كيفية حل المشكلات الأسرية بين الزوجين

تحديد قضايا الخلاف

يُشكّل النظر في القضايا المسبّبة للخلافات ما بين الزوجين ووضعها في قائمة من الخطوات الأساسيّة لحلّ هذه المشاكل، حيث يتبع هذه الخطوة أن يتمّ النظر في كلّ مشكلة على حدة، ومحاولة التوصّل للحلّ المناسب لها بطريقة ترضي الطرفين، والانتقال بعدها لغيرها من المشاكل بالتتابع، أمّا في حال كانت قائمة الخلافات طويلة ولا نهاية لها؛ أي أنَّ الزوجين يختلفان على كلِّ شيء، فلا بدّ من النظر للأسلوب الذي يتحدّثان فيه مع بعضهما البعض، وتحسينه إن لزم الأمر.

عدم ترك المشاكل

دون حل تحتلّ عملية التواصل ما بين الزوجين أهميّة كبيرة، خاصةً عند حلّ المشاكل، إذ يُمكن النظر في العديد من الاقتراحات التي قد تساعد على حلّ المشكلة، واختيار ما يُناسب الطرفين، ويمكن تحديد ذلك من خلال طرح الأسئلة حول الطريقة الأمثل للوصول لحلّ مُرضٍ؛ وعندها يُمكن اللجوء للمعالجة النفسية الزوجيّة، أو التحدّث مع مدرّب مختصّ بالعلاقات، أو الاطّلاع على الكتب المختصة بذلك، أو من خلال الانضمام للدورات التي تُقدَّم عبر الإنترنت والتي تُعنى بالعلاقة الزوجيّة.

 

التعامل مع المشاكل بنضج

إنّ السخرية والاستهزاء والعبوس والتصرّفات العنيفة في التعامل مع التحدّيات ليست إلّا تصرفات طفولية لا مكان لها في العلاقات الزوجية الناجحة، فالعلاقات الناجحة تتسم بالنضج والهدوء في التعامل مع المشاكل، حيث يمكن للأزواج الاعتبار بأنّ هذه المشاكل هي وسيلة لإظهار التعامل الناضج وتوضيحه لأطفالهم للاقتداء بآبائهم وأمهاتهم، وهذا يتضمّن أيضاً احتواء الطرف الآخر ومحاولة تقبّل بعض سلبياته لضمان سير العلاقة الزوجية بطريقة صحيّة وسليمة.

اتخاذ القرارات بشكل تعاوني

إنّ عملية اتخاذ القرارات بشكل فردي ليست الوسيلة الأمثل، حيث إنّ عملية نقاش المشاكل والمخاوف بين الزوجين ثمّ العمل للتوّصل إلى مجموعة من الحلول للوصول بالنهاية إلى حلّ متفق عليه من قبل الزوجين سويّاً هو الخيار الأمثل لاتخاذ القرار بين الزوجين، حيث إنّ الحياة الزوجية مليئة بالأمور التي تتطلب التوصّل إلى القرارات وتتكرر هذه العملية طوال الحياة الزوجية لذلك فالتوصّل إلى طرق صناعة القرار التعاونية من أهم عناصر العلاقة الزوجية الناجحة.

منح الشريك الأولوية

يجب على كلا الزوجين للحفاظ على علاقتهما بأن يمنح كلّ منهما للآخر الأولوية في حياته، وذلك من خلال محاولة فعل الأشياء التي اعتاد كلّ منهما على فعلها في بداية العلاقة، بالإضافة لإظهار التقدير والاحترام من قبل كل منهما اتجاه الآخر، ومحاولة إكمال بعضهما البعض، والاتّصال اليوميّ بينهما لإظهار مدى اهتمامهما المستمر بالعلاقة، كما يمكنهما القيام بتخطيط بعض الوقت لمشاركته معاً، فذلك من شأنه أن يظهر لكلّ طرف أهميته عند الطرف الآخر، ويساعد على حفظ السعادة بينهما.

التسامح مع الطرف الآخر

يجب على كلا الزوجين أن يتعلّم كيف يسامح ويغفر أخطاء شريكه، بمعنى أن على كلّ منهما أن يفهم ويعي ويبذل قصارى جهده في العلاقة، وعند حدوث خطأ ما منه، فيمكنهما استخدام هذا الخطأ للتعرّف على الأفضل بالنسبة لهما، ومن ثمّ التصرّف بطريقة أفضل لاحقاً، فالغفران والسماح يعني أنّ كلاً منهما يلتزم بالتخلي عن ما سببه الطرف الآخر له من أذى في الماضي للسماح بفرص وإمكانيات جديدة للمستقبل، وللمحاولة في إنجاح الحياة الزوجيّة.

التعبير عن نقاط الاهتمام بشكل بنّاء

تحتلّ الطريقة التي يبدأ بها الحديث ما بين الزوجين على أهمية في تحوّل مجرى الحديث، حيث يُشير المختصّون في العلاقات لوجود كلمات وجمل استفتاحية تمنع تحوّل الحديث لمشكلة ما بين الزوجين، وخاصة في المواضيع والنقاشات الحساسة، لذا يُنصح بإيلاء الاهتمام باختيار العبارات الافتتاحية بصورة ملائمة، كأن يبدأ الكلام بـِ (أود) أو (أشعر) أو (ما هي أفكارك أو شعورك حيال ذلك؟)، وغيرها.

