النجم، عبارة هن جسم كرويّ ضخم يستمد لمعانه من تفاعلات الاندماج النوويّ التي تحدث في لبّه، والتي ينتج عنها عناصر أثقل من الهيدروجين، وتُعدّ الشمس النجم الذي يُزوّد كوكب الأرض بالضوء والإشعاع، ويوفّر له ظروفاً تجعله مكاناً مناسباً لنشوء أشكال الحياة المختلفة، وتحظى النجوم باهتمام ودراسة من قِبل علماء الفلك للتعرّف على الخصائص المميزة لكلّ منها، حيث تقود معرفة إحدى الخصائص إلى تحديد خصائص أخرى، فعن طريق مراقبة طيف النجم، ولمعانه، وحركته في الفضاء يتمكّن العلماء من تحديد كتلته، وعمره، والتركيب الكيميائي له، عن طريق معرفة كتلة النجم يُمكن تحديد تاريخ نشأته، وتطورّه، ومصيره النهائي، ومن خلال معرفة التاريخ التطوّري للنجم يُمكن التوصّل إلى معرفة قطر دورانه، وآلية دورانه، ودرجة حرارته.

تركيب النجوم

تُوصف النّجوم بأنّها كرات كبيرة ملتهبة مكوّنة من الهيدروجين والهيليوم، وتبعا لسخونة النجوم تخضع كمية الهيدروجين الهائلة التي توجد فيها لتفاعل نوويّ ثابت، ومع ذلك تحتاج الشمس إلى مليارات السنين إلى أن تستنفذ الهيدروجين الموجود فيها، كما تؤدّي التفاعلات النوويّة إلى إطلاق طاقة هائلة على شكل إشعاعات كهرومغناطيسيّة يُمكن رصدها باستخدام التلسكوبات الراديويّة التابعة لشبكة مراقبة الفضاء العميق (DSN)، وتتميّز النجوم بما في ذلك الشمس بأنّها تبعث رياحاً شمسيّة، وتحدث فيها انفجارات متقطعة تُعرف باسم الانفجارات الشمسيّة أو التوهّج الشمسيّ (بالإنجليزيّة: Solar flares).

يتكوّن لبّ الشمس من بلازما درجة حرارتها 15 مليون درجة مئويّة تتكوّن من الإلكترونات والبروتونات المنطلقة من ذرات الهيدروجين، وتُشكّل البلازما 90% من الشمس، وفي كلّ ثانية تصطدم آلاف البروتونات في لبّ الشمس مع بعضها البعض ضمن تفاعل نووي لإنتاج أنوية الهيليوم، وينتج عن هذه التفاعلات النوويّة طاقة أو حرارة تنتقل للمناطق المحيطة باللبّ عن طريق الإشعاع، ثمّ تنتقل إلى المناطق القريبة من السطح الخارجي للشمس عن طريق الحمل الحراري، فترتفع الغازات السّاخنة ثمّ تبرد وتعود للأسفل مرّةً ثانية، وتتسبّب حركة كتل الغازات بحدوث ما يُعرف بالزلازل الشمسيّة (بالإنجليزيّة: Sun-quakes) التي يستدل بها العلماء لتحديد البنية الداخليّة للشمس والعمليات التي تحدث في مواقع مختلفة تحت سطحها.

تدل دراسة أجرتها عالمة الفلك سيسيليا باين في تسعينيات القرن الماضي إلى أنّ الغلاف الجوي للنجوم يتكوّن من مزيج من العناصر مختلف عن تلك التي يتكوّن منها الغلاف الجوي للأرض، وأنّ معظم الغلاف الجوي لمعظم النجوم مكوّن من الهيدروجين، وقد رفض العلماء في ذلك الوقت نتائج دراسة باين إلى أن أكّدت دراسة أخرى صحة ما توصّلت إليه، فقد تم التوّصل فيما بعد إلى أنّ النجوم تتكوّن من 90% من الهيدروجين، و10% من الهيليوم، والقليل جداً من العناصر الثقيلة.


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

الجغرافيا  الكون والجغرافيا   العلوم التطبيقية   العلوم البحتة