الأمر الأهم أن تتمتّعي بأكبر قدر من الاسترخاء مع اقتراب موعد ولادة طفلك، ولتحقيق ذلك يجب أن تعرفي ما هو متوقع حدوثه خلال مرحلة المخاض، وهي المرحلة التي تتصف بحدوث تقلصات ما قبل الولادة (الطلق). اقرئي الحقائق الآتية للإجابة عن أغلب التساؤلات التي تدور بذهنك:
ماذا سيكون شعورك؟
غالباً ما تشعر الأمهات قبل المخاض مباشرةً بمشاعر غريبة أو مختلفة. يمكن تفسير هذه المشاعر بأنها نتيجة لإفراز الهرمونات التي تؤثر على الحالة النفسية، وازدياد الانفعالات. لا يولد الأطفال دائماً في مواعيدهم المحسوبة، لذلك استرخى وانتبهي للعلامات الصحيحة. وفي حالات كثيرة يولد الطفل الأول متأخراً عن موعده، لكن مع كل حمل يصبح الرحم أكثر تقبلاً لهرمون الـ”oxytocin” الذي يزيد التقلصات.
قبل المخاض مباشرة,ً قد تشعرين بتقلصات خفيفة، وبألم بسيط في الظهر، وقد تصابين بالإسهال. يجب أن تبدئي بالاسترخاء، وتجهيز نفسك ذهنياً للتقلصات التالية. هذا أمر هام لأن حالتك الذهنية قد تساعد في تخفيف الألم.
ما هي علامات بدء المخاض؟
ستخرج مادة بنية تشير إلى أن السدادة المخاطية التي كانت تحمى مدخل الرحم خلال الحمل قد تم دفعها. رغم أن ذلك قد يحدث أحياناً قبل المخاض بفترة طويلة ( قد تبلغ أسبوعين)، إلا أنها إشارة تعلمين منها أن عنق الرحم قد بدأ يتسع، وأن جسمك بدأ يستعد للولادة.
انبعاث الماء من عنق الرحم علامة من علامات المخاض التي غالباً ما تحدث, وليس دائماً. يمكن أن يحدث ذلك في صورة تدفق شديد، أو قد يكون فقط مجرد قطرات. يجب أن يكون السائل فاتح اللون وسيستمر حتى الولادة، ولكن إذا حدث في أي وقت أن بدأ السائل يميل إلى اللون الأخضر أو الأسود، يجب إخبار طبيبك حالاً, لأن ذلك قد يشير إلى تعرض الجنين للخطر. ومن العلامات الأخرى لبدء مرحلة المخاض حدوث تقلصات خفيفة. اسألي طبيبك متى يجب أن تتوجهي إلى المستشفي.
كيف تكون التقلصات؟
التقلصات عبارة عن شـد وارتخاء لعضلة الـرحم مصحوبة بنوبات من الألم متفاوتة الشدة. (التقلصات تجعل عنق الرحم يفتح أو يتسع) ليسمح بمرور الطفل. إن كل تقلص يساعد على فتح عنق الرحم أو اتساعه حتى يصل في النهاية إلى اتساع عشرة سنتيمترات, وهي مساحة كافية لخروج رأس الطفل.
من الأفكار الجيدة أن تقومي بحساب توقيت التقلصات بمجرد بدايتها. احسبي طول مدة كل تقلص، وكذلك الفترة بين بداية كل تقلص وآخر. عندما تصل المدة بين معظم التقلصات إلى 5 دقائق (من بداية التقلص إلى بداية التقلص التالي) وتكون مدة كل تقلص 45 ثانية، يجب أن تكوني في طريقك إلى المستشفي.
في بداية المخاض قد تكون التقلصات شبيهة بتقلصات الدورة الشهرية، وفي بعض الأحيان لا تزيد عن مجرد ألم بسيط في الظهر. وكثيراً ما تشبه موجة من عدم الارتياح بأعلى البطن، وتتصاعد لعدة ثوانٍ، ثم تخمد تدريجياً. ومع التقلصات قد تشعرين كذلك بتصلب في عضلة الرحم ثم ارتخاء.
