منذ الألف الخامس قبل الميلاد ووادي النيل يمور بالسكان، وهم خليط من نوبيين وعرب، وصلوا الوادي إما عن طريق باب المندب أو عبر برزخ السويس، اجتذبهم خصب أراضيه ووفرة مياهه فشكلوا على طول مجرى النيل حكومات محلية، اتحدت في الشمال «مصر السفلى» مكونة دولة الشمال، واتحدت في الجنوب «مصر العليا» مكونة دولة الجنوب إلى أن وحدهما «مينا» ملك الجنوب حوالي سنة 3400 ق.م. واتخذ ممفيس عاصمة له، وتعاقب على حكم مصر الفراعنة الذين ينتمون إلى إحدى وثلاثين أسرة وذلك حتى سنة 32 ق.م. سنة دخول الإسكندر فاتحاً مصر.
 

العصور الرئيسية في تاريخ مصر القديم:

- عصر الدولة القديمة: (3400 ـ 2065) ق.م. وبدأ من الأسرة الأولى حتى الأسرة العاشرة وفي هذا العصر بنيت الأهرامات.
- عصر الدولة الوسطى: (2065 ـ 1580) ق.م.: من الأسرة الحادية عشرة إلى الأسرة السابعة عشرة. وفيه بلغت مصر ذروة التقدم والرفاهية أيام الفرعون أمخحات الثالث من الأسرة الثانية عشر وفيه كان غزو الهكسوس شمال مصر سنة 1730 ق.م. وبقوا فيها حتى 1580 ق.م.
- عصر الدولة الحديثة: (1580 ـ 1085) ق.م.: من الأسرة الثامنة عشرة إلى الأسرة العشرين.
- عصر الضعف والانحلال: (1085 ـ 663) ق.م.: من الأسر الحادية والعشرين إلى الأسرة الخامسة والعشرين.
- عصر النهضة المؤقتة: (663 ـ 525) ق.م.: الأسرة السادسة والعشرون وفيه تمكن بسامتيك من طرد الأشوريين من مصر.
-  العصر المتأخر أو عصر الاضمحلال: (525 ـ 332) ق.م.: من الأسرة السابعة والعشرين وهي أسرة فارسية من الغزو الفارسي الأول ـ وحتى الأسرة الحادية والثلاثين ـ وهي من الغزو الفارسي الثاني وفيه احتل قمبيز مصر ثم جاء الاسكندر ودخل مصر عام 332 ق.م.

 

الأوجه الحضارية الفرعونية:

كان الحكم ملكياً في عصر الدولة القديمة، ويلقب الملك «بالإله العظيم» واعتقد الناس بأنه يسيطر على شؤون البشر في الحياة الدنيا والآخرة. وعرفت الوزارة بعد الأسرة الثالثة أوجدها زوسر وعهد بها إلى نابغة عصره أموحتب ومن اختصاصاته الاهتمام بجميع أمور الدولة. ولم يكن لمصر جيش دائم منظم يعتبر أفراده الجندية مهنة خاصة بهم مع أن رتبة قائد الجيش كانت موجودة، فقد كان الجيش يجمع في المناسبات، فيطلب الملك من حكام الأقاليم جنوداً للحرب فيجهزونهم له ويرسلونهم إلى القتال.
وفي عصر الدولة الوسطى تم تأسيس فرقة الجيش الدائم للدفاع عن البلاد، وعني المصريون بإقامة القلاع كما اهتموا ببناء السفن بعد أن نقلوا الخشب من جبال الأرز في لبنان. وبنوا أسطولاً كبيراً للتجارة والقتال.
 

الحياة الاجتماعية عند المصريين:

اعتاد المصريون القدماء على الزواج المبكر ليتقي الشاب مواطن الزلل، هكذا كان حكماؤهم ينصحون وكذلك كان الهدف منه استكثار النسل لتقوية الأسرة وتنمية المجتمع.
وعلم المصريون أولادهم في مدارس بسيطة مبادىء القراءة والكتابة والحساب، ثم دربوا بعض الأطفال عند كتاب الدواوين ليصبحوا كتاباً في وظائف الدولة.
أما المجتمع، فقد انقسم إلى ثلاث طبقات: طبقة النبلاء والأشراف والكهنة، وتمتع أفرادها بامتيازات كبيرة، والطبقة المتوسطة، وطبقة الأحرار، وتتألف من صغار الموظفين وأصحاب المهن والصناعات والفلاحين الأحرار الذي يعيشون من كدهم وجهدهم.
وطبقة الأرقاء وهم أكثرية الشعب يرتبطون بالأرض وينتقلون معها إذا انتقلت ملكيتها من شخص إلى آخر، ومع أنهم يقومون بأشق الأعمال فقد كانوا يعيشون في بؤس وفقر مدقع، وكانوا يكلفون بأعمال السخرة لمصلحة رجال طبقة الأشراف الحاكمة، وعلى سواعد هؤلاء بنيت الأهرامات.
 

