يــوم الـزّيـارة يــومُ حـشـدِ جـهودي ... شـتّـى الـقـوى قـد هُـيّئتْ لـصمودي
يــــومٌ عــلـى الأيـــام عـــزّ نـظـيـرُه ... فـتـعـالَ واشــهـد زفـــرةَ الـمـجـهودِ
مــن فـجـر يـومـي أسـتـعدّ لـسـفرةٍ ... مــشـحـونـةٍ بــالـهـمّ , ذاتِ كــــؤود
بـــــل إنّ لـيـلـتَـها أكــــون مــسَـهّـدا ... مـتـوَجّـساً مـــن صـبـحها الـمـوعودِ
أنــوي الـصّـيام لـكي أُهَـوّنَ سـفرتي ... ويـــكــون زادي الـــذّكــرَ لـلـمـعـبـود
ربّـــاهُ , هــوّن كــلّ صـعـبٍ واهـدنـا ... ســبــلَ الـنّـجـاة بـيـومـنا الـمـشـهود
مـــن بــعـد عــزمٍ قــد تـوكـلنا عـلـى ... ربّ الــعــبــاد وراحـــــم الــمــكـدود
ثـــمّ انـطـلـقنا – والــدّعـاءُ مـرطّـبٌ ... هـــذا الـلـسانَ – إلــى مـعـابرَ ســودِ
هــــو مـعـبـرٌ شــهـد الــهـوانَ لأمّـــةٍ ... زادت عــلـى الـمـليار فــي الـمـعدود
كــانـت بــشـرع الله تـحـكم دهـرهـا ... كـانـت بـسـيف الـحـقّ طـودَ صـمود
حــمــلـت رســـالــة ربّـــهــا بــأمـانـةٍ ... لا رايــــةٌ تــعـلـو عــلــى الـتّـوحـيـد
واللهُ مــــولاهـــا وأمّــــــا غــيــرُهــا ... فـــهــمُ عــبــيـدُ مُــضَـلّـلٍ مــطــرود
كـانت هـيَ الـنّسرَ المحلّقَ في السّما ... مـــا بـالُـهـا دانـــت لـمـسخ قــرود ؟
أوَ لـــم يُـنَـبّـئها الـزّمـانُ بـمـا مـضـى ... مــن مـجدها الـميمون والـمشهود ؟
- * * ... * * *
هـيّـا انـظـرونا فــي الـمـعابر خـشّعاً ... وفــتــاتـهـم زأرت زئـــيـــرَ أســـــود
عــجـبـاً لــدهــرٍ قـــد تــبـدّل حــالُـه ... حـــتّــى غـــدونــا طــعـمـةً لــلــدّود
انـظر بـغاث الأرض فـينا استنسرَت ... فـتـخـطّـفـتنا عــبــرَ كــــلّ حــــدود
هـــا نـحـن مـصـطّفون قـيـدَ أوامــرٍ ... تُــلـقَـى عـلـيـنا مـــن لـــدن نــمـرود
أيــــن الـجـلالـةُ والـفـخـامةُ فـيـكـمُ ... يـــا أمّـــةً رضــيـت بـــذلّ قــيـود ؟
الــقـدسُ فــي أســر الـيـهود وأنـتـمُ ... فــي قـيـد شـهـوة شــارب الـجارود
هــيّـا انـظـرونـا فـــي زيــارة وُلـدنـا ... فــي الأســر قـد رسـفوا بـقيد لَـدود
شـــيــخٌ يُــعــذّبـه فـــــراقُ أحـــبّــةٍ ... وحـــرائــرٌ لــبـسَـتْ ســــواد بــــرود
والـطّـفـلُ يـسـقـي خـــدّه بـدمـوعـه ... فــأبـوه فـــي أســـرٍ وبـطـش يـهـود
وكــذا الـشّباب الـزّائرون عـلى شـفا ... غــدر الـيـهود بـهـم وقـنـص حـقـود
هـيّـا انـزعـوا عـنـكم عـقـال رجـولةٍ ... بــل وانـزعـوا خُـمُـرَاً وسـتـرَ جـلـود
