تقع محمية جبل سمحان الطبيعية في محافظة ظفار، وتبلغ مساحتها 4500كم2. وأعلنت كمحمية طبيعية بتاريخ 28/6/1997، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم48/97، وهي عبارة عن سلسلة من الأراضي المرتفعة المتكونة من الحجر الجيري القاعدي.

تتكون هذه المحمية من حروف صخرية مقابلة للسهول الساحلية ونتوآت حادة إلى الشمال وتشمل المحمية أيضا خلجان وسواحل نيابة حاسك وأوديتها.

تزخر محمية جبل سمحان بتنوع في الموارد الفيزيائية والحيوية حيث التكوينات الجيولوجية الهامة والأودية والجروف الصخرية والأخاديد العميقة التي أوجدتها نظاما ايكولوجيا للكائنات الطبيعية من نباتات وحيوانات تكيفت وفقا للظروف في دوراتها الطبيعية. ومن هذه الموارد الفيزيائية المرتفعات الجيرية والمنحدرات الصخرية والأودية وبرك المياه، بينما الموارد الحيوية عبارة عن حيوانات النمر العربي والوعل النوبي والذئاب والضباع والغزلان ومجموعات أخرى من الحيوانات البرية.

وتشتمل المحمية على مجموعات بعضها نادرة من الأشجار والنباتات. من أجل كل هذا التنوع الهام فرضت الحماية على هذه المحمية من اجل توفير الحماية اللازمة للحياة الفطرية في بيئاتها وإتاحة استغلال هذه الموارد بصورة مستدامة عبر إدارتها بالطرق الصحيحة.

وتمثل شجرة اللبان أحد أهم الانواع النباتية التى تنمو وتزدهر داخل المحمية حيث تحتوى الهضبة الوسطى من المحمية على أكبر واحة لنمو وتكاثر أشجار اللبان وهي واحة حوجر، كما تنمو فى هذا النطاق الكثير من النباتات الحولية والشجيرات المختلفة.

وتزدهر الاجزاء الجنوبية لمحمية جبل سمحان الطبيعية بوجود بعض النباتات التى تنمو فى الاخوار والخلجان المائية ومناطق الاودية مثل الحرض نباتات البوص النخيل البرى الغاف وغيرها.

وتسود الاطراف الشمالية للمحمية الظروف المناخية الصحراوية فنجد أشجار السمر التى تكسو قيعان الاودية مثل وادى عارة وادى أنظور وادى ديميت كما تنمو كذلك أشجار النخيل البرية وأشجار اللبان و الكثير من النباتات الصحراوية.

كما تضم المحمية الكثير من الاحياء المائية حيث تنتشر أنواع الحيتان والدلافين وتعشعش السلاحف الخضراء والرومانية على الشواطى الرملية التابعة للمحمية والكثير من الاسماك وبعض أنواع الرخويات والقشريات من أهمها: الصفيلح والشارخة والربيان.

وتزخر محمية جبل سمحان الطبيعية بوجود الكثير من الحيوانات البرية التى لا زالت تعيش وتتكاثر داخل مختلف جنبات المحمية نتيجة لقلة الاستيطان البشري داخلها ووجود الفرائس وازدهار الغطاء النباتي في كثير من الاودية، كما أن وجود المياه المتمثلة فى العيون والينابيع والبحيرات التي تخلفها الامطار قد ساهمت فى عيش الحيوانات العاشبة التي تشكل الحلقة الاساسية لوجود الحيوانات البرية المفترسة.

ويتربع النمر العربى الذي لا زال يرتع فى كثير من أرجاء المحمية على قمة عائلة الحيوانات المفترسة حيث تعد هذه المحمية الوحيدة عالميا التى تخصص لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض.

وقد تم موخرا تنفيذ مشروع تطويق النمر العربي داخل المحمية بهدف دراسة دورته الحياتية وهجرته السنوية ومواسم التكاثر وغير ذلك من المعلومات ذات الاهمية العلمية لدراسة هذا النوع حيث يترواح طول الجسم الكلي للنمر العربى ما بين 160 180 سم وطول ذنبه بين 66 80 سم ويصل ارتفاعه عند الكتف 94 سم ووزنه حوالى 30 كجم.

وجسم النمر العربى مغطى ببقع سوداء مفتوحة على خلفية ذات لون بني وذهبى فاتح وغالبا ما يتأقلم اللون مع المنطقة التى يعيش فيها. كما يمتاز بعدم وجود الخط الاسود الذى يمتد من الحافة الداخلية للعين الى زاوية الفم بخلاف ما هو عليه الحال عند الفهد الصياد وقد وفر له صغر الحجم القدرة على العيش على القليل من الطعام حيث يستطيع ان يعيش على 3 كجم من اللحم فى اليوم و من أهم الفرائس التى يتغذى عليها الوعل النوبى الغزلان بمختلف انواعها الوبر الصخرى و الطيور و الثدييات الصغيرة كما ان الحيوانات المستأنسة قد تصبح فريسة سهله للنمر الجائع.

