آل بويه، يعود أصل هذه الأسرة إلى الفرس، وقد سكنت هذه الأسرة بلاد الديلم فعرفوا وكأنهم منهم، وكان أول من برز منهم أبو شجاع بويه وكان عنده ثلاثة أولاد هم: علي وحسن وأحمد وكانوا جنود عاديين في الجيش وأبدوا شيئاً من الشجاعة فأصبحوا في رتبة الأمراء فأكرمهم مرداويج والي بلاد الفرس أيام الخليفة المتقي لله. وأولاهم المناصب ثم غضب عليهم فانفرد كل منهم في مكان وكان علي أشجعهم وأكرمهم وكان والياً على بلاد الكرج من قبل مرادويج وعندما قرر طرده سير له جيشاً فترك تلك البلاد واتجه نحو أصفهان وانتصر على المظفر بن ياقوت وعظم أمره ثم دخل شيراز عام 322 هـ وعندما مات مرادويج عام 323 هـ بقي علي بن بويه في الميدان فدانت له بلاد فارس فعاوناه أخواه الحسن وأحمد على ذلك.
وعندما ساءت العلاقة بين الخليفة المتقي وتوزون استدعى أحمد بن بويه لدخول بغداد لكنه فشل في ذلك وانهزم أمام جيش توزون عام 332 هـ.
ثم أعاد الطلب منه قواد بغداد فدخل بغداد واستقبله الخليفة المستكفي ولقبه معز الدولة كما لقب أخاه علياً عماد الدولة ولقب الحسن ركن الدولة.
وقد كان آل بويه شيعة فبدرت منهم أعمال كثيرة منكرة وابتدعوا العديد من البدع الغريبة عن الإسلام. وقد كان هؤلاء الثلاثة يمثلون إمارات محلية كانوا يسيطرون عليها بالإضافة لمركز الخلافة بغداد. فكان كبيرهم علي عماد الدولة البويهي يحكم فارس وهو أمير الأمراء وكان أخوه أحمد معز الدولة البويهي يحكم باسم أخيه العراق والأهواز ويحكم أخوه الأصغر الحسن ركن الدولة البويهي الري وهمدان وأصبهان وكانوا يغالون في تشيعهم حتى كان عهدهم عهد صراع بين السنة والشيعة.
وعندما مات عماد الدولة عام 338 هـ قام ابن أخيه خسرو الذي تلقب ب ـ عضد الدولة بمهام عمه لأنه لم يكن عنده أولاد، ثم مات معز الدولة عام 356 هـ وكان الأتراك قد قوي ساعدهم على عهده فقام من بعده ابنه بختيار الذي تلقب باسم عز الدولة ونشبت الحروب بين منصور بن نوح قائد الدولة السامانية وبين البويهيين فأجبرهم منصور على أن يدفعوا كل عام مائة ألف دينار.
ثم اختلف بختيار مع سبكتكين واستطاع الأتراك محاصرة دار عز الدولة بختيار ودخولها فطلب العون من عمه ركن الدولة ومن أبي تغلب الحمداني، وكان الخليفة المطيع مع الأتراك فتوفي المطيع وتوفي سبكتكين فالتف الجند حول (افتكين) وضعف أمر عز الدولة بختيار وقوي أمر ابن عمه عضد الدولة فملك العراق.
وقعت جفوة بين الخليفة الطائع لله وعضد الدولة فقطع عضد الدولة الخطبة عن الطائع مدة تزيد عن شهر ونصف.
ثم اضطربت أحوال العراق على عضد الدولة إذ خلع طاعته المرزبان بن عز الدولة في البصرة ومحمد بن بقية في واسط وسهل بن بشر في الأهواز.
وحاول عضد الدولة الاستعانة بوالده ركن الدولة الذي رفض وأصر على إعادة بغداد لابن أخيه عز الدولة وهذا ما حدث فيما بعد.
ثم تنازل ركن الدولة بما تحت يده لأولاده عضد الدولة ومؤيد الدولة وفخر الدولة فعاد عضد الدولة يطلب بغداد من ابن عمه بعد وفاة والده فتركها عز الدولة ولجأ إلى حمدان بن ناصر الحمداني وسارا باتجاه الموصل لتخليصها من أبي تغلب فاتصل أبو تغلب الحمداني بعز الدولة وطلب منه أن يسلمه أخاه حمدان كي يقاتل معه ضد ابن عمر عضد الدولة ففعل عز الدولة ذلك، فسجن أبو تغلب أخاه حمدان وسار مع عز الدولة لملاقاة عضد الدولة فتواجهوا بالقرب من «تكريت» فانتصر عضد الدولة وأخذ ابن عمه عز الدولة أسيراً وقتله وسار إلى الموصل وملكها وهرب أبو تغلب إلى نصيبين واستمر عضد الدولة بملاحقته حتى حظي به في طبريا. واستمر عضد الدولة في ملكه حتى توفي عام 372هـ ثم اختلف شرف الدولة بن ركن الدولة مع أخيه صمصام الدولة وانتصر شرف الدولة ودخل بغداد وملكها عام 376 هـ وسجن أخاه صمصام. ثم توفي شرف الدولة وتوفي الملك بعده أخوه بهاء الدولة، واستطاع صمصام الدولة أن يهرب من سجنه والانتصار على جيش أخيه بهاء الدولة ثم تصالحا، ثم اختلفا أيضاً.
وهكذا بدأ وضع البويهيين يسير نحو الضعف بسبب الصراع الداخلي أضف إلى ذلك ازدياد نفوذ القادة الأتراك ويعد بهاء الدولة أول من سعى لزيادة قوة الأتراك.
فبعد وفاة بهاء الدولة عام 403 هـ وقع النزاع بين أبنائه فكان سلطان الدولة هو الذي تولى مكان أبيه فالتجأ أخوه قوام الدولة إلى محمود الغزنوي الذي أمده بقوة عسكرية لمواجهة أخيه.
أما بغداد فقد وقع الخلاف بين الأخين سلطان الدولة وابنه أبي كاليجار مع مشرف الدولة ثم تسلم بغداد أخوهم جلال الدولة وكان ذلك أيام الخليفة القادر بالله.
ثم اختلف الجند مع جلال الدولة عام 423 هـ ودخلها أبو كاليجار الذي ولى حماية الجانب الشرقي منها لأرسلان البساسيري، وتصالح أبو كاليجار مع جلال الدولة ثم عاد الخلاف بينهما.
في هذا الوقت كان طغرل بك السلجوقي قد بعث أخاه إبراهيم ينال إلى بلاد الجبل ودخل فصالح أبو كاليجار طغرل بك، وبعد وفاة أبي كاليجار عام 440 هـ تولى مكانه ابنه أبو نصر خسرو الذي تسمه بالملك الرحيم، وكانت العلاقة بين الخليفة العباسي وآل بويه سيئة بسبب تقرب البويهيين من العبيديين وبدء انتشار دعوتهم.
ما أدى بالخليفة إلى طلب طغرل بك لدخول بغداد والتي كانت تحت حكم البساسيري. ومع هذا كان الخلاف بين الملك الرحيم وإخوته على أشده الأمر الذي زاد في إضعافهم فطلب الخليفة العباسي من الملك الرحيم الخضوع لسلطة طغرل بك الذي كان في طريقه إلى بغداد عام 447 هـ وبذلك انتهى عصر آل بويه وانتهى تسلطهم على الخلافة الإسلامية في بغداد.
المراجع
islamstory.com
التصانيف
دويلات وامارات التاريخ