دور رياض الاطفال في حماية البيئة
رياض الاطفال، وتسمى أيضا جنة الاطفال ، هي محطة توجيهية وتعليمية لتاهيل الاطفال والبراعم الذين هم بعمر الزهور لتنشئتهم وبلورة افكارهم وغرس الممارسات السليمة بالتوجيهات السديدة ، لاستقبال المرحلة الابتدائية ، التي هي مرحلة الاعداد التعليمي الحقيقي للطفل .
تقول المربية سماهر الجبوري : اثبت العلم الحديث اهمية السنين الأربع الاولى للطفل لتكوين شخصيته وكيانه ، لذلك فان التاكيد على التعليم والتسلية هي بداية هذه المرحلة التي تسهم بصورة فعالة في بلورة وتكوين الطفل لتكوين شخصيته وكيانه ، وجعل شخصيته اكثر تطورا لابراز مهاراته وخبراته الاساسية وتؤكد زميلتها اسراء على اهمية وضرورة مرحلة الرياض في تربية الاطفال وتنشئتهم ومساعدتهم وتأهيلهم للدخول الى الصف الاول الابتدائي . فدخول الطفل الى الروضة يعد مرحلة اساسية في توعيته ومساعدته على التكيف مع العالم الخارجي قبل دخوله المدرسة . ويوافقهم السيد داود الاعظمي - احد المعنيين برياض الاطفال في وزارة التربية - بان هذه المرحلة هي من اهم مراحل توجيه وتعليم الاطفال ، فهي بوابة البداية لمرحلة جديدة في حياتهم ، وهي الاساس في تنشئة وتعليم الاطفال ، واعدادهم الاعداد الصحيح نحو مرحلة اكثر اهمية من هذه المرحلة ، الا وهي المرحلة الابتدائية ، التي سوف يتلقى فيها الاطفال دروسا علمية تسهم في تعليمهم وتوجيههم .
على الرغم من أن مرحلة رياض الأطفال لم تصبح جزءا رسميا من التربية النظامية ( الرسمية ) في كثير من بلدان العالم ، إلا أن معظم وزارت التربية والتعليم قد أخذت على عاتقها مسألة الإشراف عليها وتنظيمها ومتابعتها إيمانا منها بأهمية هذه المرحلة في حياة الفرد . وإذا كانت جميع مراحل عمر الإنسان تأخذ أدورا هامة في تشكيل الصورة النهائية لشخصيته ، إلا أن أحدا لا ينكر تمييز السنوات الخمس الأولى من عمر الإنسان عن باقي مراحل العمر في تكوين ألأسس التي تبنى عليها جميع الخصائص ذات العلاقة بشخصيته اللاحقة من عقلية وجسمية ونفسية وإنفعالية وإجتماعية . وهذا ما أكده كل المربين بلا إستثناء . ومن هنا تنامت موجة الإلتفات لهذه المرحلة ، لأنها ، أي الروضة ، تمثل أولى البيئات التربوية المنظمة التي يواجهها الطفل خارج حياته الأسرية . ولذا فلا عجب ان نرى المؤتمر الدولي للتربية قد أوصى في دورته السابعة عشر التي إنعقدت عام 1939 بوجوب العناية بالأطفال في مرحلة رياض الأطفال ، ثم عاد وأوصى عام 1961 بأن تعمل الدول على تشجيع إستحداث مؤسسات ما قبل المدرسة والتوسع فيها وتطويرها .
وتسعى روضة ألطفال كمؤسسة تربوية وسطى بين البيت والمدرسة ، الى إعداد الطفل للمدرسة الإبتدائية ، وذلك بمساعدة الأسرة في تكوين الطفل تكوينا سليما في هذه المرحلة القاعدية من حياة الإنسان ، خصوصا وان المرأة وهي الجزء الأساسي من الأسرة دخلت الى سوق العمل . ولا تقف المشكلة عند أطفال النساء العاملات ، فأطفال المدن يعانون من ضيق المساكن ، وأطفال الريف –كما في الأحياء الفقيرة في المدن - يعانون من جوع ثقافي يؤثر في مستواهم المعرفي ، وفي قدرتهم على مواجهة التحديات ، وعلى التكيف لما قد يطرأ من عناصر التجديد على البيئة . ومن هنا جاءت أهمية رياض الأطفال نتيجة قيامها بشيء من التعويض عن جوانب القصور في التربية المنزلية ، وتهيئة جو من الأمومة يعوض الأطفال عن فقدان أمهاتهم ، علاوة على تنمية قدراتهم البدنية والعقلية والإجتماعية والإنفعالية .
وتسعى رياض الأطفال ، في مجال حماية البيئة ، الى تجذير التوجيهات التي بدأتها الأسرة في مجال إستكشاف البيئة ومعرفة مكوناتها وما تعرضت له من مشكلات وكيفية المحافظة عليها . ولعل المدخل المستقل أكثر ملائمة لتضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية في مرحلة رياض الأطفال من المدخلين الأخيرين ، الوحدات الدراسية والإندماجي ، ويتمثل المدخل المستقل في برامج دراسة متكاملة للتربية البيئية كمنهاج دراسي مستقل . ذلك أن الأطفال في هذه المرحلة غير معنيين بتفريع المعرفة ، وينظرون الى الظاهرة او المشكلة نظرة كلية شمولية . كما أن معلمات الروضة يستطعن تدريس ذلك المنهاج بسهولة ، لأن المضمون لا يشتمل على عمق علمي . وعلى عاتق معلمة الروضة يقع العبء الأكبر في تحقيق الأهداف التربوية في هذه المرحلة بروح بيئية .