ومن المعروف ان النمر العربي هو حيوان ليلي ولكنه قد ينشط خلال فترة قصيرة من النهار ويعيش معيشة فردية بعيدا عن الانسان ويتخذ من الجحور البعيدة والوعرة فى المناطق الجبلية ملجأ له. وقد يكون ذلك أحد أهم الاسباب لبقائه حتى اليوم. كما ان موسم التزاوج لحيوان النمر يحدث غالبا فى فصل الشتاء. وتقدر فترة حمل الانثى بحوالى 95 يوما تلد بعدها من 2 4 صغار حيث تكون عمياء لمدة عشرة أيام. وتقوم الام بارضاع الصغار لمدة ثلاثة أشهر و تصبح مستقلة عن الأم بنهاية العام الاول من عمرها. ويصل حيوان النمر سن البلوغ بعد عامه الثالث ويعمر لفترة تقارب 21 سنه.

كما تزخر محمية جبل سمحان الطبيعية بوجود الكثير من الحيوانات البرية التى تعيش وتتكاثر فى كافة ارجاء المحمية نتيجة لعدة اسباب وهي قلة الاستيطان البشرى داخلها ووجود مصادر الغذاء بازدهار المراعي والغطاء النباتي فى كثير من الاودية والشعاب وتوافر العديد من مصادر المياه كالعيون المائية والينابيع والبرك المائية التى تخلفها مياه الامطار حيث ساهمت بشكل رئيس فى عيش الحيوانات العاشبة التي تشكل الحلقة الاساسية لوجود الحيوانات البرية المفترسة.

ويأتى حيوان الضبع المخطط كأحد أبرز الحيوانات المفترسة فى المحمية بعد النمر من حيث المرتبة بالاضافة الى وجود الذئب العربى وحيوان الوشق والثعالب و حيوانات أخرى مثل النيص غرير العسل النمس الرباح وغيرها وهى تعتمد فى غذائها على الحيوانات العاشبة وعلى صيد الطيور وخاصة طيورالحجل العربي.

كما تأوى المحمية مجموعة من الحيوانات البرية العاشبة مثل الوعل النوبي الذي يعيش ويتكاثر فى وسط المحمية وأطرافها الشمالية حيث تعتبر أكبر الحيوانات البرية العاشبة حجما، كما تتواجد الغزلان فى الاجزاء الشمالية من المحمية وخاصة فى وادي عاره ووادى أنظور ووادي ديميت. أما فى الاطراف الجنوبية من المحمية فقد أصبحت الغزلان تشاهد بكثرة فى المنطقة الواقعة بين ولايتي مرباط وسدح وكذلك حيوان الوبر الصخري وهو أحد أهم الفرائس للنمر العربى، ويتواجد بكثرة فى جميع أرجاء المحمية حيث يعيش على هيئة مجموعات تعتني بصغارها لفترات طويله نسبيا مقارنة بالحيوانات الاخرى.

وتعيش بالمحمية أنواع عديدة من الطيور الجارحة كالعقاب المرقط وعقاب السهوب والعقاب الامبراطوري والنسر المصري اضافة الى انواع اخرى من الطيور البرية القطا والحجل العربي وحمامة الصخور والمغرد العربى والابلق والصرد الدغناش والبومة والصرد الرمادي.

تضم محمية جبل سمحان الكثير من الاودية ذات القيمة الطبيعية لكثير من النباتات والحيوانات التى تعيش وتتكاثر داخلها. وتعتبر أودية صمحال ريكوت حنوت صناق عقاوق ذهبون أنظور عاره ديميت كوبوت من أكبر الاودية واهمها فى المحمية، ومن هذ المنطلق قامت الوزارة باغلاق مداخل الاودية الجنوبية لمحمية جبل سمحان وادي ريكوت، وادي حضبرم، وادي دحنات، وادي صمحال بهدف منع دخول الافراد والحيوانات الى تلك الاودية الا بتصريح وذلك لما تمثله تلك الاودية من مقومات طبيعية وسياحية يجعلها عرضة لزيارة مرتاديها.

ولكبر مساحة محمية جبل سمحان فقد ضمت حدودها العديد من الاخوار والينابيع المائية ومن أهمها خور صمحال، خور حاسك، خور حضبرم، خور دخنون، خور صناق. أما بالنسبة للينابيع المائية فهى كثيرة و لا تتواجد المياه بها بشكل دائم طوال العام ما عدى واحة وادي أنظور التى تكثر فيها المياه والنباتات وعين ماء وادى شليون التي تقع فى نيابة جوفا بولاية سدح.

كما تمتلك المحمية ارث جيولوجى كبير حيث توجد الكثير من الكهوف الطبيعية الكبيرة التى تتميز بوجود ظواهر طبيعية داخلها وتكاد تكون جميع الاودية الجنوبية للمحمية تحتوي على كهوف جديرة بالدراسة وخاصة وادي ريكوت، وادي حضبرم، وادي دحنوت، وادى صناق. ونتيجة لذلك قامت الوزارة بانشاء مركز للبحث البيئى بنيابة حاسك.


المراجع

al-hakawati.la.utexas.edu

التصانيف

بيئة وطبيعة  الجغرافيا  عُمان  محميات