1- السّحور: وهو الطّعام الذي يتناوله الإنسان ليلاً، وهو سنَّة من سُنن النّبي. فالسّحور يُقويّ الصّائم ويهوّن عليه الصّيام، ووقته من نصف الليل إلى الفجر.
2- تعجيل الفطور. يفطر الصّائم ثم يُصلّي.
3- الدّعاء.
4- السّواك.
5- الجود: يُستَحَبّ أن يكثر المُسلم من العطاء في رمضان.
6- ممارسة القرآن الكريم.
7- الإجتهاد في العبادة في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان.
8- الإمتناع عما لا يليق بالصّيام ويفسد الصيام، بما كان حرامًا أو مكروهًا، كالكذب والسّرقة والسّب واللّغو والنّظر الحرام.
وهناك عاداتٌ مختلفةٌ يتبعها الناس في رمضان، وللأطفال تقاليد يقومون بها في بعض البلاد العربيّة سنتحدّث عن بعضها…
مائدة الإفطار شهيةٌ ومتنوّعةٌ وهي تشتمل على منقوع قمر الدين (وهو يُصنَع من المشمش) والقطايف، والشّوربا والفتّوش (وهو سلطة تُفرَم خضارها ناعمةً وتُخلَط بالخبز المُحمّص، وهو فاتحٌ للشّهية). وهذه تكون على مائدة الإفطار كلّ يومٍ، وبالطبع يُضاف إليها أنواعٌ أخرى. ويتناول الصّائم بعض أنواع الحلوى قبل وجبة الطّعام الرئيسة، مثل منقوع الفواكه المُجفّفة كالمشمش والزّبيب وغيرهما بعد نقعها بالماء، وإضافة شيء من السّكر إليها، كما يُزيّن بالجوز واللوز المقشور والصنوبر والفستق، وهذه كلّها تضيف إلى قيمته الغذائية.
وفي الصّيف يعُمَل شراب العرقسوس وشراب الخرّوب وشراب التمر هندي والجلاّب. ويبدأ الإفطار بتناول حبّة تمرٍ أو شرب قليل من الماء (وهذه هي الطريقة التي كان يفطر بها الرّسول محمد عليه السّلام). ويرى البعضُ أن يقوم للصلاة بعد ذلك، ثم يعود لإكمال إفطاره. أمّا التّحلية بعد الطّعام فتكون عادةً القطايف والكنافة.
أمّا الصغار فيسعدون بممارسة نشاطٍ من نوعٍ خاص. فهم يتجمّعون ويذهبون ليهنّئوا الأهل والجيران بحلول الشّهر، وهم يحملون بأيديهم فوانيس صغيرةً. وأحيانًا، وفي موسم البرتقال، وفي مدينة يافا مثلاً، يصنع كلٌّ منهم فانوسًا من برتقالةٍ كبيرة الحجم، بعد أن يفرغها من داخلها، ويعمل فتحاتٌ في محيطها لتكون كالنّوافذ، ويضع شمعةً في وسطها، ويُعمَل لها علاّقةٌ طويلةٌ حتّى لا تؤذي نار الشّمعة أصابع الطّفل الذي يحمل الفانوس.
يبدأ الأطفال الغناء عند مدخل بيت الجيران أو الأهل أو الأصحاب، ويُغنّي أحدهم ويردّد الآخرون.. ويُرحّب بهم أصحاب البيت، ويأتون إليهم بالحلوى والجوز واللّوز والبندق، وأحيانًا يمنحونهم بعض النّقود. وينتقل الأولاد من بيتٍ إلى آخر.. وفي اللّيالي التالية يزورون بيوتًا أخرى، وفي نهاية كلّ جولةٍ- آخر السّهرة- يجلسون ليتقاسموا ما حصلوا عليه وهُم سعداء بما فازوا به.
وفي شهر رمضان يحلو السّمر والسهر، ويُصلّي الكبار صلاةً خاصةً بعد صلاة العشاء في المنزل أو في المسجد، ويقرأون القرآن الكريم ويتسامحون مع الذين يختلفون معهم.
وخلال أيّام الشّهر، وعند آخره بصورةٍ خاصةٍ، يُوزّع الأغنياء والقادرون زكاة الفطر (الصّدَقات) على الفقراء والمساكين، كما يوزّعون زكاة مالهم، فيشعر الأغنياء بالسّعادة لقيامهم بواجبهم، ويفرح الفقراء بما يحصلون عليه.
