مهارات طفلك تحتاج إلى الصقل لتتوهّج

يشكّل الابتكار صفة مشتركة تجمع بين غالبيّة الأطفال، لذا يمكن صقل هذه الملكة منذ سنّ مبكرة، وذلك في ظلّ المناخ المناسب الذي يوفّر لها سبل الدعم كافّة.

اختصاصية تنمية المهارات تهاني عبد الله في "مركز الطفل المبدع" بالرياض توضح الخطوات الآيلة إلى صقل مهارات الطفل:

تكشف سنوات الطفولة المبكرة ملكات الابتكار والإبداع لدى الطفل، كما تشكّل مرحلة اختبار لمدى إتقانه وتلقّيه واستجابته لوسائل التعليم المختلفة، فالطفولة مرحلة حاسمة تتكوّن خلالها المفاهيم الأساسية تجاه الحياة بشكل عام. لذا، تقع مسؤولية تنمية مهارات ومواهب الطفل على عاتق الأسرة في المقام الأول، ثم تشترك المدرسة في هذه المسؤولية.

ملامح الإبداع:

وثمة صفات يتحلّى بها الطفل ذو المهارات مقارنة بأقرانه، ويجدر بالوالدين اكتشافها في وقت مبكر، إذ تعتبر السنوات الأولى الفترة التي يتم في أثنائها إرساء معالم شخصيته ليتحدّد إطارها وتتّضح معالمها في المستقبل. ومن بين هذه الصفات:
الثقة العالية في النفس والاستقلالية.
المرونة في التعامل مع الأمور والتفكير في حلول بديلة للمشكلات.
 يتحمّل أخطاءه، محاولاً معالجتها.
 يتمتّع بالذكاء ولديه القدرة على إدراك العلاقات بين الأشياء.
 لا يعاني من التوتر أو القلق، كما لا يستسلم للإحباط.
 فضولي للغاية، ويستهويه اكتشاف الغموض.
 يوظّف ثقافته في التعامل مع الأمور.
 يمتلك قوة عزيمة وإرادة ومثابرة على العمل.
 يميل إلى المغامرة والرغبة في تحدّي الصعاب.
 يتقن العمل الذي يوكل إليه بسرعة وإتقان.
 يمتلك القدرة على الإقناع.
 لا يتقيّد بالروتين.
 متفائل ولديه إحساس مرهف.
 يجيد استغلال الفرص والاستفادة منها.

المرحلة العمرية:

ويعتبر اللعب من أمتع الوسائل التي يمكن أن تستغلّ لتنمية مهارات الطفل، فهو يبدأ في الاهتمام بهذا النشاط ابتداءً من سنّ 15 شهراً، فينمو عقله الإدراكي الذي يمكّنه من التعرّف على اللعبة بشكلها وملمسها وصوتها. وينصح الخبراء، خلال هذه المرحلة، بالتركيز على الدمى والأشكال المجسّمة ليتعرّف إليها ويحفظها في خياله، علماً أن الطفل يكون خلال هذه المرحلة شديد الملاحظة ويركّز على كل من حوله ويخزّن المعلومات والخبرات لاستخدامها مستقبلاً.

ويجب على أفراد الأسرة أن يتعاملوا مع الطفل بتوجيه عبارات مباشرة ومحدّدة، كـ: "هات الكرة ضعها في الصندوق"، مع الإشارة إلى الكرة والصندوق لتعزيز قدراته في الربط بين الأحداث بحيث يتمكّن من ترتيب حدثين أو أكثر بتسلسل منطقي.

ومع سن الثانية والثالثة، ينمو إدراك الطفل بشكل أكبر، ما يمكّنه من أن يقضي أوقاتاً ممتعة في الألعاب الخاصّة بالتلوين والتركيب، ممّا يعزّز شعوره بالاعتماد على النفس والثقة في قدراته.

أما الأطفال في المرحلة الممتدّة منذ الثالثة وحتى الخامسة، فيجب التركيز على ممارستهم أنشطة رياضية تبني عضلاتهم وتدعم قدراتهم البدنية كركوب الدرّاجة أو الاشتراك في ألعاب جماعية مع أقرانهم.

دور المدرسة:

لا يقلّ دور المدرسة أهمية عن دور الأسرة في تنمية ملكات الطفل الإبداعية، إذ تعتبر البيت الثاني الذي يشبّ فيه الطفل ويكتسب المعلومات والمعارف ويتعلّم المهارات الاجتماعية التي تمكّنه من التواصل مع الآخرين.

 لذا، ينبغي على المدرّسين الإلمام بمفهوم الإبداع والتعرّف على أهميته في تحسين القدرات التحصيلية للطفل، كما تهيئة الأجواء التي يستطيع الطفل من خلالها إبراز مهاراته الخاصّة، بالإضافة إلى توفير برامج تعليمية وتدريبية لتنمية قدراته الإبداعية والثقافية والفنية والاجتماعية.

خطوات مفيدة:

يكتسب الطفل مهاراته ممّن حوله، فالأم ونتيجة لقربها من صغيرها تشكّل المنهل الذي يستقي منه خبراته ومعارفه ومهاراته، وهي أول شخص يتابعه ويتعلّم منه ويستطيع محاكاته. وتنصح الأم بتنمية مهارات صغيرها وفقاً لسنّه، وبشكل مستمر من خلال حياتهما اليومية معاً، وذلك من خلال الاستعانة بالإرشادات التالية:
 * مساعدته على إعداد كتاب خاص به يجمع فيه الصور الغريبة أو الطريفة من المجلات والصحف، ويدوّن تحتها المعلومات الخاصّة بها، مع  تخصيص جزء من الكتاب لتدوين أفكاره وجزء آخر لكتابة أفضل ما قرأ من أقوال وأشعار.
* تنمية مهارة القراءة من خلال التجوال بالسيارة، مع قراءة اللافتات وتشجيعه على قراءة ما يرى حوله.
* تنمية المهارات اللغوية، مع الحرص على استخدام المسمّيات الصحيحة لكل كلمة.
* تنمية مهارة الإصغاء والاستماع من خلال الانتباه إليه أثناء قصّه لقصة، كما الطلب إليه أن يحكي عن الأوقات التي قضاها بعيداً عنك.
* توفير الألعاب التي تنمّي مهاراته بما يتناسب وميوله وسنّه والألعاب التي يختبر معها مهارات جديدة.

عدم اللجوء إلى التلفاز أو الألعاب الإلكترونية لتهدئته، فهذه الأخيرة تحوّله من شخص مفعم بالطاقة والحيوية إلى كسول يعتاد على الخمول والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة.


المراجع

sayidaty.net

التصانيف

قضايا  المجتمع  قضايا مجتمعية  تنمية الاطفال   العلوم الاجتماعية