|
مدينة أمستردام وأبنيتها التي تشكل منظرًا فنيًا على طول قناة كيزرسجراشت التي تُعتبر إحدى القنوات الرئيسية في أمستردام. لقد بنى الأبنية تجار المدينة خلال القرن السابع عشر الميلادي. تأخذ القوارب المسقوفة بالزجاج الزوار في رحلات في هذه القنوات.
|
أمستـــردام عاصمة هولندا وأكبر مدنها. يبلغ عدد سكانها 724,096 نسمة، أما عدد سكان المدينة وضواحيها فهو 1,100,120 نسمة. تقع أمستردام عند ملتقى نهري أمستِل والإيج، والذي هو ذراع لبحيرة كبيرة تُدعى إيجسلميْر. إن اسم المدينة يعني سد أمستلْ ويدلُّ على السد الذي بُنِي هناك في القرن الثالث عشر الميلادي. أمستردام هي العاصمة الوطنية، لكن مَقَرّ الحكومة يقع في لاهاي التي تبعد عنها 55كم.
المدينة
تقع في أرض مستنقعات تحت مستوى سطح البحر. تقطع المدينة أكثر من مائة قناة وتساعد على تصفية الأرض وتجفيفها. ووجود هذه الأقنية والأبنية في المدينة يجعل أمستردام واحدة من أجمل المدن الأوروبية وأكثرها جاذبية.
يقع القسم القديم من أمستردام في قلب المدينة؛ ويتألف هذا الجزء من مجموعة من الشوارع الضيقة غير المنتظمة والمغلق معظمها في وجه حركة السيارات. ويعود بعض أبنيتها إلى العصور الوسطى حيث يُطِل القصر الملكي الذي تم بناؤه في منتصف القرن السابع عشر الميلادي على مساحة السد في مركز الجزء القديم. وتقف إلى جانب القصر الكنيسة الجديدة حيث يتم تتويج ملوك الأمة.
تم بناء الكنيسة في القرن الخامس عشر الميلادي. وتُعتبر بورصة المدينة من أقدم البورصات المالية في العالم وتقع بجانب الكنيسة. وقد تأسست البورصة عام 1612م.
يقع الإيج ومنطقة الميناء في شمالي الجزء القديم من المدينة. ويَحُدّ الجزء القديم من المدينة ثلاث قنوات ـ قناة هيرنجراشت، وكيزر سجراشت، وقناة برنسجراشت ـ من الاتجاهات الثلاثة الشرق والجنوب والغرب. وتقع على طول القنوات أبنية سكنية فخمة بناها تجار المدينة خلال القرن السابع عشر الميلادي. إن العديد من هذه الأبنية هي الآن بنوك وأبنية مكاتب. ويوجد خلف القنوات ضواحٍ وحارات كبيرة تم بناؤها خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين.
أما المناطق الرئيسية الثقافية والجذابة في أمستردام فإنها تضم متحف ريجيكس وهو المتحف الفني الرئيسي لأمستردام ومتحف ستيدليجك الذي يُعَتبر متحفًا محليًا للفن الحديث وكذلك يوجد متحف فان جوخ الذي يعرض العديد من أعمال الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ. ويوجد أيضًا في أمستردام مسرح محلي وجامعتان وفرقة أوركسترا كونشيرتجبو المشهورة عالميًا.
الاقتصاد
يرتكز اقتصاد أمستردام على خدماتها المالية وعلى الصناعة والسياحة والتجارة الخارجية. المدينة أيضًا هي المركز الرئيسي للبنك المركزي الهولندي وللمصارف التجارية الرئيسية في الدولة، وكذلك هي مركز للعديد من شركات الاستثمار والتأمين. تضم صناعات أمستردام صناعة الطائرات والإلكترونيات وتحضير المواد الغذائية والماس ونشر الكتب وإصلاح السفن وإنتاج المواد الكيميائية والفولاذ، ولذلك فإن مدنًا قليلة أخرى تجذب الزوار الأجانب أكثر من أمستردام. تصل القنوات المدينة ببحر الشمال وكذلك بنهر الراين الذي يُعتبر طريق أوروبا المائي الرئيسي. ويقع مطار شِبهول إلى الجنوب من أمستردام.
نبذة تاريخية
تأسست مدينة أمستردام حوالي القرن الثالث عشر الميلادي كقرية لصيد السمك، وتم بناء سد هناك خلال القرن الثالث عشر الميلادي. ثم أصبحت القرية نقطة لملتقى تنقلات البضاعة وتحويلها بين السفن المبحرة على الإيج وبين القوارب المبحرة في نهر أمِسْتِلْ. وفي نهاية القرن الخامس عشر الميلادي تطوّرت أمستردام لتصبح مركزًآ مزدهرًا للتجارة الأوروبية.
نمت المدينة بسرعة كبيرة في ثمانينيات القرن السادس عشر الميلادي. وخلال تلك الفترة ولمدة تقارب المائة عام فرَّ الآلاف من اللاجئين السياسيين والدينيين إلى أمستردام، ومن بينهم اليهود الذين فروا من البرتغال، والتجار البروتستانتيون من مدينة أنتورب والمدن الأخرى في الفلاندرز، وقد ساعدوا في تأسيس العديد من الصناعات والاتصالات التجارية. وتوسعت تجارة المدينة إلى إفريقيا والأمريكتين وجزر الهند الشرقية وأماكن أخرى في العالم. حيث أصبحت أمستردام من أكبر المراكز التجارية في أوروبا خلال القرن السابع عشر الميلادي وبذلك انتعشت أيضًا الحياة الثقافية في المدينة.
تطوَّرت أمستردام خلال القرن الثامن عشر الميلادي لتصبح مركزًا ماليًا كبيرًا، فقد منحت بنوكها القروض المالية إلى سائر أوروبا خاصة الحكومات الأجنبية. سيطرت فرنسا على هولندا في عام 1795م وجعلت من أمستردام العاصمة، ولكن أعاد الهولنديون حكومتهم إلى لاهاي بعدما حصلوا على استقلالهم عام 1813م. لقد تهدّم اقتصاد أمستردام خلال فترة الحكم الفرنسي ولكن الذي ساعد على إحيائه افتتاح القناة التي تؤدي إلى بحر الشمال عام 1876م.
عانى شعب أمستردام معاناة كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م) فقد احتل الجيش الألماني المدينة وتم القضاء بشكل شبه كامل على بعض سكانها في معسكرات الاعتقال النازية. وتشرّد الآلاف، وانتشر الذعر بين من تبقّى منهم، وعانت المدينة من مجاعة قاسية فجاع الآلاف فيها خلال شتاء عام 1944م.
شهدت أمستردام نقصًا في البيوت السكنية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومن أجل تخفيف الاكتظاظ السكاني تم بناء العديد من المناطق السكنية المخططة بشكل جيد على أطراف المدينة. فمثلاً مشروع واحد تم بناؤه في سبعينيات القرن العشرين على شكل مجمعات سكنية ضخمة تم تصميمها لإيواء مائة ألف شخص. ثم تمَّ بناء خطٍّ حديديّ لوصل هذه المجمعات السكنية بالجزء القديم من هذه المدينة.
المراجع
mawdoo3.com
التصانيف
عواصم الجغرافيا عواصم أوروبا مدن