مقديشو
عاصمة الصومال وأكبر مدنها وموانئها. تقع في القرن الإفريقي على ساحل المحيط الهندي شمالي خط الاستواء بنحو 225كم على درجة عرض 2° شمالاً. وتمتد الرقعة العمرانية لهذه المدينة على ساحل المحيط الهندي لمسافة سبعة كيلو مترات تقريباً. وتمتد إلى الداخل في بعض أجزائها لمسافة كيلو مترين بعيداً عن الساحل. وتصل مساحة المنطقة التي يمتد عليها عمران مقديشو إلى نحو 1,300 هكتار (13كم²).
والمنطقة التي تقع بها مقديشو كثبان رملية ساحلية، يتراوح ارتفاعها بين 100 و200 قدم. وتنتشر عليها بعض النباتات الطبيعية معظمها من أشجار السنط الشوكية. وينتمي مناخ مقديشو إلى المناخ المداري شبه الجاف، إلا أن درجة الحرارة في مقديشو تقل عن درجة حرارة الأجزاء الداخلية بسبب ظاهرة نسيم البر والبحر. وتصل درجة الحرارة صيفًا إلى 30°م وشتاًء إلى 24°م، والمدى الحراري السنوي نحو 6°م. وتسقط الأمطار على مقديشو في فصلي الربيع (غُو) والخريف (دَايْر). ومتوسط طول فصلي المطر خمسة أشهر ومتوسط كمية المطر السنوية 40سم§.
السكان
قُدِّر عدد سكان مقديشو سنة 1991م بنحو 750,000 نسمة، ويشمل هذا العدد جالية يمنية كبيرة تقدر بعشرات الألوف، كما تعيش فيها مجموعات من الإيطاليين والهنود والباكستانيين وبضع مئات من الأمريكيين. ويوجد بمقديشو 24 بعثة دبلوماسية. وأكبر هذه البعثات عدداً بعثة إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية. وتصل الكثافة السكانية إلى أكثر من 5,700 نسمة/كم² وهي بذلك شديدة الازدحام.
تدين الغالبية العظمى من السكان بالإسلام (99%). والمذهب السائد هو المذهب الشافعي. وتُوجد نسبة ضئيلة من النصارى الرومان الكاثوليك ولهم كنائس في مقديشو. ويُعَدُّ حي حمروين نواة مدينة مقديشو، وهو أقدم أحيائها ويتميز بوجوده في المنطقة التجارية. وتتركز أعداد كبيرة من الحضارمة في حي بلاج عرب. وأكثر الأحياء ازدحاماً حي المدينة، ومن الأحياء الأخرى بونديرا وهودون- ووابري وحمر ججب وكاران.
الحياة الثقافية وأهم أماكن الزيارة
. تضم مقديشو عدداً من الأندية والمكتبات والمسارح ودور السينما. ويُعَدُّ المتحف الصومالي الوطني أهم المؤسسات الثقافية في مقديشو؛ حيث يضم أكثر من 3,500 مجلد تتعلق بالثقافة الإفريقية والأدب الصومالي والتاريخ.وتوجد مكتبات أخرى مثل المركز الثقافي المصري، ومكتبة المجلس الثقافي البريطاني ومكتبة المعهد الثقافي الإيطالي.
ويضم المتحف الوطني الصومالي بعض الحفريات والعُملات القديمة وبعض الأدوات التراثية. ويوجد في مقديشو عدد من دور السينما تعرض الأفلام العربية والإيطالية والهندية.
ويوجد بمقديشو ساحل جميل ذو رمال بيضاء، تتقاسمه مجموعة من الشواطئ مثل شاطئ الجزيرة إلى الجنوب الغربي من مقديشو بنحو عشرة كيلو مترات. وأهم ما يميز الشواطئ وجود حاجز مرجاني على بعد يتراوح بين 275 و370م. وهذا الحاجز يوفر نوعاً من الحماية من سمك القِرْش الذي يكثر أمام السواحل الصومالية. وتصلح شواطئ مقديشو للاستحمام وحمامات الشمس وصيد الأسماك. وهناك بعض الأندية الساحلية مثل النادي الأنجلو ـ أمريكي على شاطئ الليدو، وهو مفتوح أمام الجاليات الأجنبية مقابل رسوم سنوية. وهناك نادي كازا الإيطالي وهو نادٍ خاص، وهناك كذلك النادي المصري.
