لم يتنازل السادات عن ذرة رمل واحدة من سيناء و خاض  بالجيش المصري  ملحمة العبور الخالدة , مفخرة الجندي المصري تحت شعار كتبه على العلم المصري(الله أكبر) و الذي محاه بعد الحرب لأنه لم يعد يلزمه لكن هذا الرئيس ما إن نصره الله على عدوه شرع في الإعداد لأكبر و أغرب خيانة في التاريخ... الذهاب لدولة إسرائيل يستجدي أعداءه  ما أسماه"اتفاقية ملزمة و دائمة لوقف الحرب" و ذلك لكي يتمكن من إعادة بناء الاقتصاد المصري حتى لا يضطر أبدا من أن يمد يده لدول الخليج  و للكويت التي ردته خائبا بعد الحرب, فلقد استقبله سعد العبد الله ولي عهد الكويت آنذاك  و رئيس الوزراء و ليس الأمير. لم ينتظر سعد العبد الله كثيرا فلقد دعا الرئيس الضيف إلى جولة طويلة في أجواء حارة  ورطبة قاتلة في صحراء الكويت الواسعة ليقول له "كما ترى يا سيادة الرئيس نحن لم نعمر كل الكويت بعد" يقصد طبعا أن الكويت لا تستطيع أن تبني البلاد خارج الكويت قبل أن تعمر كل صحراء الكويت.

لقد انخرط السادات و طاقمه من المنافقين و علماء السخافة  و التفاهة و إعلام الأفاعي في عملية سلام كامب ديفيد... المصيبة في هذه الاتفاقية التي وقّعها مع المجرم مناحيم بيجن هو أن مصر الإسلام, مصر الأزهر الشريف تعترف بشرعية وجود  و بقاء إسرائيل في فلسطين... رئيس مصري يعطي لعصابات مجرمة الحق في بلاد ليست بلاده و لا شأن له فيها و لا يملك فيها ذرة رمل لكي يتنازل عنها ضاربا عرض الحائط برأي و وجود الفلسطينيين أصحاب الحق الحقيقيين الذين لم يفوضوه في الأمر فهم الطرف الأوحد أصحاب القرار  في شأن بلادهم  و لم يسبق لهم أن باعوا  ذرة تراب من أرض مصر لليهود عندما كانوا يحتلون سيناء و لم يعترضوا على أسلوب السادات في تحرير أرضه و لم يتدخلوا في شأن مصر لا في صغيرة و لا كبيرة... لقد سبق هذا السادات في خيانته  بلفور في وعده المشئوم الذي وعد فيه اليهود بوطن قومي في بلدنا فلسطين بل إن هذا الخائن فعل فعلته الآثمة دون الرجوع لشعبه و لا لأمته لتكون الخيانة أكبر من مجرد التدخل في الشأن الفلسطيني بل خيانة للشعب المصري الذي رفضها و كذلك خيانة لكل شعوب الأمة العربية  و الإسلامية التي حكمت عليه بالخيانة... لقد جيّش السادات الدنيا معه في معركة العبور ليستعيد أرضه كلها ثم يبيع أرضنا كأنها عزبة يملكها, لقد جن جنون العرب  و المسلمين وعلى رأسهم الفلسطينيون من تصرف هذا الفرعون لكن أحدا من العرب أو المسلمين أو حتى الفلسطينيين تجرأ على قتله.. إن الذي قتله كان مصريا حرا اسمه خالد الاسلامبولي في حادثة المنصة الذي صادف يوم عرفة, يوم الحج الأكبر. فتنادى الحجيج  وهم في صعيد عرفات, قتل الفرعون... قتل الفرعون.

لقد كان مبارك "الفرعون الجديد" قد وعى الدرس الخطير الذي مؤدّاه "لن يتمكن أي رئيس لمصر الاستمرار في كامب ديفيد القاتلة لوحده إلا إذا شارك فيها الفلسطينيون أنفسهم."