أمّا ليالي الشهر العشر الأخيرة، فتبدأ الأسر فيها بعمل كعك العيد، وهو نوعٌ خاصٌ من الكعك، يُحشَى بالتّمر أو بالجوز أو بالفستق الحلبي. وتسهر الأسرة كلّ ليلةٍ في بيتٍ للقيام بإعداده، ثم ينتقلون إلى بيتٍ آخر.
وهناك مثلٌ مصري يُعبّر عمّا يعمله الناس في شهر رمضان، فيقولون: 10 أيام مرق (أي إنّهم يهتمّون بالطّبخ)، و10 أيام خلق (أي إنّهم يعدّون فيها ثياب العيد)، و10 أيام حلق (أي إنّهم يعدّون كعك العيد، وهو على شكل دائرةٍ مُجوّفةٍ).
تبرز في شهر رمضان شخصيةٌ فريدةٌ وهو “المُسَحِّر”، الذي يتولّى إيقاظ النّيام ليتناولوا سحورهم، فيتجوّل في الشوارع وهو ينشد أناشيد لطيفةً، ويدقّ على طبلٍ صغيرٍ، ويقرع أبواب السّكان كل ليلةٍ، ويفرح الأطفال كثيرًا بقدومه وينتظرونه بفارغ الصّبر. وفي أوّل أيام العيد يمنحه الناس عيديةً، ويشكرون عمله ويتمنّون له الخير.
أمّا كيف يستقبل مُسلمو بلاد الشّام شهر رمضان؟ وما الطّقوس التي يتبعونها؟
للمدن الإسلامية طابعٌ خاص تتميّز به، وهو أنّ مسجدها الجامع يقوم في وسطها، ثم تُبنى حوله الأحياء والطّرق والأسواق. ودمشق لم تشذّ عن هذا الطّابع. فالمسجد الأمويّ يحتلّ قلب المدينة، وقامت حوله أحياءٌ وسكك متعدّدة.
تحدّث أحد سكّان مدينة دمشق عن ذكرياته الرّمضانية فقال: “كان الناس يستعدّون لإستقبال الشّهر الفضيل قبل مجيئه بِعدّة أسابيع، فيجمعون المأكولات المتنوّعة للفطور والسُّحور، غنيّهم وفقيرهم، وكانت بعض الحارات تُزيّن طرقاتها وتتفنّن في ذلك، وبعضها يستقبل رمضان بألعاب الفروسية من سيفٍ وترسٍ، وتَطلُق المدافع بضع طلقات، ويسهر بعض النّاس عند بعضهم، أو يذهبون إلى المساجد أو يشاركون الطّرق الصوفية في إحياء طقوس الشهر الكريم. ويبقى الجميع ساهرين حتّى السّحور حيث يقوم المُسحراتي بطرق الأبواب أو بالضّرب على طبلته، ويُنادي على النّاس بأسمائهم ويترنّم بأهازيجه، ويتبعه الأطفال أحيانًا”.
يتكوّن السّحور من الأكلات الخفيفة كالجبن والزيتون واللبنة وقمر الدّين وشراب التّمر هندي ومربّى المشمش أو التّفاح (الجلاّب)، لأنّ هذه الأكلات تُرطّب الجوف. وبعد السحور يذهب بعض الأفراد إلى المسجد لصلاة الصّبح ويقرأون الأوراد والأذكار، ويستمعون إلى أحاديث بعض العلماء.
أمّا طعام الفطور فكان وما يزال عبء تحضيره على سيّدة البيت، حيث كان يومها يَمضي وهي تحضّر المشروبات والأكلات والحلويات التي تتفنّن في صنعها. فتصنع مشروبات العرق سوس والتّمر هندي وشراب الورد ومنقوع قمر الدين، وغير ذلك.. وتضع على الطاولات بجانب ذلك أنواع الشّوربة المُختلفة والسّلطات والفتّوش ثم الأطعمة المختلفة من محاشي الكوسى والباذنجان، والفول والفتة والمقبلات، ثم الرّز المطبوخ مع الفاصوليا أو الباميا، وغير ذلك..
