معلومات عن جامع السليمانية في اسطنبول

يعتبر جامع السليمانية أحد أكبر الجوامع في تركيا واكثرها شهرة على مستوى العالم، ويوجد في إسطنبول الأوربية، بمنطقة السليمانية، ويحمل اسم السلطان الذي أمر بتشيده ، السلطان سليمان الأول (القانوني)، وهو قريب من مضيق البوسفور، كما يعتبر مسجد السليمانية في إسطنبول من أهم الأماكن السياحية، إذ يقصده ملايين السياح كل سنة، لرؤية هندسته وأقسامه وجماله المعماري الرفيع.

عمارة جامع السليمانية

يشمل جامع السليمانية أربع مآذن، ويرجع سبب ذلك؛ إلى ترتيب السلطان سليمان القانوني، فهو الرابع من بين سلاطين الدولة العثمانية بعد فتح إسطنبول، وتملك المآذن عشر شُرَف تدل على ترتيب السلطان سليمان العاشر بين سلاطين الإمبراطورية العثمانية، وقد أراد السلطان سليمان القانوني أن يبني جامعًا فخمًا فأوكل مهمّة ذلك إلى أشهر مهندسي العمارة الإسلامية، سنان باشا، فشُرع بناء الجامع والمركّب الذي يحيط به في عام 1550م وتم الانتهاء منه في عام 1557م.

بعد أن حضر سنان الخرائط والتصاميم والأفكار والنماذج، ووضعها بين يدي السلطان فأعجب بها وأعطى موافقته عليها، وفتح باب خزانته لتنفيذها بلا حساب، وقال المعمار سنان عنه: إن هذا المسجد هو أعظم إنجازاتي. وبالإضافة إلى الكلية، تشكل مساحة الجامع سبعة وثلاثين دُنُمًا.

مخطط مسجد السليمانية

بني مسجد السليمانية في إسطنبول طبقا  لنظام المجمعات المعمارية، وهو محض مبنى كبير من حوله مجموعة من الملحقات والمنشآت، ويتكون المجمع الذي يُحيط بالجامع من مدارس ومكتبة (مكتبة السليمانية)، وحمام ومطعم خيري لتوزيع الطّعام على الفقراء، وخانة للقوافل (كَروان سَراي) ومُستشفى ومحلّات تجاريّة، ويصل طول الجامع إلى نحو تسعة وستين متراً، وعرضه إلى ثلاثة وستين متراً.وقد شيد المسجد على نظام القبة الوسطى، ويبلغ ارتفاع القبة الرئيسية ثلاثة وخمسين مترًا، وقطرها سبع وعشرون متراً، وتقوم هذه القبة على أربعة أعمدة ضخمة يُطلق عليها اسم «أقدام الفيل» لسُمكها وضخامتها، وهي متمركزة قرب الجدران، طول كل قطر فيها 7.5م، ووزن الواحد منها ستون طنًا. وهناك تناسق عظيم بين مكونات هذا المكان وعناصره، ويقع المسجد وسط مساحات واسعة من المروج الخضراء، التي تضفي على المكان جمالًا واكتمالًا مع مآذن المسجد وقبابه في لوحة جميلة تتناغم مع السماء الزرقاء. وبدلًا من الزخارف والنقوش المبالغ فيها في كثير من المساجد العثمانية فيتسم مسجد السليمانية بالنضج والبساطة.

جامع السليمانية من الداخل

يعتبر الجامع من الداخل تحفة معمارية بحق، فعند المدخل الرئيس للجامع نجده مُحاطاً بالأروقة، وفيه الشاذروان (مكان الوضوء)، وعندما ندخل إلى القسم الداخلي من المسجد نرى الجَمال الهندسيّ والزينة التي تغطي جدران المسجد؛ إذ تتكامل عناصر الزخرفة الإسلامية في محراب مسجد السليمانية بأشكالها الهندسية والنباتية ولوحاتها القرآنية، وبجواره منبر رخامي من المرمر الأبيض، وتعكس نوافذه الزجاجية الملونة أضواء النهار الخارجية، وقد استُخدِم البلاط التركي المصقول، والتصاميم ذات المؤلفة من سبعة ألوان بما في ذلك اللون الأحمر الأرجواني مع خطوط بيضاء وسوداء، واللون الأزرق الفائق، والتي تكسو الجدران الداخلية لبيت الصلاة بزخارفها التي جاءت على شكل زهور التوليب والقرنفل والجوري والبنفسج والأقحوان وأوراق العنب وأشجار التفاح والسرو.

