كـأسـي يُـغـادرُ ليلتي iiوالرّاحُ
وأنـا تـوزِّعـني حرائقُ iiلهفتي
هـذي سـلالُ التمرِ تشْهدُ iiعودتي
ويرجُّ مجدافَ (البويبِ) iiحضورُنا
ويـمـدّ شـبـاكَ الـحنينِ iiأكفَّه
أنـا عـاشـقٌ حدّ الثمالةِ iiحلوتي
يـا بصرةَ (السيّابِ) أرّقني iiالنوى
أنـا مـن زمانِ السندبادِ iiقصائدي
فـدفـنـتُها وعلى الخليجِ iiرواتِها
ونعتْ (وفيقة) (دارَ جدي) واكتوت
إنّـي أحِـبُّ ولا حـدودَ تـحدّني
وأنـا الـذي أخفيتُ بئر iiضغائني
وبـقيتُ أحلمُ في أبي فيه iiانطوى
وأنـا الـذي سرق الجميعُ iiقميصَهُ
كـانـوا قِـبـاحاً خوضوا iiبدمائنا
إنّـي العراقيّ الذي اخترعَ الهوى
أمـتدُّ في عمقِ العصورِ iiحضارةً
أنا مَنْ على الجوديِّ سافرَ iiمركبي
فـخذوا يدي بل شرّحوا iiنبضاتِها
سـترونَ في جسدي عصورَ iiأميةٍ
وتُـرى بـه بـغدادُ عرسَ iiبطولةٍ
ولـه تَـرَاقَـصُ أنهرٌ iiوشواطئٌ
وتـروْنَ بـغدادَ الهوى تلدُ iiالهوى
وتـرونَ فـيـها كهرمانةَ iiتنتشي
أبـدا خـذوني نحو عصرِ ولادتي
فُـكّـوا جدارَ القلبِ لن تجدوا iiبه
وخـذوا شـراييني تشاهدُ iiنزعَها
أو مـا رأيـتـمُ مـديتي iiتبتزّني
قـالـوا سـيـشفى ربّما من iiعلّةٍ
دائـي هـوى هذا العراقِ iiوطينُه
مَـنْ ذا سـيبرئني ويجعلُ iiجمرَه
بل مزّقوني هل تروْنَ سوى iiدمي
إصْـغـوا إليّ تروا لهيبَ مجامرٍ
أصـواتُـهـم ضحكاتُهم iiهمساتُهم
أنـا ذلـك المفتونُ طاردني iiالنوى
سـبـعٌ طـوتنا واستحلّتْ مَنْ iiبنا
سـبـعٌ وتـفـترشُ الألى iiآجالُها
سـبـعٌ وأحـزانـي بـكلّ مدينةٍ
والـمـتـرفونَ وجوهُهم وجيوبُهم
أنـا لا ضـفـاف تلمّني iiلرمالِها
وأنـا بـحـارٌ لـلـعذابِ تقاذفت
سـبـعٌ تـطاردني شياطيني وما
وأقـاتـلُ الأوزانَ فـي iiأفـعالِها
شـعـري نـداءٌ لـلجموعِ وموتُه
أشـكـو لأبـنـاءِ العروبة حالتي
مـا لـلـعروبةِ أجهضت iiأحلامَنا
واسـتـذأبوا وتصعّروا iiوتجبروا
مـا بـالـهم مثلَ النساءِ iiتحجّبوا
أوَ لـيـس في التاريخ كانوا iiأمةً
مـاذا تـبـقّـى من أصالة iiأمتي
والـشـعرُ ماذا سوفَ يبقى iiعندَه
مـاذا سـنكتبُ يا جراحُ iiتيقَّضي
مـاذا وأقـفـالٌ تحاصرُ iiأحرُفي
وشـفـاهُـنا قد قُّطِّبتْ وتخارسَتْ
لا رأيَ عـندي فيّ أصْحرَ iiدفتري
لا رأيَ فالسجنُ البغيضُ iiيزورني
مـاذا تـبـقـى يا شعورُ iiلشعرِنا
مـاذا سـنكتبُ والقصائدُ iiحُجِّمَتْ
مـنـذُ ابـتُلينا والمصائبُ iiجَـمّةً
وأنـا ألـفُّ الـشعرِ شكلَ iiعباءةِ
سـأظـلّ أحْملُ فوقَ ظهْري متعباً |
|
