هناك شكوي دائمة من حواء (زوجي الذي لاأعرفه )، أصبح بعد فترة وجيزة من الزواج، يتعمد إهانة زوجته بألفاظ جارحة، ثم تطور الأمر وأصبح يتعمد إهانتها أو يوبخها بالصوت العالي أمام الغرباء
العديد من الزوجات فاض الكيل بهن من تصرفات الأزواج الذين يتعمدون تجريح الزوجة أمام الأبناء والأهل، وفي بعض الحالات أمام الأصدقاء، ودون سبب واضح أو يتطور الأمر بعد مناقشة لأسباب تافهة لاتستحق كل هذه العصبية، وهذا الانفلات في الألفاظ الجارحة، فتوغر الصدور بين الزوجين اللذين من المفترض أن تربط بينهما مشاعر المودة والرحمة.
الغريب أن الزوجة غالبا ماتعترف في معظم الحالات بأن هذا هو العيب الوحيد للزوج، فهو يتمتع بصفات حميدة كالكرم والشهامة وطيبة القلب، إلا أن طولة اللسان والألفاظ البذيئة والإهانات الجارحة تتطور لافرق في ذلك بين الزوجات من طبقات إجتماعية مختلفة (سواء الأستاذة الجامعية والطبيبة أو عاملة النظافة.
في كل الحالات تتعدي تصرفات الزوج وألفاظه أصول الأدب، والمشكلة أن منزلة الأم تتدني أمام أبنائها وبناتها، وهي من المفترض أنها المربية والأم والمدرسة التي تعد جيل المستقبل. تري ماهو السبب في هذا التطاول علي الزوجة بسبب وبدون سبب؟
يقول أساتذة علم الاجتماع وأطباء علم النفس السلوكي إن الزوجة تكون السبب في هذا التمادي والتطاول، فقد تقبلت منذ بداية الزواج هذا الأسلوب المتدني من المعاملة ولم تضع حدودا في طريقة التعامل خلال فترة الخطوبة. وقد يبدأ الأمر علي شكل (دعابة أو هزار) ثم يتطور ليصبح عادة لايهدأ الزوج ولايرتاح إلا بعد أن يؤدي صلة (الردح والسباب والألفاظ الجارحة).
الأسباب:
تنشغل المرأة في العمل والطهو والمذاكرة للأبناء، وتنسي واجباتها نحو زوجها، رغم أن هذا المجهود الجبار لصالح الأسرة، لكن في حالة الزوج الأناني هو لايري إلا نفسه.
مسئولية وضع حدود في المعاملة مع الطرف الآخر تقع علي الزوجة منذ فترة الخطبة، بحيث يصبح بينهما إحترام متبادل، بعيدا عن أسلوب الحوار المتدني والألفاظ الجارحة.
مرض عقدة النقص كما يؤكد خبراء علم النفس هو سبب تعمد الزوج إهانة زوجته بسبب وبدون سبب.
شعور الزوج بضعف شخصيته، أو بضعف مركزه الإجتماعي عن مستوي الزوجة.
غيرة بعض الأزواج من عمل الزوجة أو نجاحها أو تألقها أو تفوقها، فيستخدم أسلوب الوقاحة في التعامل إعتقادا منه بأنه أفضل وسيلة للحفاظ علي مركزه ووقاره كرجل البيت.
مع الأسف معظم هذه الحالات غير المسئولة تتسبب في انهيار العلاقة الزوجية، وهروب الزوجة المستمر لبيت أهلها، ممايدمر بيت الزوجية ويشتت الأبناء، ويعود السبب إلي أن الزوج تربي منذ صغره في معظم الحالات بهذه الطريقة لذلك لايري غضاضة في أن يهين زوجته بصوت عال وعلي مسمع ومرأي من الغرباء.
بعض الخطوات نحو الحل:
على المرأة أولا أن تتخذ قراراً نهائياً بشأن حياتها. هل تستطيع أن تستمر مع هذا العنف وترضخ ضد نفسها وحياتها من أجل مستقبل العائلة مثلاً؟ أم أنها قررت بأن تدافع عن كرامتها ونفسها وحريتها في الأمان في بيتها، وبالتالي فإن هذا القرار يمر بمراحل مختلفة وسيمر بمشاكل كثيرة وقد تجر لعنف أكبر قبل أن نصل إلى نتيجة.
إذن فالمرأة تضع أمامها خطة لتغيير حياتها ترتكز على الخطوات التالية:
- ماهو السبب وراء العنف اللفظي الذي تتعرض له. فالعنف استجابة لمشاكل معينة عليها أن تحددها.
وتشير الدراسات إلى أن الاسرة التي يسودها العنف بمختلف أنواعه تتسم بخصائص بيئية محددة تتمثل في انخفاض مستوى التفاعل الزوجي وزيادة ضغوط الحياة والصراعات ما بين الزوجين...التعاسة الاسرية المنزلية، كثرة اللوم بين الزوجين والنقد والشكوى المستمرة وتقليل كل طرف من كيان الطرف الاخر. بالإضافة الى الضغوط الاقتصادية والتي تتمثل في عدم الاستقرار في العمل وعدم الرضى عن الدخل. إذن عليك أن تحددي سبب العنف أولاً، وهل من الممكن معالجته أم لا.
- مناقشة ذلك مع الزوج في حالة الهدوء. قولي له بهدوء لدي مشكلة معك ومن دون حلها لن أستطيع الاستمرار.
- إشراك أفراد من كبار العائلة لحل المشكلة.يجب التدقيق في الاختيار حتي لاتتفاقم المشكلة لتدخل الأهل، دون حلول عملية، ابحثي عن الشخص الذي يستمع إليه زوجك ويقبل منه النصيحة.
- إذا لم يرتدع الطرف الآخر فيمكن مغادرة منزل الزوجية لتركه يراجع نفسه وسلوكه ويحس بقيمة غيابك ومايمكن أن يخسره.
- إذا قررتما بدء صفحة جديدة فليس من المعيب مراجعة طبيب نفسي أو استشاري أسري يساعدكما في البحث عن حلول ومخارج لهذا العنف بينكما. في كل الحالات أنتما بحاجة إلى مساعدة متخصص في العلاقات الأسرية ليوضح لكما مدي التوافق والاختلاف في هذه المرحلة الشائكة من العلاقة الزوجية، وهل من الممكن الإصلاح، أم يكون الإنفصال رحمة بالطرفين والأبناء.
المراجع
hayatouki.com
التصانيف
قضايا المجتمع علاقات اجتماعية تعليم وثقافة الزواج العلوم الاجتماعية