أَجِيبِي القَلبَ حُبًّا يا دِمَشْقُ
فَمِلءُ القَلبِ مِن عَينَيكِ عِشْقُ
حَبِيبَينِ افْتَرقْنا وَالتَقَينا
وَقدْ أَثرَى عُرُوقِيَ مِنكِ دَفْقُ
فَمِن دَرْعا إلى التَّحرِيرِ نَهْرٌ
جَرَى بِالدَّمعِ، قَدْ أَجرَاهُ شَوقُ
وَلِلتَّاريخِ سَطَّرْنا كِتاباً
مِنَ الأَمجادِ يَسْتَجلِيهِ حَقُّ
مَزِيجُ دِمائِنَا - يَا شَامُ - يَغْلِي
فَحَرٌّ قَد دَهاكِ لَدَيَّ حَرْقُ
وَحِينَ يَرى العَذابَ لَدَيكِ شِبْرٌ
يَئِنُّ بِسَاحَتِي غَربٌ وَشَرْقُ
جَنَاحَا طَائرٍ لِلحَقِّ، مَن ذَا
يُعادِينَا؟ وَعَزْمٌ لا يُشَقُّ
تَرَكتُ بِحِمْصَ قَلْبِي.. عانِقِينِي
وَفِي بَانْيَاسَ لِيْ نَبْضٌ يَدُقُّ
وَفِي حَلَبٍ غَرَستُ بُذُورَ عُمْرِي
وَشَطِّ اللاَّذِقِيَّةِ يا دِمَشْقُ
بِحَدِّ البُعدِ قَد شَقُّوا فُؤادِي
فَشِقٌّ هَا هُنَا وَلَدَيكِ شِقُّ
كِلابٌ مَزَّقُوكِ بِكُلِّ نَابٍ
وَسَمَّوها أُسُوداً، هَلْ يَحِقُّ؟!
وَهَل لِلأُسدِ أَنْ تُدْمِي عَرِيناً
بِهِ عَزَّتْ؟ أَغَدْراً يَسْتَحِقُّ؟
عَلَيكِ اسْتَأْسَدُوا وَلَهمْ عَدوٌّ
مَدَافِعُهمْ عَلَيهِ رِضاً وَرِفْقُ!
تَهُونُ لهُ الكَرامَةُ في انْكِسارٍ
وَلمْ يُعرَفْ لِضَبطِ النَّفْسِ خَرْقُ
وَقدْ رَدُّوا عَلَيهِ الحَربَ سِلماً
وَبَينَ السِّلمِ وَالإذْلالِ فَرقُ
أَزَحتِ الظَّالِمينَ فَخَفَّ حِمْلِي
وَهمُّ شَقائقِي عِندِي أَشَقُّ
لكِ اللهُ المُهَيمِنُ لا تُرَاعِي
سَيُكْسَرُ عَن رِقابِ الأَهلِ طَوقُ
وَسَوفَ نَعُودُ لِلأَقصَى قَرِيباً
بِأَجنادٍ يَغِيمُ لَهُنَّ أُفْقُ

المراجع

alukah.net

التصانيف

شعر  أدب