لقد قرر هذا الطاغية الفرعوني أن يستمر على عهده مع اليهود و لذلك رسم خطته للدفاع عن نفسه  بأن يأتي بالفلسطينيين و رئيسهم صاغرين ليشاركوا علنا و على رؤوس الأشهاد في التوقيع على صك التنازل عن أكثر من 80% من أرضهم دون أن تخسر مصر علاقتها مع إسرائيل أو أن تخسر حبة رمل واحدة من أرضها و لكي يقبل الفلسطينيون بهذا التنازل الكبير تمت محاصرتهم في لبنان حيث قتلوا بأيدي عربية في مخيم تل الزعتر و الدامور و الفكهاني و غيرها  الأمر الذي أرغم أبو عمار على الخروج من بيروت بضمانات من فيليب حبيب مبعوث أمريكا للشرق الأوسط, على متن سفينتين, واحدة منهما أقلته إلى مصر و ذلك بعد أن قبل علانية "كما تريد مصر " بقراري مجلس الأمن 242 و 338... لقد كان رحمه الله يعلم ما سوف يطلبوا منه في قصر الفرعون أن يشكر(الشقيقة) مصر و يبارك جهود ناديا لطفي مبعوثة ذئاب الحكومة الفرعونية إلى أبو عمار أثناء حصاره في بيروت لكي تؤنسه و تتضامن معه و توصل له رسالة فراعنة الخيانة و الطعن في الظهر.

إن ما كان مطلوبا من أبو عمار أن يفعله في قصر مبارك هو أن يسحب كل كلامه و مواقفه ضد كامب  ديفيد و أن يعدّ العدّة للانخراط في عملية ما سمّي "سلام الشجعان"

لقد قام محمود عباس بتوقيع اتفاقية أوسلو "توأم كامب ديفيد" من وراء كل الشرعيات في غزة و على رأسها منظمة التحرير الفلسطينية و المجلس الوطني الفلسطيني و رغما عن موقف كل فصائل الشعب الفلسطيني بما فيها فتح.

لقد امتد الزمان و تم التخلص من ياسر عرفات بعد اكتشاف أمر سفينة الأسلحة كارن أي, ليصبح عباس رئيسا للفلسطينيين بعد أن وعدهم بسنغافورة الشرق الأوسط  و دون إبطاء بدأ هذا الرئيس الفلسطيني الوطني بتطبيق اتفاقية أوسلو بكل حذافيرها بجرأة لم يملكها أبو عمار رغم ما كان يتحلى به من قوة نافذة بين شعبه.

لقد كانت مهمته الأهم هي إنهاء المقاومة بالحديد و النار حتى لا يخرج صوت للفلسطينيين بعدها يطالب بإسقاط كامب ديفيد أو أوسلو فيهدد حياة و أمن فرعون مصر.

في الواقع لا يوجد مصري واحد يوافق على اتفاقية كامب ديفيد الخيانة خارج إطار الأوفياء في عصابة عبدت أمريكا و الخواجة من منافقي الحزب الوطني الحاكم.

كما لا يوجد فلسطيني واحد يؤيد اتفاقية أوسلو "أكبر لعنة ابتلي بها الشعب الفلسطيني في تاريخه بعد طرده من بلاده" خارج إطار الأنجاس في عصابة عبدت إسرائيل من مرتزقة مسيلمة الكذاب من المرتدين عن مبادئ فتح صاحبة أشرف صفحات النضال الثوري في تاريخ فلسطين المعاصر و صاحبة حرب الشعب طويلة الأمد و الكفاح المسلح.

إن الحصار الذي تراقبه الإنسانية في غزة.

يمثل برأي الرئيس المصري, قضية أمن قومي مصري.

لقد كال الرئيس الفلسطيني في خطابه بمناسبة  انطلاقة فتح المديحة للرئيس المصري... كأنه يبارك التزام فراعنة مصر المحكم ببنود مؤامرة بحصار لقتل المقاومة و على رأسها حماس مما يمنح فرعون مصر  الذي حنّط ضميره درعا منيعا يحتمي به من أي تحرك خطر في الشارع المصري الملتهب ضده إذ بتغطية من رئيسنا "الدرع يستطيع الرئيس مبارك  أن يواجه الشعب المصري و الشعوب الإسلامية و العالمية بأهم و أثمن حجة يحتج بها أمثاله يدافع بها عن صداقته لإسرائيل عدوة البشر بأنه لن يكون فلسطينيا أكثر من محمود عباس " الذي جاء إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية فهذا الرئيس يوافق مصر في كل ما تقوم به حيال الفلسطينيين  و بذلك يكون عباس الدرع الأقوى الذي يتمترس به.


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب