جزاكَ الله بالخير ِ
عن الأشعار والأوطانْ
سكبتَ دماءَك الحرَّى
وأشواقا ً إلى الأوطانْ
نزفتَ الشِّعرَ بُركانا ً
على الطاغين َ لم تهدأ ْ بشِعركَ ثورة ُ البركانْ
إذا لفـَّتـْك أكفانٌ
فشِعْرُكَ لم يمُتْ يوما ً
وحتى الآنَ في الدنيا
أبى إدارجَه ميْـتا ً مع النسيانْ
وشِعْرُكَ فجَّرَ الإيمانْ
وشِعْرُكَ سيِّدي نورٌ
أضاء غياهبَ الدنيا
وأشعل للوغى نيرانْ
وحرَّكَ تونسَ الخضرا
فزالتْ صولة الطغيانْ
هُتافُ الأمَّةِ الأبقى
يرنُّ صداهُ بالأكوانْ
يحاربُ عن كرامتنا
ويبعثُ نهضة َ الإنسانْ
( إذا الشعب يوما أراد الحياهْ
فلابد أن يستجيب القدرْ
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسرْ )
ألا بشراكَ يا شاعرْ
وفجك للعلا واعرْ
وشعبُكَ في شجاعته
يُحطـِّمُ هذه الأوثانْ
أعادَ الفجر بساما ً
و روَّى غـُلـَّة َ الظمآنْ
لنهتفَ في مدارسنا
ونعلنَ في شوارعنا
بأنا أمَّة ٌ تحيا
بها روحٌ من القرآنْ
دماءُ الحر غالية ٌ
يكافئها لنا ربٌ
دعانا للفدا حتى
نعانقُ جنة الرضوانْ
لتحيا بَعْدنا أمَّهْ
وتذهبَ هذه الغمَّهْ
ونعلو في الورى دينا ً
ونجنى في الدنا عِزا ً
وتلكَ حقيقة الإيمانْ
أبا القاسمْ
وفجرُ الأمة الباسمْ
رأينا خيْطـَهُ الأبيضْ
هنا في تونسَ الخضرا
فيا واها ً لنا واها ً
إذا عدنا كما عدتمْ
رجالا ً بَعْدَها ذقتمْ
حلاوة َ صحوةِ الفرسانْ
( وللحرية الحمراء بابٌ
بكل يدٍ مُضرَّجةٍ يدقُّ )
فلسنا أمة َ الخصيانْ
ولسنا اليومَ يا تونسْ
مع الباكين كالنسوانْ
سيحملُ روحَنا كفٌ
ونـُعْلِي للعُلا بنيانْ
نطاردُ خِزْيَنا الحاضِرْ
ونعلنُ عودة َ الإنسانْ
ولن ترعى هنا أبدا ً
ذئاب الأرض أغناما
سنغسلُ عارَنا الحاضرْ
ونسقط ُ هامة َ الطغيانْ
لنرفعَ بالفدا رأسا ً
لنسقط شرعة َ القرصانْ
فلسنا بعدُ أغناما ً
وراعينا من الذؤبانْ
يمينا ً يا أبا القاسمْ
سنحملُ فجْرَنا الباسمْ
إلى وطن ٍ بكى دهرا ً
تجرّّع َ لوعة َ الحرمانْ
ألا أبشرْ أبا القاسمْ
ألا أبشرْ أبا القاسمْ