في يوم عيدنا يفرد الطير أجنحة الفرح، وتنشر الأشجار أغصانها، مظللة أفئدة العشاق، والبحر، يلون موجاته بالبياض


في يوم عيدنا يفرد الطير أجنحة الفرح، وتنشر الأشجار أغصانها، مظللة أفئدة العشاق، والبحر، يلون موجاته بالبياض، والجبال حارسة الأمل، تطوق الأرض، بسمرة السواعد الأبية.

في يوم عيدنا، تشرق الشمس باكراً، وهي تحمل مرآة الكون، لتعكس صورة الوطن، كأجمل صورة، على وجه الأرض، والسماء، الزرقاء مثل قبعة مخملية عملاقة تظل وسامة الوطن، والعالم يتابع عن كثب، هذا النمو الزاهي في الوجدان الإماراتي مخضبا بحناء الفرح، مخصبا بالمعنى الجليل، مرطبا من رضاب العشاق

بأنامل أهل الوطن، ومن شاركهم الحب. في عيدنا، تبدو القامة أطول، والشهامة أشمل، والكرامة جملة الجمل، والمقامة يعربية من فصول وأصول، جادت بها أحلام الذين عشقوا الحياة.

الذين هتفوا باسمك يا وطن، ورفعوا الراية عالية تمجيدا لأبديتك الخالدة، ونصوع تاريخك، وتنوع ثمارك، ويفاعة رجالك الذين هم الرسامون الأفذاذ الذين جعلوا من الصحراء الصفراء أرضا خصبة خضراء، تكلل الكثبان والهضاب بالظل الظليل، وتهدي الطير موائل اللقاء الحميم، وتمنح الحياة النظر، والنضارة، وتسرد قصة الماشين على درب الحياة بتؤدة وأناة من أجل أن تبقى الإمارات في الوعي الإنساني صفحة لم تكتب عبارتها إلا بأنامل أهل الوطن، ومن شاركهم الحب. في عيدنا، تبدو القامة أطول، والشهامة أشمل، والكرامة جملة الجمل، والمقامة يعربية من فصول وأصول، جادت بها أحلام الذين عشقوا الحياة، والذين رسموا للوطن صورة استثنائية لا مثيل لها ولا شبيه، لأنهم من نسل الفرادة، ولأنهم من أصل العتادة، ولأنهم من فصل النضادة، ولأنهم من نبت صحراء، لم تنجب إلا الأعناق الطويلة، والإرادات الأصيلة، والطموحات الأبعد من الأفق. في يوم عيدنا، يهلل الطير، ويغني الشجر، وتسكب السواحل رحيق النشيد الأول، وتهفهف الأجنحة طرباً، بيوم لا يشبهه يوم، ولا يوازيه شعور، لأنه يوم التاريخ الذي زف للناس بشارة الانغماس في وعاء التراب الواحد، ولأنه يوم أعطى للبحر زعانفه، كي تصفق من أجل من استبسلوا في سبيل أن يبقى الوطن قارباً جميعاً مجاديفه التي تبحر به نحو المحيط. في يوم عيدنا هناك رواية تحكى، مفادها أن العزائم إذا كبرت تصبح مثل النجوم، تدلك على مضارب الخلان، وتضعك في صلب الحياة نخلة وارفة، وعشباً قشيباً، تدنو منه الكائنات، فتصبح في الوجود وحدة واحدة، يجمعها الانتماء إلى الأرض، والوفاء للوطن. في يوم عيدنا يبتهج العالم، وترفع الأعلام، وتند الأقلام بماء السعادة، والكلمات مثل فراشات تهمس للورد قائلة:

هذا يوم عيد الإمارات، فزيديني عطرا، زيديني، زيديني، من ماء الحياة، زيديني، ولا تكتفي.

فاليوم عيد الإمارات، اليوم عيد الكون كله، اليوم عيد الكائنات، فلنفرح سويا، ونملأ الفضاء عطراً، ومطراً، ونثراً، وحبراً، وشعراً، يجدل خصلات الفرح، ببيان، وبنان، وتبيان.

نقلا عن "الاتحاد" الإماراتية



المراجع

al-ain.com

التصانيف

شعر  أدب