حـتّى يـبينَ لـنا الـخبيءُ ومـا حوَتْ ... هــذي الـجـسومُ مـن الأذى الـمعهود
- * * ... * * *
ويــطــول وصـــفُ مـهـانـةٍ ومــذلّـةٍ ... فــــي ســفــرةٍ مــمــدودةٍ وكَــــؤود
نــقـضـي الــنّـهـارَ بــطـولـه ويـعُـمّـنا ... لـــيــلٌ يـغَـشّـيـنـا بـــثــوب هُــمــود
نـلقى الأسـير وقـد ضـوتْ أجـسامنا ... مــن طــول سـفـرتنا وصـعب قـيود
نــبـدي لـــه فـــرح الـلـقـاء وبـهـجـةً ... حـــتّــى ولــــو كــنّــا وراء ســــدود
تـلـك الـحـواجز مــن زجــاجٍ شـاهد ... كــيــف الــعـيـون عـنـاقـهـا لأسُـــودِ
والـهـاتـف الـمـرصـود يـنـقل قـبـسةً ... مــــن نــــار قــلـبٍ صــابـرٍ مــكـدود
رغـــم الـحـواجـز عـانـقت أرواحـنـا ... أرواح أســـرانـــا بـــعـــون حــمــيـد
مـــا بــيـن طــول مـسـيرةٍ وعـذابـها ... وهــــــوان زوّارٍ وبــــــذل جـــهـــود
ذقــنــا مــرارتـهـا لــنـشـرب كــأسـنـا ... مـــن خـمـرة الـلـقيا وطـيـب عـهـود
هــي فــي سـبـيل الله سـفـرتنا ومـا ... نـلـقـاه مـــن نــصَـبٍ ومـــن تـعـقـيد
فــأولـئـك الأســــرى هــــمُ أبـطـالـنا ... وهــــمُ مـشـاعـلُ دربــنـا الـمـحـمود
ضــحّـوا بـأنـفـسهم وكــلّ نـفـيسهم ... أفــــلا نــقــوم بـــزورة الـتّـمـجيد ؟
هـــــذي خـــلاصــة زورةٍ لأســيـرنـا ... فــلــعــلّ فــيــهـا نــفــحـةً لــخــلـود
فــأعـد لــنـا يـــا ربّــنـا عـهـد الـصّـفا ... بــحــيـاة أســـرانــا بــظــلّ سُــعــود
- * * ... * * *
يــــا ربّــنــا الـرّحـمـنَ فـــرّج كـربـنـا ... وامـنـن عـلـى الأسـرى بـكسر قـيود
أحــسـن خـلاصـهـمُ وعـجّـل عــودةً ... مــن أسـرهـم واهــزم حـشود يـهود
واخز الّذين على الحمى قد ظاهروا ... أعــداءَنــا يــــا عـــونَ كـــلّ مـكـيـد
ســبــحـانـك اللهمّ أنــــــت ولــيــنــا ... فــانـصـر مـجـاهـدنا وكـــلّ طــريـد
واجعل أذان النّصر فوق مآذن الأقصى تحيّتنا لكلّ شهيد
يوم الزّيارة يومُ حشدِ جهودي = شتّى القوى قد هُيّئتْ لصمودي
يومٌ على الأيام عزّ نظيرُه = فتعالَ واشهد زفرةَ المجهودِ
من فجر يومي أستعدّ لسفرةٍ = مشحونةٍ بالهمّ , ذاتِ كؤود
بل إنّ ليلتَها أكون مسَهّدا = متوَجّساً من صبحها الموعودِ
أنوي الصّيام لكي أُهَوّنَ سفرتي = ويكون زادي الذّكرَ للمعبود
ربّاهُ , هوّن كلّ صعبٍ واهدنا = سبلَ النّجاة بيومنا المشهود
من بعد عزمٍ قد توكلنا على = ربّ العباد وراحم المكدود