وأما القبّة الضخمة فتغطّي القسم الداخلي من الجامع كله.أما محراب جامع السليمانية ومنبره فمصنوعان من المرمر المحفور، ومنبر الواعظ من الخشب المحفور، وفي زوايا المحراب نقوش محفورة لأوراق ذهبية، وزُينت أطراف المنبر بالخزَف، ويوجد مجلس السلطان على الجهة الشمالية من المِحراب. يؤدي فيه الصلاة، وساحة الصلاة تأخذ شكل المستطيل.

مكتبة جامع السليمانية (المكتبة السليمانية)

وقت ما أمر سليمان القانوني بتشيد  جامع السليمانية، في القرن السادس عشر، أمر أيضا بإلحاق عدد من المدارس به، ومن ذلك أمره بتأسيس المكتبة خلال الفترة من 1545م – 1557م، فأصبحت تتصف بسمعة عالمية كبرى بسبب ما تحويه من نفائس المخطوطات والكتب والوثائق، وقد زادت أهميتها مع انتقال كثير من مكتبات إسطنبول العامة والخاصة إليها، لتصبح بذلك من أكبر المكتبات الإسلامية التي عرفها العالم، بعدد من المخطوطات يتخطى سبعين ألف مخطوطة، مكتوبة باللغات العربية والتركية والفارسية.

وتعتبر مكتبة جامع السليمانية الصغيرة، التي اُقيمت في البداية داخل الجامع، النواة التي بنيت عليها المكتبة الحالية، وقد نقلت كافة المكتبات التي كانت موجودة في التكايا والزوايا والأضرحة بعد إغلاقها عام 1922م، عقب صدور قانون قضى بإغلاقها ونقل الكتب الموجودة بها إلى المكتبات، فتم على إثر ذلك نقل عدد من تلك الكتب بين العامين 1926- 1931م إلى مكتبة السليمانية.موقع جامع السليمانية في إسطنبولنال جامع السليمانية موقعه المتميز على التلة المرتفعة المطلة على الخليج الذهبي، أعلى تلة من التلال السبع التي أقيمت عليها مدينة إسطنبول، متصدرا مدخل القرن الذهبي، مشرفا بطلته الساحرة على أحياء المدينة القديمة والحديثة، الأمر الذي منحه هيبة وبهاءً قلما نجدهما في أي جامع من جوامع الإمبراطورية العثمانية رغم كثرتها وفخامتها وتميز كل منها، ويقع جامع السليمانية في منطقة الفاتح المعروفة في قلب إسطنبول.

كيف اذهب الى جامع السليمانية

بالاستطاعة الوصول الى جامع السليمانية بواسطة وسائل النقل العامة في اسطنبول، وأسهل الطرق للوصول إلى جامع السليمانية هي استخدام خط مترو حجي عثمان – يني كابي، فعند النزول عند موقف Vezneciler على هذا الخط ستمشون في شارع السليمانية لمدة تتراوح بين عشر إلى خمس عشرة دقيقة لبلوغ الساحة التي يقع فيها الجامع فيها، إضافة إلى ذلك يمكن الوصول إليه باستخدام خط ترامواي باغجلار كبتاش فعند نزولكم عند أحد الموقفين لالالي Laleli أو بيازيد Beyazıt ستصلون إلى الجامع بعد عشر دقائق مشياً على الأقدام.


المراجع

safaraq.com

التصانيف

الأماكن السياحية  سياحة   الجغرافيا  تركيا