الدولة العثمانية عام(1109)هـ 

هزيمة زانتا

في سنة (1109) هـ خرج السلطان لقتال النمسا فعبر نهر الدانوب وتقدم حتى وصل إلى مدينة زانتا وبينما الجيش العثماني يعبر نهر تيس إذ فاجأهم الجنرال النمساوي بجيشه فانتشب القتال بين الطرفين فانكسر الجسر الذي أحدثه الترك للعبور عليه فانقسمت قوتهم فاضطروا للانهزام بعد أن قتل منهم عدد كبير من القواد والأمراء وبينهم الصدر الأعظم ومات نحو خمسة عشر ألف جندي ولولا أن السلطان كان بالضفة اليسرى لما سلم من الأسر أو القتل فرجع الجيش وبذلك ضاعت من يد العثمانيين جميع القلاع التي كانت لهم في بلاد المجر.

بعد هذه الهزيمة الكبرى وجه السلطان الصدارة إلى عموجه زاده حسين باشا وهو من أحفاد الوزير الكبير كوبريلي محمد باشا فرأب صدوع الدولة وجهز جيشاً وتقدم به للأخذ بالثأر من النمساويين فقاتلهم بإقليم بوسنة وقهرهم بعد قتال عنيف واضطرهم إلى الجلاء إلى ما وراء نهر صاف فمال إمبراطور النمسا لعقد الصلح وكان السلطان يطمع في استرداد بقية ما كان فقده فتدخلت دول أوروبا في الأمر وأخيراً تم الصلح بينهما على أن لا يتحاربا مدة عشرين سنة وأن تأخذ تركيا ولاية طمشوار وتأخذ النمسا ترانسلفانيا وما استولت عليه من بلاد المجر وأن تتنازل تركيا للبنادقة عن شبه جزيرة مورة وإقليم دلماسيا وأن تعفي عما كانت تدفعه من الجزية..

وفي نفس العام خرج الأسطول العثماني تحت قيادة القبودان حسين باشا الجزائري فصادف أسطول البنادقة قرب جزيرة بورجة أطه فقاتلها قتالاً عنيفاً ثم هزمها هزيمة منكرة. ثم استأنف عليها الكرة سنة (1110) هـ وقاتلها قتالاً طاحناً أغرق فيه معظم سفنهم فطار صيته في أوروبا وعظم قدره لدى رجال الحرب.

ثم حدث اضطراب داخلي بين الجنود بسبب استبداد شيخ الإسلام بالأمر قتل فيه الشيخ المذكور وكان اسمه فيض اللّه أفندي معلم السلطان سابقا وأدى الحال إلى تنازل السلطان لأخيه أحمد الثالث.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

المجتمع   حضارات   التاريخ   الدولة العثمانية