إذا كانت الكرك مدينة راسخة في التاريخ الذي تشهد عليه بطولات أبنائها وآثارها الباقية، فإنها أيضا مدينة حية ومؤثرة في الحاضر الأردني الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.

من يزور جنوب المملكة لابد وأن يزور الكرك التي يشتهر أهلها بكرم الضيافة، وما زال صدى الأصوات بين أسوارها وجدرانها يردد اسم صلاح الدين الذي حررها بعد هزيمة الصليبيين في حطين، وبقيت شاهدة على مرحلة فاصلة في تاريخ المنطقة. وقد بنى الصليبيون هذه القلعة الكبيرة لتكون نقطة اتصال استراتيجية متوسطة بين قلعة الشوبك والقدس، خلال فترة سيطرتهم على الطريق السلطاني الذي انتشرت القلاع على الهضاب المرتفعة المطلة عليه.

وفي القلعة ممرات سرية تحت الأرض تقود إلى قاعات محصنة، أما أبراج القلعة فإنها تمنح الناظر من خلالها مشهدا طبيعيا خلابا للمنطقة المحيطة.

ظهرت الكرك في التاريخ لأول مرة في التوراة، حيث كانت تعرف باسم قير مؤاب أو قير حارسه، كما أنها لعبت دوراً هاماً في عهد ميشع ملك مؤاب، الذي أجبر ملك السامرة وملك أورشليم على فك الحصار عن الكرك. وقد دعم هذه الحقيقة اكتشاف نقش ميشع ملك مؤاب في ذيبان: “أنا الذي بنى المكان المقدس لكموش الإلة ـ في كركا أي الكرك…. وأنا حفرت القناة إلى كركا وشققت الطريق الرئيسية في وادي أرنون الموجب “.

يفهم من هذا كله أن قلعة الكرك في الأصل كانت معبداً للإلة كموش بناه الملك المؤابي ميشع لهذا الغرض، وكما يبدو أن كلمة كرخا في اللغة الآرامية لها علاقة لفظية لكلمة الكرك، كما أن كرخا تعني المدينة المحصنة وهي صفة من أهم صفات هذه المدينة التاريخية. 

ثم أعلنت مملكة الكرك في العهد الأيوبي باسم مملكة الكرك الايوبية بقيادة الملك الصالح أيوب، وامتدت حدودها آنذاك من الجوف حتى دمشق ومثلما تطورت المدن الأردنية الأخرى فقد تقدمت مشاريع البنية التحتية والإنشائية في الكرك التي تتصل بالعاصمة عمان بطريق سهلة ومريحة. ويمكن الوصول إلى المدينة بواسطة السيارة، أو الحافلات العامة التي تنطلق من مجمع الحافلات في جنوب عمان.


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

الأماكن السياحية  سياحة   الجغرافيا  الكرك  الأردن