مُحَاوَلاتٌ لِلابْتِسَام
صقر أبوعيدة

أَحَاوِلُ أَنْ أُزَيِّنَ بَسْمَةً..
كَانَتْ مُعَلَّقَةً عَلى شَفَتِي
فَيَبْلَعُهَا خَرَابُ الأَرْضِ..
وَالطُّرُقَاتُ فَيضُ ظَلامْ
عَلى أَجْفَانِهَا وَشْمٌ بِلَونِ الْبَغْيِ..
تَنْحَتُهُ خَنَاجِرُ مَزَّقَتْ مِنْ قَبْلُ عُشَّ حَمَامْ
*****
يَقُولُونَ ابْتَسِمْ..
فَبِأَيِّ بَالٍ نَغْمِسُ الأَفْرَاحَ بِالزَّيتُونِ..
وَالْوُدُّ اجْتَوَى أَثْوَابَهُ وَتَحَرَّقَتْ..
لَمَّا طَغَى نَابُ الْخِصَامِ وَحَامْ
وَظِلُّ الْيَاسَمِينِ غَفَا عَلى أَلْغَامْ
*****
سَأُهْدِي بَسْمَتِي يَومَاً
لِدَالِيَةٍ تَرَى كَبِدَ الدِّيَارِ تَقَيَّأَتْ أَسْقَامَهَا..
وَالَْخَصْمَ يَفْقِدُ شَهْوَةَ الْعُدْوَانِ لِلأشجَارِ..
يَومَ أَقُولُ لِلْقَاضِي وَبَينَ يَدَيَّ رَأْسُ بُنَيَّتِي..
رَقَصَتْ عَلَى عَظْمَاتِهَا دَبَّابَةٌ رَفَعَتْ غُصُونَ سَلامْ
فَكَيفَ تُفّسِّرُ الشَّكْوَى إلى اللهِ؟
وَكَيفَ تَنَامْ؟
*****
إِذَا أَنْتَ الْمُرَادُ وَتَحْمِلُ الْقُرْبَانَ وَالْمَهْلِكْ
وَتَنْتَظِرُ الصَّبَاحَ تُقَلِّبُ الأَنْفَاسَ في أَهْلِكْ
وَطِفْلُكَ مِنْ سُبُولِ الشَّمْسِ لا يَمْلِكْ
سِلاحُكَ زَنْدُ مِذْرَاةٍ وَلِمْ تُشْرَعْ عَلَى جُرْنِكْ
فَكَيفَ تَنَامْ؟
*****
يَقُولُونَ ابْتَسِمْ..
وَالْمَوتُ يَضْحُكُ مِلْءَ شِدْقَيهِ
يُعَرِّسُ في عُيُونِ الأَرْضِ لَمْ تَشْبَعْ خَوَابِيهِ
وَيَنْزِعُ مِنْ فَمِ اللَّوزَاتِ طَعْمَ حُقُولِنَا..
وَسُيُوفُنَا ثَقُلَتْ بِهَا الأَحْلامْ
*****
يَقُولُونَ ابْتَسِمْ..
وَالْحُرُّ يَبْهَتُ مِنْ مُسَاوَمَةٍ وَحَبْسِ هَوَاءْ
وَيَسْكُنُ في التَّمَنِّي وَاحْتِسَاءِ خَوَاءْ
فَقَدْ جُبَّتْ مُرُوءَتُهُ بِلَيلٍ وَالْبِلادُ عَرَاءْ
وَتُسْلَبُ بَينَ أَنْدِيَةٍ وَطُولِ هِيَامْ
*****
وَعِنْدِي بَسْمَةٌ في البَالِ أُخْفِيهَا
لِمَنْ يَأْتِي وَيَجْلِبُ فَرْحَةً لِفَرَاشَةٍ تَسْعَى
تُجَفِّفُ في الْفَضَاءِ جَنَاحَهَا وَتُبَدِّلُ الْمَرْعَى
وَتَنْسِجُ مَصْنَعاً مِنْ خُبْزِهِ الْحَلْوَى
عَلى طَلَلٍ وَفَوقَ رُكَامْ

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

شعر  أدب