التعبير عن المشاعر بصدق

يتطلّب حل المشاكل الزوجيّة أن يمتلك كلا الزوجين المساحة الكافية والأمان اللذين يمكنّان من التعبير عن المشاعر المتعلقة بالطرف الآخر، وخاصة مشاعر عدم الرضا أو الاستياء من بعض السلوكيات التي يمارسها أحد الطّرفين، حيث يُعتبر إخفاء هذه المشاعر أحد المسببات الكامنة خلف نشوء الخلافات والمشاكل الزّوجية، لذا يُنصح بالتدرب على تقبّل هذه المشاعر من الشّريك، والاعتراف بها حتّى تكون هناك مساحة آمنة بين الزوجين، إلى جانب وجود الصدق في العلاقة.

التوقّف عن إلقاء اللّوم

يُعدّ إلقاء اللّوم على الشريك بصورة مُستمرة في كافّة النقاشات والمشاكل التي يتم التعرّض لها غير مُجدٍ عند العمل على حل هذه المشاكل، كما أن ذلك يُمكن أن يكون سبباً لإبقاء كلّ من الطرفين في المشاكل، وتعتبر الطريقة الصحيحة للوصول لحل مناسب هي بدء كلا الطّرفين بتحمل المسؤولية الكاملة المتعلقة بمواقفه الخاصة، أو الأمور التي يقوم بها.

العمل على ما يمكن إصلاحه في حل العلاقات بين الزوجين

يجب على كلا الشريكين تجنّب محاولة إجبار الطرف الآخر على تغيير نفسه أو التصرّف بطريقة لا يرغبها، وبدلاً من ذلك يجب التركيز على أن يصلح كل طرف نفسه وتصرفاته وسلوكه، فتغيير كل شخص لسلوكه أسهل بالتأكيد من محاولة تغيير الآخرين، وبذلك يمكن أن يُبنى الزواج على التفاهم والمحبة وتقبّل الزوج للآخر وتحسين صورته باستمرار.

تجنّب الصراخ في الحياة الزوجية سيكون هناك من الحوارات والنقاشات التي قد يختلّف فيها الزوجان بكلّ تأكيد، لكن من المهم على كلا الطرفين تجنُّب الصراخ ورفع الصوت، فالصراخ في النقاش لن يفيد في إيصال أيّ رسالة مفيدة للطرف الآخر أو إقناعه بتغيير رأيه في موضوع ما، بل على العكس فاستمرار النقاش بهذه الطريقة السلبية وتعمّد رفع الصوت سيضر العلاقة الزوجية بكل تأكيد.

الامتنان

ينبغي على كلّ من الزوجين أن يُشعر الآخر بأنّه مُمتن له على كلّ شيء يفعله من أجله، وعدم اعتبار الاهتمام والتفاصيل الصغيرة التي تدل على الحُب كأمر مُسلّم به، ويكون الامتنان من خلال قول شكراً لتحضير فنجان القهوة مثلاً، أو الاحتفال بعيد زواجهما السنوي، أو مدح مذاق الطعام، أو ملاحظة قصة الشعر الجديدة أو الملابس الجديدة والثناء عليها، حيث إنّ إيلاء الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يُعطي نوعاً من التقدير للعلاقة، وهذا مهم جداً؛ لأنّ الإهمال أحد عوامل زيادة الخلافات الزوجية.

تحكم الزوجين في ردة أفعالهم

يُنصَح الزوجان عند مناقشة أمر ما بالتحكّم في ردة أفعالهم من خلال تهدئة أنفسهم، مع أخذ قسط من الراحة، لتجميع أفكارهم، وللتحقّق من عواطفهم، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنّب التعبير عن مشاعرهم تجاه بعضهم وقت حدوث المشكلة، لأنّ ذلك يزيد حجمها،[١٣] ويشار إلى صعوبة تحكم الإنسان في سلوك الآخر، لذلك إنّ تجنب أو رفض التعامل مع المشاكل لا يعمل على حلّها، بل يعمل على ازديادها.

تجنب النقاش أثناء الغضب

يُستحسن عند مواجهة مشكلة أسريّة أن تتمّ مُناقشتها بعد التخلُّص من الغضب أو الشعور بالانزعاج، وذلك لأنّ الانتظار حتى يهدأ جميع الأطراف يسمح للشخص بالتعامل مع المشكلة بشكل منطقي وبتروِ، بدلاً من الاندفاع بشكل عاطفي، وقد يكون التراجع عن مناقشة الأمر أحياناً فرصةً جيّدةً للتفكير بتمعُّن قبل التعامل مع المشكلة، كما أنّ الاقتراب من الشخص الغاضب، يزيد من حدّة التوتر، وبالتالي يصعُب حلّ المُشكلة.

تقبل أخطاء الآخرين

يُعتبر تقبّل أخطاء أفراد العائلة من أهمّ الأسُس التي تُساعد على حلّ المشاكل الأسريّة بسلاسة، ويكون ذلك من خلال مُحاولة فهم تصرّفاتهم والدافع من ورائها، حيث يُمكن أن تكون هذه التصرفات مُجرّد انعكاس، ورد فعل على سلوكيّات الشخص نفسه، ممّا قد يُسهم في الحدّ من مُختلف المُشكلات الأسرية حتّى لو كانت قديمةً، كما يتضمّن ذلك تقبُّل الأخطاء الشخصيّة حتّى تتمّ معالجتها بالشكل الصحيح.

طلب الاستشارة

يمكن للزوجين في حالة رغبتهم الحقيقية في استمرار العلاقة الزوجية وحل المشكلات أن يُقْدموا على طلب النصيحة والمشورة من الآخرين القادرين على تقديمها وذلك في حال استعصى على الطرفين حل خلافاتهم بأنفسهم.  


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

أسرة سعيدة  المجتمع  تعليم وثقافة  الأسرة   العلوم الاجتماعية