ثمّ انطلقنا – والدّعاءُ مرطّبٌ = هذا اللسانَ – إلى معابرَ سودِ
هو معبرٌ شهد الهوانَ لأمّةٍ = زادت على المليار في المعدود
كانت بشرع الله تحكم دهرها = كانت بسيف الحقّ طودَ صمود
حملت رسالة ربّها بأمانةٍ = لا رايةٌ تعلو على التّوحيد
واللهُ مولاها وأمّا غيرُها = فهمُ عبيدُ مُضَلّلٍ مطرود
كانت هيَ النّسرَ المحلّقَ في السّما= ما بالُها دانت لمسخ قرود ؟
أوَ لم يُنَبّئها الزّمانُ بما مضى = من مجدها الميمون والمشهود ؟
-bb
b-=-bbb-*هيّا انظرونا في المعابر خشّعاً = وفتاتهم زأرت زئيرَ أسود
عجباً لدهرٍ قد تبدّل حالُه = حتّى غدونا طعمةً للدّود
انظر بغاث الأرض فينا استنسرَت = فتخطّفتنا عبرَ كلّ حدود
ها نحن مصطّفون قيدَ أوامرٍ = تُلقَى علينا من لدن نمرود
أين الجلالةُ والفخامةُ فيكمُ = يا أمّةً رضيت بذلّ قيود ؟
القدسُ في أسر اليهود وأنتمُ = في قيد شهوة شارب الجارود
هيّا انظرونا في زيارة وُلدنا =في الأسر قد رسفوا بقيد لَدود
شيخٌ يُعذّبه فراقُ أحبّةٍ = وحرائرٌ لبسَتْ سواد برود
والطّفلُ يسقي خدّه بدموعه= فأبوه في أسرٍ وبطش يهود
وكذا الشّباب الزّائرون على شفا=غدر اليهود بهم وقنص حقود
هيّا انزعوا عنكم عقال رجولةٍ= بل وانزعوا خُمُرَاً وسترَ جلود
حتّى يبينَ لنا الخبيءُ وما حوَتْ = هذي الجسومُ من الأذى المعهود
-bb
b-=-bbb-*ويطول وصفُ مهانةٍ ومذلّةٍ = في سفرةٍ ممدودةٍ وكَؤود
نقضي النّهارَ بطوله ويعُمّنا = ليلٌ يغَشّينا بثوب هُمود
نلقى الأسير وقد ضوتْ أجسامنا = من طول سفرتنا وصعب قيود
نبدي له فرح اللقاء وبهجةً = حتّى ولو كنّا وراء سدود
تلك الحواجز من زجاجٍ شاهد = كيف العيون عناقها لأسُودِ
والهاتف المرصود ينقل قبسةً = من نار قلبٍ صابرٍ مكدود
رغم الحواجز عانقت أرواحنا =أرواح أسرانا بعون حميد
ما بين طول مسيرةٍ وعذابها = وهوان زوّارٍ وبذل جهود
ذقنا مرارتها لنشرب كأسنا = من خمرة اللقيا وطيب عهود
هي في سبيل الله سفرتنا وما = نلقاه من نصَبٍ ومن تعقيد
فأولئك الأسرى همُ أبطالنا = وهمُ مشاعلُ دربنا المحمود
ضحّوا بأنفسهم وكلّ نفيسهم = أفلا نقوم بزورة التّمجيد ؟
هذي خلاصة زورةٍ لأسيرنا = فلعلّ فيها نفحةً لخلود
فأعد لنا يا ربّنا عهد الصّفا = بحياة أسرانا بظلّ سُعود
-bb
b-=-bbb-*يا ربّنا الرّحمنَ فرّج كربنا = وامنن على الأسرى بكسر قيود
أحسن خلاصهمُ وعجّل عودةً =من أسرهم واهزم حشود يهود
واخز الّذين على الحمى قد ظاهروا = أعداءَنا يا عونَ كلّ مكيد
سبحانك اللهمّ أنت ولينا = فانصر مجاهدنا وكلّ طريد