غويانا (بالإنكليزية: Guyana) أو رسميًا جمهورية غويانا التعاونية وسابقًا غويانا البريطانية، هي دولة ذات سيادة على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية ولكنها ثقافيًا جزء من منطقة البحر الكاريبي الناطقة باللغة الإنجليزية. كانت غويانا مستعمرة هولندية و بريطانية (لأكثر من 200 سنة). هي الدولة الوحيدة من دول الكومنولث في البر الرئيسي لأمريكا الجنوبية كما أنها أيضًا عضو في مجموعة الكاريبي التي يقع مقر أمانتها في عاصمة غويانا جورج تاون. غويانا هي واحدة من الدول القليلة جدًا في الكاريبي والتي ليست جزيرة. حققت غويانا استقلالها عن المملكة المتحدة في 26 مايو 1966، وأصبحت جمهورية في 23 فبراير 1970.
تاريخيًا، تتألف المنطقة المعروفة باسم "غويانا" من مساحة كبيرة من الأرض إلى الشمال من نهر الأمازون وشرقي نهر أورينوكو وتعرف باسم "أرض المياه الكثيرة". تتألف غويانا التاريخية من ثلاث مستعمرات هولندية: ايسيكويبو وديميرارا وبيربيس. يحد غويانا الحديثة إلى الشرق سورينام وإلى الجنوب والجنوب الغربي البرازيل وإلى الغرب فنزويلا ومن الشمال المحيط الأطلسي.
تبلغ مساحتها 215,000 كم2 وهي بالتالي ثالث أصغر دولة ثالثة مستقلة في البر الرئيسي لأمريكا الجنوبية (بعد أوروغواي وسورينام). يبلغ عدد سكانها حوالي 770,000 (بيانات 2002) والتي يشكل الهنود الشرقيون غالبيتها (43.5%) ومن أصل أفريقي (30.2%).
أصل التسمية
يشتق اسم "غويانا" من "غيانا" وهو الاسم الأصلي للمنطقة التي تشمل الآن غويانا وسورينام وغويانا الفرنسية وأجزاء من فنزويلا والبرازيل. وفقا لقاموس أوكسفورد الإنكليزي يأتي الاسم من كلمة من السكان الأصليين تعني "أرض المياه الكثيرة".
التاريخ
كانت غويانا مأهولة من قبل قبائل الأراواك والكاريب من الأمريكيين الأصليين. على الرغم من أن كريستوفر كولومبوس لمح غويانا خلال رحلته الثالثة (في 1498)، إلا أن الهولنديين كانوا أول من أقام المستعمرات: ايسيكيبو (1616) وبيربيس (1627) وديميرارا (1752). تولت بريطانيا السيطرة على الأرض في أواخر القرن الثامن عشر كما تنازلت هولندا رسميًا عن المنطقة في عام 1814. في عام 1831 أصبحت المستعمرات الثلاثة المنفصلة مستعمرة بريطانية واحدة تعرف باسم غويانا البريطانية.
منذ الاستقلال في 1824، طالبت فنزويلا بمساحة من الأرض إلى الغرب من نهر ايسيكيبو. حذرت رسائل من سيمون بوليفار الحكومة البريطانية من استيطان المستوطنين من بيربيس وديميرارا في أراضي فنزويلا وادعائهم ملكيتها. في عام 1899 قضت محكمة دولية بملكية بريطانيا العظمى للأرض.
نالت غويانا استقلالها عن المملكة المتحدة في 26 مايو 1966 وأصبحت جمهورية في 23 فبراير 1970 وظلت عضوًا في الكومنولث. لعبت وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى جانب الحكومة البريطانية دورًا قويًا في التأثير على السلطة السياسية في غويانا خلال هذه الفترة. دعمت الحكومة الاميركية فوربس بورنهام خلال السنوات الأولى من الاستقلال لأن تشيدي جاغان كان ماركسيًا. وفروا الدعم المالي والسياسي السري لحملة مؤتمر الشعب الوطني لبورنهام ضد حزب الشعب التقدمي بقيادة جاغان والذي دعمه غالبًا الغويانيون من أصل هندي.
في عام 1978، تلقت غويانا اهتمامًا دوليًا كبيرًا عندما قتل أو انتحر 918 شخصًا جماعيًا - تقريبًا كلهم أمريكيون - (وبينهم أكثر من 300 طفل) من أتباع معبد الشعوب الذي قاده جيم جونز في جونز تاون - وهي مستوطنة أوجدتها معبد الشعوب . أسفر هجوم شنه حراس جيم جونز على مهبط طائرات صغير ناء بالقرب من جونزتاون إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ليو ريان عضو الكونغرس الوحيد على الإطلاق والذي قتل أثناء خدمته في تاريخ الولايات المتحدة.
في مايو 2008، كان الرئيس بارات جاغديو من بين رؤساء الدول الموقعة على المعاهدة التأسيسية لاتحاد دول أمريكا الجنوبية.
