"إلى مدينتي جسر الشغور، وإلى أدبائها وشعرائها"
سَـلّـمْ على الجسر قاصيها iiودانيها
وَاسقِ البساتين والحارات من iiكبدي
واقرأ سلامي على "العاصي" فإن iiلنا
أمّـا الـمدارسُ، فاسجدْ فوق iiتُربتها
جـسـر الشغور، وياما في iiملاعبها
حـتى إذا شبَّ عودي تحت iiأعيُنها
رحـلتُ عنها، ومالي في الرحيل iiيدٌ
لا تـعـذلـوني، فإنّ الجسر iiفاتنتي
- * ii*
يـا ساريَ الغيم، أمطرْ كلَّ iiعاطفتي
عـشرونَ عاماً، ولا يغفو الحنين iiلَها
لـو حـرّكتْ نخلَ أشواقي iiبإصبعها
ودارتِ الـكـأسُ، والأيـامُ iiدائـرةٌ
هُـنا خُطايَ، هنا حزني، هنا iiفرحي
هـنـا حـوارٌ ثـقـافيٌّ، هنا iiسَمَرٌ
هـنـا مـنـازلُ جيراني، iiوقهوتُهم
هـنا، وألفُ هنا، عن ساقها iiكشفتْ
- * ii*
اللهْ أكـبـرُ، إنّ الـنفسَ ما iiبرحتْ
أيـن الـنوادي، وشعري كان iiمئذنةً
أيـن الـليالي الغوالي في مساجدها
أيـن الـصّحابُ، وقلبي بعدما iiفُقِدوا
وأيـن نـجـمة صبحٍ فأظفرتُ بها
نـزهـتَها عن صبايا الكون iiأجمعها
لـو أسـعفَ الحظّ لمّا كنتُ iiأطلبُها
لا يـعـرفُ العشقَ إلا الغارقون iiبه
- * ii*
يا رحلةَ العمرِ، والخمسونَ قدْ iiعبرتْ
كـأنّ عـمري فصولٌ لا ربيعَ iiبها
مـن أيـن أجمعُ أشلائي وقد iiلعبتْ
ومـا أقـولُ، ودمـعي كاد iiيخنقني
كـلُّ الـمـواطنِ بعد الجسرِ.. نافلةٌ
والـجـسـر تعلمُ أنَّ الدهر قسّمني
وقَـبّـل الأرضَ من شتّى iiنَواحيها
كـسـالـفِ العهدِ لمّا كنتُ iiأسقيها
شلالَ ذكرى على شُطآنِ عاصيها() واخفض جناحاً من التقدير iiيُرضيها
لَـهَـوتُ طـفلاً، وياما في iiمغانيها
وأرضـعـتني من الآداب ساميها..
لـكـنها الريحُ.. قد أقصتْ iiمُحبّيها |
والـقـلبُ رغم بُعادِ الجسم iiيدنيها |
* ii* حـتـى يـسيلَ به، يا غيمُ، iiواديها |
ولـهـفـةُ النفسِ لا تُلقي iiمراسيها |
تـسـاقط الشوقُ خمراً في iiخوابيها
والـذكـريـاتُ نـجومٌ في iiدياجيها
هـنـا سـنـابـلُ أحـلامٍ أُنمّيها |
هـنـا ثـلـوجٌ.. لعبنا في iiسوافيها
فـوّاحـةُ الحبّ من فنجانِ iiساقيها |
فـأيّ بـلـقـيـس منها لا أوافيها؟
* ii* تـسـترجع الأمسَ إحياءً لماضيها |
تـرتّـلُ الوعيَ شعراً في iiنواديها؟
بـكـلّ ما حازَ كسرى لا iiأُساويها |
قِـطـارُ حـزنٍ وآهـاتٍ يداريها؟
بـسـم الإلـه مـن الحُسّادِ iiأرقيها؟
ولـم أُبـالـغْ، وقد نزّهتُ iiتنزيها |
مـا كـنـتُ أعـبأُ بالدنيا iiوأهليها |
ولا الـمـواجـعَ إلا مـن iiيُعانيها |
* ii* والـريـح تقطف أوراقي iiوترميها |
وتـلـكَ روحي شظايا من iiمآسيها |
بـهـا الرياحُ، ومَنْ يا ربِّ iiيُحييها؟
وفـي الـضلوع لهيب بات يشويها؟
وهـي الـفـريضةُ لا يشقى iiمؤدّيها
جـسـمـاً بعيداً، وقلباً ساكناً iiفيها |
المراجع
odabasham.net
التصانيف
شعر أدب
|