ومن أهم الأسواق، التي يجد الزائر متعة في مشاهدتها، سوق حليب الإبل، وسوق دغح تور حيث توجد حرفة نسج القش، وسوق حمروين، وهو قلب المدينة القديمة وأقدم أسواقها. وتنتشر المساجد في مقديشو وبعضها يرجع عمره إلى بضعة قرون، كما توجد بعض الكنائس.
الاقتصاد
يوجد في مقديشو بعض الصناعات مثل: تعليب لحوم الأبقار وصناعة الصابون والمكرونة والسجائر والكبريت. ولمقديشو دور كبير في النشاط التجاري لكونها ميناءً مهمًا، وعاصمة البلاد، وارتباطها ببقية البلاد بشبكة من الطرق، ووجود مطار دولي بها. وتتميز مقديشو بوجود الجامعة الصومالية، الوحيدة بها، وهي الجامعة الوطنية الصومالية ولها فروع في أفجوي وهرجيسا. وتوجد عشرات المدارس الابتدائية، والتعليم فيها إلزامي لمدة ثماني سنوات، كما يوجد عدد من المدارس الثانوية، مدة التعليم فيها أربع سنوات، والتعليم فيها ليس إلزامياً. وكانت لمصر بعثة تعليمية كبيرة في مقديشو، حيث كان الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم بمصر يرسلان بعثات تعليمية إلى الصومال.
ويوجد عدد من المصارف في مقديشو أهمها المصرف الصومالي الوطني، وهو مؤسسة حكومية، وله فروع في كل مناطق الصومال. وهناك بنك التنمية الصومالي الذي يقدم قروضًا متوسطة وطويلة الأجل لتمويل المشروعات الإنتاجية.
وفي مقديشو مصلحة للسياحة والثقافة تحاول الحكومة عن طريقها تشجيع الحركة السياحية، كما يوجد عدد من الفنادق السياحية الملائمة.
نبذة تاريخية
يرجع تاريخ إنشاء مدينة مقديشو إلى الهجرات العربية التي استقرت على ساحل المحيط الهندي منذ القرن الثاني الهجري. وذكر المسعودي المؤرخ الشهير أن مدينة مقديشو يرجع الفضل في تأسيسها إلى المهاجرين العرب قبل القرن الرابع الهجري.
وقد زار الرحالة المسلم ابن بطوطة مقديشو في القرن الرابع عشر الميلادي، الثامن الهجري، وذكر أن المسافة بين زيلع ومقديشو تستغرق شهرين، وأنها مدينة كبيرة وسكانها تجار يذبحون مئات الإبل يومياً (معنى ذلك أن سكانها عشرات الألوف). وذكر ابن بطوطة أن مقديشو تُصدِّر أنواعاً من الأقمشة إلى مصر وبلاد أخرى. وقال ابن بطوطة: إن السلطان يُسمونه الشيخ، وأنه يعرف العربية كما يتكلم اللسان المقديشي الصومالي. ويذكر الشريف عيدروس في كتابه بُغية الآمال في تاريخ الصومال أن مقديشو تُكتب بصور متعددة وأن الأصل مقدشاه وأنها منحوتة من كلمتين هما مقعد شاه أي مكان الحاكم. وعلى الرغم مما ذكره الشريف عيدروس، إلا أنه من المرجَّح أن تكون التسمية مشتقة من مقعد شيوخ؛ لأن ابن بطوطة يذكر أن سلاطين الصومال يُطلق عليهم شيوخ.
وقد ظلت مدينة مقديشو مدينة مستقلة منذ أن أنشأها المهاجرون العرب حتى احتلها سلطان زنجبار سنة 1871م، ثم أَجَّرت إيطاليا ميناءها، وبعد ذلك اشترتها وجعلتها عاصمة لما عُرف بالصومال الإيطالي. ومازال تأثير الإيطاليين مُشاهدًا في بعض الأنماط العمرانية وبعض المفردات اللغوية المستخدمة في الأعمال والحياة اليومية. وعندما استقلت الصومال وتم توحيد الصومال البريطاني والإيطالي في أول يوليو سنة 1960م أصبحت مقديشو العاصمة. وفي سنة 1991م أصبحت مقديشو مسرحًا للقتال بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة. وفي أكتوبر 2000م عاد الهدوء إلى مقديشو بعد أن اتفقت الفصائل الصومالية، في مدينة عرتة بجيبوتي، على اختيار عبده قاسم صلاة حسن رئيساً للبلاد، وتعيين علي خليف جليف رئيساً للوزراء.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
عواصم الجغرافيا عواصم إفريقا مدن