الحياة العلمية:

تميزت الحياة العلمية بأن العلوم استخدمت لفوائدها التطبيقية بالدرجة الأولى. فبنوا السدود الصغيرة ليتمكنوا من رفع منسوب الماء لري أكبر قسم ممكن من الأرض، ومن المنجزات الهامة التي قام بها المهندسون المصريون القدماء: تحويل مجرى النيل في عهد مينا، وبنوا مدينة منف في مكان النهر المحّول وأقاموا سداً عظيماً في منخفض الفيوم لسقاية أكبر قسم ممكن من الأراضي بعد تخزين مياه الفيضان وحفروا قناة لوصل البحرين الأحمر بالمتوسط.
لقد استخرج المصريون المعادن من مناجم سيناء كالنحاس. وعرفوا البرونز ولم يستخدموا الحديد إلا منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة. كما استعملوا الذهب وصاغوه بمهارة. وبنوا السفن من الخشب الجيد المستورد من لبنان. وصبغوا الأواني الفخارية وعرفوا صناعة الزجاج بشكل محدود. والمنسوجات الجيدة. حتى استورد اليونانيون الأقمشة الكتانية من مصر وصنع الورق من نبات البردى منذ أوائل عصر الدولة القديمة، وظلت هذه الصناعة تزود جميع بلاد الشرق الأدنى وحتى العالم القديم من بلاد فارس حتى إنكلترا وذلك بسبب خفة وزنه وسهولة حمله وصلاحيته للكتابة والحفظ.
كذلك عرف المصريون منذ أوائل العصور التاريخية التعداد العشري حتى المليون. أما في مجال الفلك فقد درسوا النجوم ومواقعها وكان نجم الشعرى المسمى سريوس. هو أهم النجوم عندهم لأنه يؤذن بالفيضان، فأقاموا لظهوره احتفالات دينية وكانوا يعدونه روحاً لإيزيس، وكانت الأسطورة تذكر أن الدموع التي تسكبها إيزيس عند الذكرى السنوية لموت زوجها أوزيريس هي التي تسبب الفيضان.
ومنذ عصور ما قبل التاريخ قسموا السنة إلى اثني عشر شهراً، وكل شهر إلى ثلاثين يوماً، ثم أضافوا خمسة أيام إلى السنة ليجعلوها تتفق مع الحقائق العلمية الفلكية. واخترعوا الساعة المائية في عهد الأسرة الحادية عشرة.
وفي مجال الطب، يعد الوزير أمحوتب أول مكتشف للدواء وكانوا يسمونه الإله الشافي، ثم عرفوا التخصص: أطباء عيون، أسنان، داخلية، جراحة... وكان في اختراع عملية التحنيط الأثر الأكبر المساعد في ذلك لاستخراج الأحشاء.
من الناحية العمرانية: الأهرامات وأبو الهول.
لقد فضل المصريون بصورة عامة النقش على التصوير. لأنه أثبت وأبقى على الدهر من صورة مرسومة على جدران مبنية من اللبن. واهتموا ببناء الأهرامات قبوراً لهم والتي تعد من أهم الآثار التاريخية الموجودة في العالم والشاهد الأكبر على إبراز هذه الحضارة.
كما بنوا لآلهتهم معابد ضخمة كانوا يقربون فيها القرابين. وجعلوها على نمط قصور الفراعنة ومن أشهرها: معبد الكرنك ومعبد الأقصر.
وبقاؤها حتى يومنا هذا متحدية عوامل الطبيعة سببه عظمة المهندسين والبنائين من جهة. وبناؤها من الحجر الصلب من ناحية ثانية، على عكس بلاد الرافدين إذ بنيت فيها القصور والمعابد من الطين فاندثرت.

المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

المجتمع  حضارات   التاريخ