قد قلتُ آن لأستريحْ
وأخضبُ الكفينِ .. أُطلقُ ضحكتي
في الأرضِ .. في الأفقِ الفسيحْ
النيلُ صارَ اليومَ يضحكُ .. طميهُ
قد راحَ ينشرُ عطرَهُ
ويهدهدُ القلبَ الجريحْ
ولَّىَ زمانُ المفسدينْ
ولَّىَ زمانُ الفاسقينْ
ولَّىَ زمانُ العابثينَ بقلبِ سمراء الدُّنا
وبوجهها الغضُّ المليحْ
آنَ الأوانُ لأستريحْ
آنَ الأوانُ لتستريحْ
فاليومُ أشبالُ الضياءِ ..
استنسخوا الشمسَ التي ..
كانت على خُطواتِها .. تهتزُ
تخرجُ للبريةِ كلها
بضيائها الطلقُ الفصيحْ
اليومُ أشبالُ الضياءِ استخلصوا
الأقمارَ .. والأثمارّ والنوارَ
للأرضِ التي ..
كانت تئنُّ كما الذبيحْ
قد قلتُ آنَ لتستريحْ
قد قلتُ آنَ لأستريحْ
سأزينُ العينينِ .. أكتحلُ الندى
سيُعطرُ الصبحَ الصريحْ
وإذا انشطارُ النورِ يضربُ مهجتي
وإذا انبلاجُ الصبحِ يغشي مقلتي
صوتُ النسائمِ والهديلِ يقولُ مَهْلا حُلوَتي
كم مِن صباحٍ جاء يشدو بالضياءِ
إذا السحاباتُ الكئيبةُ غَلَّقتْ
وجهَ الشعاعِ ..
فضاعَ في الأفقِ الفسيحْ
مهلا دعِي الأقدارَ تفتحُ بابَها
ولترقبي من صاغَهَا
ولتسألي
أين الصفاءُ لأستريحْ
أين الضياءُ لتستريخْ
أكذوبة ٌ ؟!
أم ثورة ٌ ؟!
أم كلُّ تلكَ مخاوفي ومزاعِمُ النبضِ الكسيحْ ؟!
آنَ الأوانُ لتستريحْ ؟!
آنَ الأوانُ لأستريحْ ؟!
مازلتُ يذكرني الثرى
وجنائزُ الأحلامِ والأنسامِ وهديلُ الحمامِ
تمرُّ .. أمضي خلفها
صوبَ المقابرِ والضريحْ
الحرفُ يهمسُ في انكسارٍ
قلتِ آنَ لتستريحْ ؟!
أوَقلتِ آنَ لأستريحْ ؟!
ما عدتُ أحلمُ أن أنام
فكيف جاريتي تنامُ ..
اليوم كيف لتستريحْ ؟!!