تناقل الناس فضائله النبيلة وهم مبهورون بها، فلما جاؤوه يهنئونه بالعافية بعد مرض ألم به، زادوا بها انبهاراً، فقال أحدهم: صدَّق الخُبْرُ الخَبَرَ، وقال الثاني: المجد عوفي.
لــك الـمـروءة تِــرْبٌ والـوفـا ذمــمُ ... وأصـغـراك الـنُّـهى والـحلم والـكرمُ
زانـتـك مـنـذ الـصـبا الـريان وارفـة ... مــن الـسـجايا الـلـواتي كـلها شـمم
رأي يجوب ونفس كالشعاع ضحى ... وعــفــة بــردتـاهـا الـنـبـل والـنـعـم
نَـــزْرُ الــكـلام لأن الـعـقـل يـسـبـقه ... جــمُّ الـحـياء وأنـت الـسيد الـحكم
تـعـفو وتـصـفح عــن لـين ومـقدرة ... وعـفو مَـنْ قـدروا الأمـجادُ والقمم
إذا عـتا الـخطب لـم تـأبه لـسطوته ... لأنـــك الــمـرء بـالإيـمـان تـعـتـصم
تــجـوز أخــطـاره إمــا مــررت بـهـا ... وأنــت فــي هـولـها تـتـلو وتـبتسم
فـإن مـضت عـدت لـلرحمن تشكره ... والـشـكر مـنـك فـعـالٌ روعـةٌ وفـم
- * * ... * * *
أقول والأمنيات الخضر قد بسمت ... مـا قـاله الشاعر(1) العملاق والعلم
"الـمجد عـوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عــنـك إلــى أعـدائـك الألــم"
ــــــــــــــــــــــ
المتنبي.
لك المروءة تِرْبٌ والوفا ذممُ=وأصغراك النُّهى والحلم والكرمُ
زانتك منذ الصبا الريان وارفة=من السجايا اللواتي كلها شمم
رأي يجوب ونفس كالشعاع ضحى=وعفة بردتاها النبل والنعم
نَزْرُ الكلام لأن العقل يسبقه=جمُّ الحياء وأنت السيد الحكم
تعفو وتصفح عن لين ومقدرة=وعفو مَنْ قدروا الأمجادُ والقمم
إذا عتا الخطب لم تأبه لسطوته=لأنك المرء بالإيمان تعتصم
تجوز أخطاره إما مررت بها=وأنت في هولها تتلو وتبتسم
فإن مضت عدت للرحمن تشكره=والشكر منك فعالٌ روعةٌ وفم
-bb
b-=-bbb-*أقول والأمنيات الخضر قد بسمت=ما قاله الشاعر(1) العملاق والعلم
"المجد عوفي إذ عوفيت والكرم=وزال عنك إلى أعدائك الألم"