الجمهورية المجرية (بالمجرية: Magyarország) هي دولة أوروبية محصورة تقع في حوض الكاربات في وسط أوروبا. تحدها شمالاً سلوفاكيا ويبلغ طول الحدود حوالي 515 كم، وتحد أوكرانيا بـ103 كم في الشمال الشرقي، وتحد رومانيا بـ 443 كم من الشرق، ومن الجنوب تحد كرواتيا بـ 329 كم صربيا وسلوفينيا بـ 102 كم، كما تحد النمسا بـ 336 كم من الغرب.

المجر دولة محصورة لا تملك منفذا على البحر، وتحيط بها اليابسة من كل الجهات. تغطي الأراضي المجرية مساحة 93,030 كم²، وتتأثر بمناخ قاري، مما يجعلها تحل في المرتبة 109 الأكبر مساحة في العالم. طبيعة المجر تتكون بشكل عام من سهول منبسطة إلى سهول منحدرة من حوض الكاربات، مع وجود هضاب وجبال منخفضة في الشمال على طول الحدود السلوفاكية. حسب إحصاء مايو 2010 فإن عدد سكان المجر حوالي 10,005,000 نسمة. فتحل المجر في المرتبة 83 الأكثر تعدادًا سكانيًا في العالم. تبلغ الكثافة السكانية في المجر حوالي 107.7/كم2 مما يجعلها في المرتبة 94 الأعلى كثافة سكانية في العالم.

تعاقبت العديد من الدول والممالك على الأراضي المعروفة اليوم باسم المجر مثل الكلت والرومان، وحتى بودابست عاصمة المجر كانت مستوطنة كلتية، كما أصبحت عاصمة ومركزاً للمحافظة الرومانية المعروفة باسم بانونيا السفلى (Lower Pannonia). ويعود تاريخ ظهور المجر بهذا الاسم يعود إلى العصور الوسطى المبكرة، عندما استوطن المجريون حوض بانونيا، وهو شعب يعود أصله إلى وسط وشمال ما يسمى الآن روسيا.

استمرت مملكة المجر لما يقارب 946 سنة، وكانت تعتبر واحدة من المراكز الثقافية في العالم الغربي عند نقاط مختلفة. وبعد 150 عاما من الاحتلال العثماني الجزئي للمجر الذي ابتدأ من سنة 1541 إلى سنة 1699، ضُمًّت المجر إلى إمبراطورية هازبرغ (Habsburg Empire). ثم تشكلت دولة ضمت المجر والنمسا وقد عرفت باسم الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكانت من القوى العظمى في العالم حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث خسرت المجر 70% من أراضيها، بالإضافة إلى ثلث سكانها الذين ينتمون إلى العرقية المجرية، وذلك ضمن معاهدة تريانون التي عاقبت المجر على دروها في الحرب العالمية الأولى. وقد انتقلت المجر بعد الحرب إلى الحقبة الشيوعية التي استمرت بين عامي 1947 و1989.

بعد سقوط الشيوعية عام 1989 تحولت المجر إلى جمهورية ديمقراطية. وقوة اقتصادية ذات دخل مرتفع. وهي عضو في الناتو والاتحاد الأوروبي.

أصل التسمية

تعرف أيضاً بهنغاريا، والمجر سميت بهذا الاسم نسبه إلى قبيلة مجر التي هاجرت من سيبيريا واستوطنت عام 896 مبحاجة لمصدر.

التاريخ

ما قبل التاريخ

من القرن التاسع قبل الميلاد إلى نهاية القرن الرابع الميلادي، كانت بانونيا جزءا من الإمبراطورية الرومانية، بما في ذلك المنطقة التي تعرف اليوم باسم المجر في. وفي وقت لاحق وصل الهون، الذين أسسوا إمبراطورية قوية. بعد حكم الهون سكنت في حوض الكاربات قبائل جرمانية كالقوط، واللومبارديون والآفار. استقر المجريون بقيادة أرباد في حوض الكاربات منذ عام 895.ووفقاً لبعض اللغويين فإنهم كانوا يتحدثون لغة من عائلة اللغة الفنلندية الأوغرية، وهي لغة أورالية موطنها الأصلي في روسيا بين نهر الفولغا وجبال الأورال.