وفـمـي تـقـطّـبهُ لديّ iiجِراحُ
ولـسـانُ شـعري للجنونِ iiمُباحُ
والـجُـرْفُ ينطرُ والوجوهُ iiمِلاحُ
وهـواهُ فـي أضـلاعِـه iiذبّـاحُ
نـحـوي . وحـبّي والجوى لفُاحُ
وأنـا بـك الـمـفـتونُ والمُلتاحُ
وتـعـانـقتْ في شهقتي الأتراحُ
مـهـجـورةٌ وبها الغزاةُ iiأطاحوا
وبـكـى النخيلُ وخانَهُ iiالإفصاحُ
(جـيكورُ) وازدحمت بها الأشباحُ
وأنـا الـغـرامُ ولـلغرامِ iiوِشاحُ
ونـسـيتُ مَنْ غدروا بنا iiوأباحوا
هَـمٌّ وغـادرَ عـيـنَـه iiالإلماحُ
وتـسـتّـروا بـذئـابنا وألاحوا
وبـداخـلي وجعُ النزيف iiيُصَاحُ
وبـه شـدا فـي روضِهِ iiالصّدّاحُ
وبـهِ مـسـلاتُ الـعلوم iiوِضاحُ
واسـتـأنـستْ بطوافِه iiالأرواحُ
سـتـرون وجـهَ اللهِ فـيه iiيُساحُ
وبـه بـنـو الـعباسِِ لا iiتنزاحُ
وعـلـى الـطريقِ أسنةٌ iiوصِفاحُ
ويـفـوحُ مـنـها الطيبُ والتفّاحُ
وبـهـا إلـى العشّاقِ صارَ iiرَواحُ
فـي لـيـلِـها ويشمُّها iiالإصباحُ
مـنـه ابـتدآ التاريخُ iiوالإصْحاحُ
إلاكُـمُ . وهـوى الـعراقِِ iiمُتاحُ
روحي وفيها صوتُ مَنْ قد iiناحوا
وتـشـيـلُ ضعنَ مآربي iiالألواحُ
وبـلاؤهُ سـيُـزيـلُـهُ iiالـجرّاحُ
وجـمـالُـه الـغاوي لنا iiفَضّاحُ
مَـطراً ، لتُورقَ من دمي iiالأدواحُ
وهـواكُـمُ بـجـوانـحي iiطَوُاحُ
ونـداءُ من زاروا العراقَ iiوراحوا
لـمّـا تـزلْ يـحـتاجُها iiالقِدّاحُ
وحـدي ، ولـيـلـى ليلُها iiأقداحُ
والأفـقُ داجٍ عـافَـه iiالـمِصباحُ
وسْـطَ الـسّـجون وللمنونِ iiقِداحُ
تـشـكـو مُـسـهَّدةً بها iiالنُّوَّاحُ
مـحـمـيـةً ، وسـواهمُ iiيُجتاحُ
ودمـي به عطشُ العروقِ iiأساحوا
سـفـنـي الرياحُ وبعثرتْهُ iiرياحُ
تـنـفـكُّ تـملأُ عالمي iiالأشباحُ
وجـنـاسُ حـرْفي شابَه iiالإلحاحُ
مـوتـي ، وفـيهِ براءةٌ وصَلاحُ
مُـذ غادرتْ عن موطني iiالأفراحُ
وضـمـيـرُهـا لضياعِنا iiمِلحاحُ
واسـتـفـرغـتْ آمالَنا iiالأتراحُ
أو لـيـس فيهم للطرادِ ii(صَلاحُ)
وبـهـم هـمـومُ المتعبينَ iiتُزاحُ
مـا دام صـارَ أمـيـرَها iiالسّفّاحُ
وبـه اعـتـلى النُّصَّاب والمُدَّاحُ
فـيـدي تـفـلّ عروقَها iiالأرْماحُ
ويـلوحُ ، لو شَتّ المقالُ ، iiسلاحُ
أنـفـاسُـنا ، واستُهجِنَ iiالنُّصَّاحُ
وسـطـورُهُ تـدْمـى بـه iiوتُباحُ
إنْ أومـأ الـحَـجَّـاجُ iiوالطّمّاحُ
غـيـرَ الـجنونِ وثورةٌ وكفاحُ ii؟
وتـجـاهلتْ لمصيرِنا الصُّلاحُ ؟
تـمـضـي وأخرى بعدَها iiتنْداحُ
حَـولـي وغيري للتكسِّبِ ساحوا
شِـعري ، عسى مِنْ لوثتي iiأرتاحُ |