جـودي عـلـيّ شــرابـاً مُـتـرعـاً أدبـا |
إني رأيتُ الهوى في وجه من شربا |
إن كــان قـلـبـيَ قـد شـبّـت فـتـيـلـتـُه |
فهـل لـديـك عـلاجٌ يصلح العـطـبـا؟ |
ماذا تقولين؟ في عشقي تريـن رؤىً؟ |
لا خاب ظنـّك..لا تستوضحي السببا |
يا مؤتة الصيد...يا من جـئـتـُها فرِحاً |
فأستظلّ عـيـونـا ً ... أفـرش الهـُدُبـا |
وأنهل العلم من ثـغــرٍ حـوى عـسـلاً |
حلوَ المذاق ... لذيذ الفكر ... منسكبا |
إن كان عشقي قد أهـداك مـنـه رؤىً |
فمن شفاهك ... عتـّـقتُ الهوى عِـنبا |
سـنـيـن أشـرب من عـينيك مـعـرفـةً |
فأعمق الفكر...من عينيك...قد سُكبا |
هلاّ تركتِ يدي في الشـَّعر سـارحـةً |
تلملم المجد .... أو تستذكر الشـُّهـبـا |
في مفرق الشـَّعر دارت فيه مـعركةٌ |
جحـافلٌ ترتجي الأمـجـاد والغـَـلـَـبـا |
هنا التقى الجمع ... فرساناً وأسـلـحةً |
هنا الخيول ... هنا المجد الذي وَثـَبـا |
فـزَيــدُ أعـلــن في الآفــاق صيحـتـَه |
وجعفرٌ من هنا... قد عانق السُّـحُـبـا |
وابن الـرَّواحـة قد أسـقـاك مـنـه دمـاً |
وخـالـدٌ قد رأى فـي فــكــره الأربـا |
فكم مشى المجد في علياك مـفـتـخِراً |
وكم من المـجـد في علياك قد سُـلـِبـا |
ضاع الكـلام مـن الأفــواه سيـّــدتـي |
عذراً..فلست الذي يهدي الهوى كذبا |
ولـسـتُ ممن سـمـا من فوق مـنـبـره |
يوماً... ولست أنا من سطـَّر الخـُطبا |
إني هويتُ ... فما ازداد الهوى لـهـباً |
إلا وكـنـتِ لـه النـيـران والحـَـطـَـبـا |