنق لم يعد قصر العروبة،

إنه قصر العلوج الصفر

للموتى كتابك

لا تُعِدْ إملاء ما كُذّبتُهُ يوم انطوى البرجانِ

ها هم يقطنون مرابع النعمان

يقتطفون زهر شقائق النعمان

يفترشون إرث (معرّة النعمان)

يفتضّون (ريَا)

و(الرباب)،

بكارةَ الأرض الحرامِ،

القدسَ،

نهر النيل،

حقل الشيبة،

الأحقاف

ينتظمون في سرب ابن آوى فوق حاملة الدمارِ

البحر ليس لنا امتدادا، ليس موعدنا

فقد حُمّ القضاءُ

(دهى الجزيرة) راجماتٌ لا عدادَ لها

هوى من هولها التوباد في قلبي وفي مهد الغضى

(وانهدّ ثهلانٌ)

(ملأنا البر حتى ضاق)  بالشذاذ

والزنجار

في الجو امتطينا (الساتل)([1]) الغربيّ،

أغرقناه بالعبث المبرمج/

رقصنا الشرقي/

أفلامَ الخلاعة

للخنازير البُداءةُ والبيادر

والبيارق والفنادق والنمارق والحدائق والبيادق والبنادقُ

للنقاب يجيَّشُ الرومان والصلبان والخصيان والذُّئبان

والسفهاء يجترون ما قد قيل في نادي قريشٍ

للأسى صوتي

فأذّنْ بالجهاد

ومن يلبي:

القاطنون (جنيف) أم (شبرا)؟؟

السراة أم الأسارى؟

القانطون أم الحيارى؟

المسلمون أم النصارى؟

الثيبات أم العذارى؟؟؟

لا رجال هنا

(لقد أسمعت لو ناديت حيّا...)

لا حياء هنا

بنو (دوسٍ) ينافس بعضهم بعضا على هزَ الألايا

(كفر نفرة)  أدمن (المكياج)

بنت (النجع) تبدي من مفاتنها – بلا خجلٍ - وسرّتها

اكتناز الصدر يغوي

من يغض الطرف؟؟

في (دار المشاة) الرقص حتى الفجر

في (صوفيا) يغامر في المواخير ابن (أم برغوثٍ)

وفي (طنطا) يصلي الشيخ – إن صلّى – إماما، وهو في ثوب النجاسة

إنه عصر (التخلي والتحلي والتجلي)

(كم بنينا من "خبال" حولنا)

 

بمكبرات الصوت حررنا العراقَ

وبالصحافة نستعيد المسجد الأقصى

بـ (جورجينا) اكتسحنا الكون

بالسليكون عبّأنا قوانا من نهود ممثلات النَّمصِ

للإرهاب أطلقنا الرصاص من الأغاني

بالتصوف سار فوق الماء شيخ طريقنا حتى أتى (يافا) فطهّرها

بتقبيل النساء المسلمات من الكوافر نحن في عصر التنور والتحرر

-     عم ظلاما أيها العربيّ

واحلمْ

(طالَ عمرُك)

 

صهْ

للكواسرأن تسن لها قوانين التفرّد والتطاول...

أن تورِّث أرضَنا وديارنا ورقابنا لصغارها ... والحُكْمَ

ليس لنا وللبِغثان إلا أن نضم شتاتنا وشتاتها

من ذا يلملم ما تناثر من بقايا عزتي في رملة الضبان

أو في نزلة السمان ؟

من هو مسعفي؟

هل مجلس الشعب المعيبُ؟

أم الشيوخ السائرون وراء سالومي، وأموال المعزِّ

السادرونَ

اللاعقون يد المهيب الركنِ

أرباع الرجالِ؟

ألا تراهم (يسمعون الصيحة)  الكبرى ولا يلوون

....

مه

 

رباه لطفكَ

أستغيث وأستعيذك من حروب النفط

من غزو الهنود السيخ (بحر شبينَ)

من وطني المسرطن

من بغايا (السالِميِّة)

من لصوص المجلس البلديّ

من قاضي القضاة المرتشي

من (أم نجلاءَ) التي تسقي الدجاج حبوب منع الحمل

من جزارنا (يسري) أمير اللحم والساطور

من (فتحي) ممثل حزننا - أو حزبنا - الوطني

من أنذال (يوليو)،

هيئة التحرير،

ممن يعبد الطاغوت والماعون

من فوضى المرور

من العمائم بائعي القرآن للنسوان في (مُول) المقابر

من جراد السلطة الأعمى

من الحسك  المهندس في مفاوز عصبة الأشرار

من سَبَخ التكبر...

أستعيذ من الرِّعاء  الرافعين أنوفهم طغوى  بدارة جلجلٍ ...

والساكنين – على البداوة – درةً في شط دارين  الجديدةِ

أستعيذ من الحياة

               


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب  شعراء   الفنون  ملاحم شعرية