أُقسمُ أنّي في الخامس ِوالعشرين

من هذا الشهر – يناير -

هذا القادم قبل" الحادش")1) من- فبراير-

والممسك بتلابيب –دسمبر-

والآتي بعد" تشرينين" اثنين

من ذاك العام ال.ْ.فرّ وولّى

وأدارَ الظهرَ سنين

لزمنٍ عاش ثلاثين....

..أُقسم ُأني صليتُ الفجرَ بعزّ الظهر

وركعتُ العصرَ غباشَ الفجر

صليت ُالمغرب َبعد أذان الظهر

وعشاءً صليت ُضحىً

صليت.. ُولم أذكر أيّ وضوء

وكنت ُعلى ظهر" فلوكٍ(2") جوفَ النيل

لم أغسلْ وجهي... لم أغسلْ كفّيّ

لم أتوضأ يا شيخي.......

هل تُقبل ُمني ركعاتُ صلاة؟!

هل تقُبل ُ مني سجداتُ صلاة؟!

يا شيخي...!أني قد خُضت ُمياه َالنيل

تيممت ُبماءِ النيل ...

لم أتوضأ ياشيخي ..

وخلعت ُحذائي وشَربِت

شربت ُرحيقَ النيل ...

صليت ُالركعاتِ الأولى في ذاك الميدان

بَسْمَلْتُ ... تعوّذْتُ ... وحَوْقلتْ

وقرأت ُالفاتحة َالأولى والآيات

"بالأقصر"..".وقنا.".في "سوهاج"

في" أسيوط" وعلى ذروة "أسوان"

تيممتُ تراب َبحيرة"ناصر"

وتمشيت.ُ. ركضت..ُعلى السد ّالعالي

وسجدت ُالأولى في" طنطا"

وركعت ُعلى شط" الرمل" "وقصر التين"

وتعوذت ُبحيرة َ"قارون"

وتعوذت ُالله َمن الشيطان

ذاك القادمِ من أعماق الأرض

_ من سبع أراضين _

هل تذكر ُيا شيخي ...

ذاك السّاحر َوالسّجّان ؟

هل تذكرُ ياشيخي

من فََتَلَ القيدَ ووثّق أعناق َالعُبدان..؟

ورمى في اليمّ ثكالى

تشتاق سنابل َقمحٍ

وتطلبُ منه الغفرانْ

ذاك القادم من أعماق الأرض

ذاك القابع في الأركان

يمشي..يتبختر في" حلوان"...؟

وختمت ُالفاتحة َالأولى في "المنيا"

 في" سيناءَ" وفي" الفيوم"...

..اللهَ...اللهَ...ألا يا شيخُ

هل جازت لي سجداتٌ...؟!

أو ركعات...؟

هل قُبلت مني الصلوات؟!

يا شيخي...

عذرآ ...يا شيخي..

هذا الديك ُالأهبل.ُ.. لم يَصْحُ..ولم يَعْلمْ

أنّ الشمسَ أَناء َالليلِ تنُير

أنّ البدرَ بعزّ الظهرِ يُنير

وأنّ اذانَ الفجر لا ينتظرُ الديكَ

يصلّي...

واذا انتقضَ وضوءُ (الرائد )وهو يؤمّ

فهل تبطل ُفيه صلاتي...

يا شيخي..!.فاخلع ْنعليك

فأنت تغازل ُهذا"الميدان"

فيه تُقام الصلواتُ بغير دخان

فيه يصلّي الشيخُ

ويتلو الآية َرهبان.....

هل أختم فيه صلاتي دون"ارحلْ"

"ارحلْ"..."ارحلْ" ..أقرؤُها للسّجاّن؟

وخَتمتُ صلاتي...بعدُ..وقبلُ

لم أسجدْ للسهّو ولم أركعْ" للسلطان..".

وتمطّى الدهرُ.. وطالت فينا الأزمان

وتداعت فينا أشواقُ الفجرِ

نامت في الصدر الأحزانْ

نمشي....ونغضّ ُ الطّرفَ

نصارع ُآناء َالليلِ نيوب َالظلم

ندعو..نبتهل المولى أن يرفع عنا الغلّ

يُطهّرنا.. فتلك النار تطهّر

أجساداً نبتت بالخوف ..وبالرعب

فمن طاولَ رأسَ الراعي

وأطال عليه أيّ لسان

يأتيه الشؤم على الفور و يركبه الخذلان.

* ندعو والليل ُيقارعنا

والليل يطول ُ... يطول

لا يبدو فيه أوان

ونردّد صوتاً نسمعُه....:

ياليلُ... الليل ُمتى غدُه؟

آلليلُ.. ليس له فجرٌ؟

والفجرُ ليس له آنْ.