الجغرافيا
الموقع
تطل جويانا على الساحل الشمالي الشرقي لأمريكا الجنوبية المشرف على المحيط الأطلنطي ، وتحدها جمهورية فنزويلا من الغرب ، وسورينام من الشرق ، والبرازيل من الجنوب ، وتقع في حيز النطاق الاستوائي . الأرض تقسم أرض جويانا إلى نطاقات ثلاثة ، فالقسم الأول من أرضها والمطل على الساحل سهلي منخفض ، يصل في يعض مناطقة إلى ما دون مستوي البحر ، ُثم تبدأ الأرض في الارتفاع التدريجي نحو الجنوب الغربي ، ويغطي هذا القسم بالغابات الأستوائية الكثيفة ، وتبلغ أرض جويانا أقصي ارتفاع لها في الجنوب الغربي ، وهنا ينتقل النطاق النباتي إلى حشائش السافانا ، وبها عدة أنهار قصيرة تصرف مياهها في المحيط الأطلنطي .
المناخ
استوائي ترتفع حرارته معظم شهور السنة ، ويلطف الماء من حدة حرارة السواحل ، والأمطار غزيرة وتسقط في فصلين ، الأول من إبريل إلى أغسطس ، والثاني من نوفمبر إلى يناير . السكان يتكون سكان جويانا من الهنود والباكستانيين ، وهؤلاء حوالي 55% من جملة سكان البلاد ، ويشكل الأفريقيون ثلث السكان ، وهناك أكثر من 30 ألفاً من الهنود الأمريكين ، وهم البقية الباقية من سكان البلاد الاصليين وحوالي 2000 من الأوروبيين ، ويوجد حوالي 10000 من أصل صيني ، والأقلية الباقية خليط من العناصر السابقة . وتعدد العناصر بجويانا سبب التوتر والقلاقل العديدة التي تشهدها البلاد ، وتستعمل اللغتان الإنجليزية والهندية ( الآسيوية ) والبعض يستعمل اللغتين الصينية والبرتغالية .
النشاط البشري
الزراعة
الزراعة والتعدين دعامة اقتصاد جويانا وتشغل الزراعة 1% من جملة مساحة الأرض ، وأهم الغلات قصب السكر والأرز ،ويزرع الموز ، والذرة وجوز الهند في مساحات محدودة والماشية هي من الأغنام والماعز وجويانا من أهم الدول المنتجة لخام البوكسيت ، ويشغل الألمنيوم المركز الثاني في صادراتها ، ويصنع الألمنيوم محلياً ، ووضعت عدة محاولات لتصنيعة والتقليل من تصديره خاماً .
المعادن
وبلغ إنتاجها السنوي من الذهب 11000 أوقية ، ومن الماس 10200 قيراط ، هذا إلى جانب المنغنيز ، كما يستخرج النحاس واليورانيوم .
السكان
يتكون سكان غويانا من الهنود والباكستانيين وهؤلاء يشكلون أكثر من نصف السكان حوالي 55% من جملة سكان البلاد ، ويشكل الأفريقيون ثلث السكان وهناك أكثر من ثلاثين ألفا من الهنود الأمريكيين ، وهم البقية الباقية من سكان البلاد الأصليين وحوالي 2000 من الأروبيين ، ويوجد حوالي عشرة آلاف من أصل صيني ، والأقلية الباقية خليط من العناصر السابقة . وتعدد العناصر بغويانا سبب التوتر والقلاقل العديدة التي تشهدها البلاد وتستعمل اللغتان الإنجليزية والهندية (الآسيوية) والبعض يستعمل اللغتين الصينية والبرتغالية .
الدين
الدين كاثوليك وبروتستانت، إلا أنه يوجد فيها مسلمين وديانة أوريشا.
الإسلام في غويانا
قدمت أول هجرة إسلامية إلى غويانا مع الأفارقة الذين جليهم الهولنديون أيام احتلالهم لغويانا وذلك لتسخيرهم في زراعة حاصلات المناطق المدراية ، ولكن هذه الموجة تلاشت نتيجة المعاملة السيئة والتشتيت الاجتماعي ، وعندما خلف البريطانيون الهولنديون في احتلال غويانا، جاءوا بهجرات إجبارية من العمال الهنود والآسيويين ، لاستغلالهم في الزراعة ، كان من بينهم الكثير من المسلمين ، ولقد حافظوا على عقيدتهم لذلك أسسوا النواة الأولى للأقلية المسلمة في غويانا، وأخذ عدد المسلمين يتزايد نتيجة الزيادة الطبيعية بين السكان ونتيجة عودة أعداد كبيرة من الأفارقة للإسلام وتقدر نسبة المسلمين بين السكان بجوالي 15% (أي حوالي 156 ألف نسمة) ، وفي البلاد حوالي 200 مسجد ، وألحقت بمعظم المساجد فصول لتعليم أبناء المسلمين قواعد الإسلام .
ولقد بدأ المسلمون تأسيس المساجد المتواضعة منذ أن استقر بهم المقام بغويانا واتخذوا المسجد كمقر لاجتماعاتهم شبه السرية خوفا من بطش السلطات الاستعمارية ، وظلت الأقلية المسلمة بغويانا تواجه هذه التحديات حتى سنة 1227هـ – 1860م ، وذلك عندما اعترفت السلطات الاستعمارية ببعض حقوق الأقلية المسلمة بالبلاد ، وكان منها حق الزواج وفق الشريعة الإسلامية .