مع استمرار المخاض، ستدخلين في ما يسمى “المرحلة النشطة” من المخاض فتصبح التقلصات أطول وأقوى وأقرب لبعضها البعض من حيث الزمن. حاولي إيجاد وضع مريح لك. من الأفضل أن تجلسي أو تقفي لكي تسمحي بوصول كمية دم أكبر إلى الجنين، لكن إذا شعرت بالرغبة في الاستلقاء، لا تترددي في ذلك. التنفس بعمق سيزيد كمية الأكسجين التي تصل إلى الدم، وسيساعد ذلك على استرخاء كل جزء من جسمك، كما سيساعد على استرخائك الذهني.
مع اقتراب وقت الولادة، غالباً ما ستتوالى التقلصات بشدة. حاولي قدر استطاعتك أن تتنفسي بعمق خلال كل تقلص. وقد يشكل الغثيان مشكلة في هذه المرحلة.
المرحلة الأخيرة للمخاض؟
المرحلة الانتقالية هي آخر مرحلة في المخاض, قبل أن تبدئي بالفعل في دفع جنينك للخارج. عادةً تعد هذه المرحلة من أصعب مراحل المخاض. تبدأ المرحلة الانتقالية عندما يكون اتساع عنق الرحم حوالى ثمانية سنتيمترات، وتنتهي عندما يتسع عنق الرحم بمقدار حوالى عشرة سنتيمترات كاملة، وهنا قد يستمر التقلص لحوالي 90 ثانية. قد يجعلك الألم تشعرين بالغضب، وكذلك بعدم الراحة بدرجة كبيرة جداً، وقد تشعرين بإجهاد، ورعشة، وقشعريرة، وقد تشعرين كذلك بضغط على المستقيم. إن كل الأكسجين في جسمك مُركّزاً الآن على عنق الرحم وعلى الجنين، وقد تشعرين بميل إلى النوم بين التقلصات.
مع اقتراب التقلصات من بعضها البعض، ومع اتساع عنق الرحم، قد يجعل ذلك لديك رغبة في الدفع. ابذلي جهداً لكي تستمري في أخذ النفس بعمق وإخراجه بقوة، وقاومي رغبتك في الدفع. إذا دفعت قبل أن يتسع عنق الرحم تماماً، قد ينتفخ وبالتالي قد يأخذ وقتاً أطول لكي يتسع تماماً. قد ترغبين في أن يتوقف المخاض أو قد تشعرين أنك لا تستطيعين التحمل أكثر من ذلك، وقد يزيد توترك مع المحيطين بك. من حسن الحظ أن هذه المرحلة قصيرة وقبل أن تدركي ذلك، ستجدين نفسك في الطريق إلى غرفة الولادة حيث ستدفعين طفلك ليستقبل العالم الخارجي.
كيف تعرفين أنك على وشك الولادة؟
مع اكتمال اتساع عنق الرحم، سوف ينـتابك شعور لا تستطيعين مقاومته في ذروة كل تقلص بأنك تريدين دفع الجنين. كما قد تشعرين برغبة في التبرز، وذلك لأن الطفل يضغط على أعصاب هذه المنطقة. إن الوضع العمودي أو وضع الركوع أو وضع القرفصاء يجعلك تستفيدين بدرجة أفضل من الجاذبية خلال الدفع، ولكن إذا أردت تجربة أي من هذه الأوضاع فيجب أن تناقشي ذلك مع طبيبك خلال زيارات ما قبل الولادة، فقد لا يتقبل الطبيب الفكرة لأنها غير شائعة. مهما كان الوضع الذي تكونين فيه حاولي أن تعملي بانسجام مع رحمك لتحريك طفلك أكثر لأسفل خلال قناة الولادة. وأخيراً سوف تسعدين باستقباله.