نحو العام 620م أسس زعيم قبلي يدعى سروغتسان غامبو مملكة في وادي تسنغبو الواقعة بين وسط التيبت وجنوبيها وأجبر الإمبراطور الصيني «من أسرة تانغ» على تزويجه ابنته ون تشن في القرن السابع اعتنقت التيبت البوذية وفي القرن الثامن أصبحت التيبت دولة عسكرية ذات شأن في آسيا وقد حماها موقعها الجغرافي من الغزوات.

وفي القرن الثامن خضعت للمغول كباقي مناطق وسط آسيا فاختفى النظام الملكي فيها 850م واعتمدت سلطة ثيوقراطية سارت عليها حتى اليوم. وعزَّز المغول سلطة اللاماوات أي الرهبان البوذيين ابتداءً من القرن الثالث عشر وفي 1270م أصبح كوبيلاي خان أكبر القادة المغول سيد الصين دون منازع وحكَّم اللامية التي صارت ديناً للدولة.

في أواخر القرن التاسع عشر ضعفت الصين عن السيطرة على التيبت وفي 1904م حصلت بعثة إنكليزية إلى لاسا على ضمانات تجارية للإمبراطورية البريطانية.

وبين 1913م و1914م عقد مؤتمر في سميلا في شمالي الهند بهدف تطبيع العلاقات بين بريطانيا والتيبت والصين ومن نتائجه تعيين الحدود بين الهند والتيبت ودعي خط ماك ماهون «الممثل البريطاني في المؤتمر» غير أن الصين لم توقِّع عليه فبقي موضوع جدل وخلاف بين الصين والهند.

وبقيت التيبت مستقلة حتى 1950م حيث غزت الصين الشيوعية التيبت ورغم قلة التيبتيين فإن عاصمتهم الصغيرة لاسا صمدت سنتين أمام الصينيين نظراً لارتفاعها 3600م ولمقاومة أبنائها.

وأصبحت التيبت بسقوط عاصمتها منطقة ذات حكم ذاتي في إطار جمهورية الصين الشعبية، لكن نظام الحكم هذا ألغي في العام 1959م عقب انتفاضة التيبتيين الاستقلالية والتي كانت عارمة انطلقت إبان احتفالهم بعيد رأس السنة لديهم فهاجموا الجيش الصيني وألحقوا به أول الأمر هزائم مما جعل التيبتيين يتشجعون إضافة لدعم الهند لهم وأعلنوا عبر برلمانهم «كاشا» استقلال بلادهم في 19 آذار 1959م فسحق الصينيون الانتفاضة واختفى الدالاي لاما ليظهر في الهند فعين الصينيون بديلاً له الباشان لاما.

ويعتبر الدالاي لاما الزعيم الروحي والزمني للطائفة البوذية في التيبت وكان لا يزال في الخامسة عندما نصب «ملكاً إلهياً» في 1940م وبقي سيداً مطلقاً مما أزعج الصينيين الذين فرضوا له نائباً هو البانتن لاما. وقد حاز عام 1959م على الدكتوراة.

وعندما فرَّ إلى الهند شكل الدالاي لاما حكومة تيبتية في المنفى ووضع دستوراً لتطبيقه عند رجوعه.

وفي 1989م فاز الدالاي لاما بجائزة نوبل للسلام.

وفي أواسط حزيران 1996م عقد في بون مؤتمر دولي حول التيبت ويقوم الدالاي لاما بكثير من الأسفار والتجوال لتعريف العالم بقضية بلاده ولا يزال يلقى الترحاب في أكثر الدول التي زارها كما أنه ما يزال يعتبر الزعيم للشعب التيبيتي.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

المجتمع  حضارات   التاريخ