كان الأطفال يتجمّعون في ساحات الأحياء وينتظرون انطلاق دويّ المدفع لينقلوا بشارةً للأهل للإفطار. والنّاس يفطرون على لُقيماتٍ، ثم يصلّون صلاة المغرب في المسجد أو في البيت، وبعضهم كان يتناول كلّ فطوره ثم يقوم للصّلاة.
يتبع الناس وجبة الفطور الأساسية بالحلويات والفواكه، ثم يشربون الشّاي. ومن أنواع الحلويات المطلوبة في رمضان القطايف بأنواعها المحشوة بالجوز أو اللوز أو المحشوة بالقشطة أو بالجبن، والنّمورة والكنافة والمدلوقة والبلّورية وغيرها. ومن أنواع الفواكه المشمش والإجاص والكرز والتفاح وغيرها حسب الموسم.
ويخرج الناس بعد ذلك إلى المساجد لصلاة العشاء والتّراويح أو لحضور بعض دروس القرآن، أو لزيارة الأهل والأقارب والمعارف، أو لقضاء متطلّبات البيت وحاجاته، أو للسهر في المقاهي والإستماع إلى الحكواتي، أو لحضور خيال الظل، قبل دخول التلفاز وسيطرته على حياة الناس.
من العادات المُترافقة مع شهر رمضان “السّكبة”، حيث يتولّى الأقارب والجيران تبادل بعض الوجبات الرّئيسة، قبل الإفطار طبعًا. وكان بعض أغنياء الحيّ يقيمون سرادق لإستضافة الفقراء أو عابري السّبيل، وإخراج الزّكاة عن الأموال المنقولة وغير المنقولة، وفطرة رمضان كانت وما تزال توسع على الفقراء الرّزق.
ومن أهمّ الظواهر الإجتماعية أنّ القلوب كانت تصفو في هذا الشهر الفضيل، وتتمّ مصالحاتٌ عديدةٌ فيه، كان حلّها عويصًا من قَبل. والحياة الإجتماعية فيه تحمل كلّ معاني التّكافل والضّامن وصفاء القلوب وحلّ المُنازعات وتوطيد العلاقات.
من أهمّ اللّيالي في شهر رمضان ليلة 27 منه، أي ليلة القدر، وفيها يتجمّع النّاس في المساجد، يتلون القرآن والأوراد والأذكار، وتقوم بعض الطّرق الصوفية بإحياء احتفالاتٍ على طريقتها، كما تقوم الزّوايا والتّكايا بالإحتفالات بتلاوة الأذكار والإبتهالات ويسهر الناس حتّى السحور. وتقوم النّساء بعمل المعمول والكعك والحلويات استعدادًا ليوم العيد، ويشتري النّاس الملابس الجديدة وحلويات العيد.
كان هذا في الماضي، وما زال للأيّام والمناسبات رونقها.. لكن بعض العادات والتقاليد تغيّر، لم يعد السّيف والتّرس حاضرين حضورهما الكثيف في استقبال الشهر الكريم وتوديعه، وانزوت عادة المآدب الكبيرة في بعض زوايا المساجد، وفقدت بعض الحارات مُسحّريها بالموت، وهجم التّلفاز، واحتلّ مكان الحكواتي وخيال الظّل.. واختفت أحيانًا الأكاليل والزّينات، وشغل الأفراد بعائلاتهم الصّغيرة بدلاً من عادة الإهتمام بالعائلات الكبيرة، لأن العائلات توزّعت، ولم تعد في البيت الكبير أو في بيوت العائلة الواحدة، المتلاصقة أو القريبة بيوتها بعضها من بعض، والتي كان كبيرها الموقر من الجميع يدير مصالحها وشؤونها إلى حدٍ كبيرٍ.
فرحة العيد لا تنسي الناس أمواتهم، فكانوا وما زالوا يتوجّهون إلى المقابر بعد صلاة العيد، ويضعون نباتات الزينة والأزهار والرّياحين على قبور موتاهم، ويقرأون الفاتحة على أرواحهم، ويرشّونها بماء الورد، ويوزّعون عن أرواحهم الحلويات والفواكه والمأكولات.
ثم يبدأون بزيارة الكبير فيهم، وتتوالى الزّيارات ومظاهر الفرح من دبكاتٍ وأغانٍ في بعض السّاحات العامة، ويتوافد الصّغار على الساحات المليئة بالألعاب والمسليات والملهيات.