* وتقاطَرَ في الليل جموع ٌ..وجموع

وحشودُ البق.ّ..وقطعان ُالجرذان

كلٌ ينهشُ..كل ٌيقرضُ

يستلهم فيه الحكمة.َ. كيف يهون ُالانسان!؟

وكيف تهون ُتراتيلُ المجد

وينتحرُ العدلُ ويضّطربُ الميزان..؟

وكيف يخون ُبنوها الأوطان...!!

أُقسم ُأنّي مارست ُالصوم َوصُنت ُتراتيلي

ودعوت ُاله َالكون بأن ْيتَشَتّت شمل ُ الخَوّان

وقرأتُ"الأنفالَ" و"فاتحة َالقرآن"

وترنّمت ُبأسفار" الأنجيل"

وقارعت ُبها حد ّالسيف وحدّ الرمح

وهولات ِالطغيان...

وما فَترَت بي منها نخواتي

ما هانت...ما ملّت ...ما تاه العنوان

فهنا ك..هناك قرأت ُتراتيل َ"الأنجيل"

وآيات ِ"القرآن"....

يا شيخي...!

من صلىّ ...أو صامَ بأرضِ "النيل"

فله الخلد.ُ.له من شتى أصناف الرضوان

وله أبدٌ لا يفنى...أمجادٌ لن تبَلى

من صام" ينايرَ" أو"فبراير"

أو صلىّ أطراف َ"الميدان"

فبه طُهرُ مساوىءِ ماضٍ قد ولّى

فله آيات ُالغفران....

* يانيل ُ...على شطيك َترامتْ

أمجاد ُالعهد الزاهي حين تمطّى

بالمهد... بُكورُ الخلق وقامات ُالأنسان

فيك َأفاق َالفجرُ..تهادى..فاستيقَظَ

فيكَ يُلمّ الشمل.ُ..وفيكَ تجلّى الرحمن

وفيك َعروس ُالنيل... تهادتْ

تمتشق ُالموت.َ..لتمنح َهذا الكون

رضاب َالخُلد ورفّاتِ العزم ...

ما كانت أي ّعروس.ٍ.يا نيلُ!

كانت جوهرة َالحُسن ..

ليست أي ّعروس..!

قد حملت في رَحِم المجد ِرجالا ًوحِسان

نسجت منك َخيوط َالحبل ِالسّرُّّي

يغذّيها المجد.َ. يغذيها العِزَ

وتبني فيه عماد َالبيت

فما هانتْ... ما ذَلّتْ ..ما انصدع َالبنيان

فيك َانكسرَ القيد.ُ.تحرّر فيكَ الأنسان

وتهادى المجد ُبصولتِهِ

وتعالت فيك َنداءاتٌ..ونداءات :

" فلْترحَلْ"...ياأسّ السّوس..

ستارَ العَتْم.ِ. وصولات ِالديدان.

وتعالت فيك َسواعد ُتبني

تطيل ُ..ُتعلّي البنيانْ

تُقسم.ُ. والقَسَم ُالأعظم ُيبني يا" مصرُ"!

فقد آنَ الفجرُ.. وصاح َالديكُ:

وآن.َ..أوانْ...!

والشمس ُتعالتْ...نُصِب َالميزان

والليل ُتوارى وانزاح َالظلمُ...

فتعالوا نبني..باسم الله.. نعلّي البنيان

وليسمعْ مناّ الكون ُالغافي

يردّد عنا آيات ِالعز ِّوصيحات ِالأ يمان:

قد رحلَ( الليلُ)....نصبنا للفجر ِصوان

أنا للفجر سياجٌ

فلتهنأ بالفجر الأوطان..ولتهنأ بالفجر الأوطان.

يا مصرَ الأمصارِ..ويا بلد َالبلدان

يا أم ّالدنيا..هامة َطودِ الكون

هل طافت فيك ِالرؤيا وتنادت فيك ِالأصداء؟

وعرفنا فيك ِالعنوان:

مَن يحمي الحَرَم َالغالي ويصون ُالأنحاء

من يجذبُ شمس َالصبح.ِ. ويطردُ ظلم َالليل

من يشفي جرح َالمكلوم ِوآهات ِالويْل

يا كُلّ الماضي والحاضر..يا فجرَ الفجر

يا أُس ّالحاضر والمستقبل

يا بسمة َطفل.ٍ.يا شوكة َورد ٍ.ٍ.وعذاب َالقهرْ

فيكِ تَبَدّى الفجرُ..فأعلينا الهاماتِ

وطاوَلنا البنيان...

سواعد ُنا..تعلو..تشمخ.ُ..تهتفُ

(هذا اليوم" الحاد ش ُ"من "فبراير"

القادم ُبعد" الخامس ِوالعشرين"

من شهر"يناير"

والأتي بعد" تشرينين اثنين")

فيه تولىّ القهرُ..فيه أفاء َالخيرْ

فلتهتفْ باسمكِ حناجرُنا

يامصرُ..! ولْيفخرْ فيك ِالفخرْ.

                

(1)الحادي عشر.(2) المركب.


المراجع

odabasham.net

التصانيف

شعر  أدب