طائفة يهودية أثيوبية ذات معتقدات خاصة مختلفة عن سائر الطوائف اليهودية يشتق الاسم «الفالاشا» من كلمة «بالانش» العبرية التي تعني المهاجر والبدوي. أبناء هذه الطائفة يطلقون على أنفسهم اسم «بيتا إسرائيل» وتعني قبيلة إسرائيل قدر عدد الفالاشات في أواسط الثمانينات بحوالي 25 ألف نسمة يعيشون من الزراعة والري والعمل في بعض الحرف اليدوية.
ما يزال أصل الفالاشا غامضا فعدد من علماء اليهود يزعم أنهم يتحدرون من نسل الملك سليمان والملكة بلقيس حيث هاجروا إلى اثيوبيا منذ حوال ثلاثة الاف عام بقيادة الأمير ميشيليك ويؤكد علماء اخرون بأنهم افراد قبيلة أفريقية اعتنقت اليهودية عن طريق اليهود الذين هاجروا إلى مصر عبر البحر الاحمر.
والراجح هو أنهم قبيلة أفريقية اغتنقت اليهودية حيث إن الفالاشا لا يعرفون اللغة العبرية إطلاقاُ وهم يتكلمون اللغة الأمهرية وهم أيضاً أدخلوا على الدين اليهودي تعديلات تنتاسب مع مفاهيهم المكتسبة من بيئتهم.
لا يعرف الفالاشا كتاب التلمود ولا يعترفون به. وكتابهم المقدس هو نسخة محورة من التوراة المكتوبة باللغة الأمهرية، وشعائرهم بدائية لا تمت بصلة إلى الشعائر اليهودية السائدة. فهم تأثروا بالديانات الموجودة في اثيوبيا، فقد أخذوا من المسيحية الارتباط المباشر برجال الدين، حيث يأخذون التعليمات من الرهبان ويمارسون الاعتراف، وأخذوا من الإسلام تعدد الزوجات، وأخذوا من الوسط الوثنيين ختان النساء في الوقت الذي لا يختنون فيه الرجال كما هو متبع لدى سائر اليهود.
يرقى أول اتصال بين الفالاشا وسائر اليهود إلى القرن الخامس عشر الميلادي عبر حاخام القاهرة في ذلك الزمن.
وفي عام 1904م سافر ال منطقة الغوندور حيث يقيم الفالاشا جاك فيتلوفيتش عضو الحركة الصهيونية العالمية حيث أقام حوالي العام بين الفالاشا أعد تقريرا أكد فيه أنه لا يوجد دم يهودي لدى الفالاشا واستنتج بأن الفالاشا لا يفكرون في الهجرة إلى الخارج وإنه من غير المجدي المفيد تعليمهم العبرية وتعاليم اليهوية الحديثة.
وعندما قام الكيان الصهيوني عام 1948م أنشأ بمساعدة الإمبراطور هيلا سيلاسي حوالي الخمس مدارس لتعليم الفلاشا العبرية واليهودية الحديثة، ولكن هذا الأول لم يلق إقبالاً من أبناء الفالاشا وانحسر إلى أن تم إقفال آخر مدرسة في أواخر الستينات.
وبعد أن باءت هذه الجهود بالفشل تكون لدى قادة الحركة الصهيونية بعد جدوى النشاط بين الفالاشا.
وبقيت المراجع الدينية اليهودية تعتبر حتى عام 1972م عندما أعلن كبير حاخاميي اليهود والسفارديم في إسرائيل أوفاديا يوسف أن أصل الفالاشا يعود إلى قبيلة «الدان» الضائعة والتي في إحدى القبائل الاثنتي عشرة التي يتكون منها اليهود ونجح في عام 1975م من استصدار تصريح رسمي في مجلس حاخاميي إسرائيل اعترافوا فيه ب ـ «يهودي الفالاشا وحقهم في العودة إلى أرض الميعاد» وفي عام 1977م اخلفت حكومة مناحيم بيغن خطة تهجير الفالاشا إلى إسرائيل وأسمت الخطة «عملية موشي» وكان مقرر موعد تنفيذ العمل به عام 1978م عبر اتفاق سري مع نظام منغيستو هايلي مريام ولكن تصريحاً لموشي دايان في 6 شباط 1978م في زوريخ قال فيه «إن إسرائيل تزود أثيوبيا بالأسلحة» أبطل مفعول الاتفاق.
بعد ذلك تم إدخال تعديلات على العملية بحيث أخذت تتم عن طريق السودان ومن خلال استخدام مخيمات اللاجئين في جنوب شرق السودان وبالتنسيق مع الرئيس السوداني محمد جعفر نميري كما أفادت التحقيقات الحكومة السودانية التي أعقبت الإطاحة بالنميري في نيسان 1985م والتي أعلنت تورطه في العملية.
وجاءت موجة القحط والجفاف التي أصابت اثيوبيا حينها كعامل مساعد على الهجرة ودعمت أميركا العملية وساعدت خلال الفترة الممتدة من أوائل شهر تشرين الثاني 1984م وحتى أوائل كانون الثاني 1985م بعد هذا الوقت لم يبق سوى 1500 شخص منهم ما لبثوا أن هاجروا إلى إسرائيل في عام 1991 و1992م في إطار «عملية سليمان».
يعتقد البعض بأن الفالاشا هم من أحفاد وجهاء أورشليم القدس الذين اصطحبوا الملك منليك، وريث سليمان الحكيم والملكة سبأ، أو أنهم يعودون بأصلهم إلى قبيلة دان التي جاءت إلى المنطقة في العام 722 ق.م. كان عدد يهود الفالاشا في القرن الثامن عشر نحو 250 ألف نسمة، وفي العام 1900م نحو مئة ألف نسمة وفي العام 1980م نحو 25 الف نسمة وغالبيتهم هاجرت إلى إسرائيل بين 1980م و1985م، ولم يبق سوى 1500 شخص منهم، ما لبثوا أن هاجروا إلى إسرائيل بدورهم في 1992 م.
المراجع
alencyclopedia.com
التصانيف
المجتمع حضارات التاريخ