العصور الوسطى

المجر هي واحدة من أقدم البلدان في أوروبا، التي أنشئت في 895، وذلك قبل تقسيم فرنسا وألمانيا أو توحيد الممالك الأنجلوسكسونية. في البداية، كانت إمارة المجر النامية دولة تتألف من شعب أفراده شبه رحل. ومع ذلك أنجزت المجر تحولاً هائلاً، وتحولت إلى دولة مسيحية خلال القرن العاشر. هذه الدولة كانت تعمل بشكل جيد، ولها قوة عسكرية في البلاد تسمح للمجريين بإجراء الغارات والحملات العسكرية على مختلف مناطق أوروبا من القسطنطينية إلى مناطق بعيدة كإسبانيا. في وقت لاحق هزمت المجر في معركة Lechfeld سنة 955 وقد وضعت هذه المعركة حداً لمعظم الحملات المجرية التي كانت تشن على الأراضي الأجنبية. سلالة أرباد (بالمجرية: Árpád-ház) كانت السلالة الحاكمة لإتحاد القبائل المجرية في القرنين 9 - 10، ومملكة المجر. وسميت السلالة باسم "أرباد"، وهو الأمير الذي كان رئيسا لإتحاد القبائل المجرية عندما احتل المجريون حوض الكاربات سنة 895. وقد حاول الأمير المجري غيزة (Géza) دمج المجر مع الدول المسيحية في أوروبا الغربية.. أصبح ساينت ستيفان الأول (بالمجرية: I. István magyar király) - وهو ابن الأمير غيزة - أول ملكٍ في المجر بعد عراك طويل مع عمه كوباني (Koppány)، وتحولت المجر إلى مملكة كاثوليكية رسولية.

مملكة المجر

نشأت مملكة المجر في شرق أوروبا وضمت ضمن حدودها كل من وسلوفاكيا وترانسيلفانيا وكرواتيا وشمال صربيا إضافة إلى المناطق الحالية للمجر، وقد أصبحت أمبراطورية يوم عيد الميلاد لسنة 1000، تحت ملكها ستيفن من أسرة أرباد.

الحروب العثمانية

وبحلول القرن السادس عشر، زادت قوة الدولة العثمانية تدريجيا، فاحتلت العديد من الأراضي في منطقة البلقان. في حين كانت مملكة المجر ضعيفة حيث تعاني من انتفاضات الفلاحين، كما حدثت العديد من الانشقاقات الداخلية بين أفرد طبقة النبلاء في عهد لويس الثاني (1516-1526). حدثت معركة موهاج في 29 أغسطس 1526 م، وهي معركة وقعت بين الدولة العثمانية والمجر. وكان يقود قوات العثمانيين الخليفة سليمان القانوني أما المجريون فكان يقودهم الملك لويس الثاني.

قُدر عدد جنود الجيش العثماني بحوالي 100 ألف جندي وعدد من المدافع و800 سفينة، بينما قدر عدد جنود المجر بحوالي 200 ألف مقاتل. أدى انتصار العثمانيين في هذه المعركة إلى إحكام سيطرتهم على المجر وفتح عاصمتها بودابست والقضاء على ما كان يعرف باسم مملكة المجر. وقد عانى العثمانيون كثيرا بعد فتح المدينة من غارات المسيحيين المتتالية عليها.

مكث سليمان القانوني في المدينة ثلاثة عشر يومًا ينظم شئونها، وعين جان "زابولي" أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر التي أصبحت تابعة للدولة العثمانية، وعاد السلطان إلى عاصمة بلاده بعد أن دخلت المجر للدولة العثمانية وتقلص نفوذ الملك الإسباني. حتى هذا اليوم، يعتبر المجريون هزيمتهم في هذه المعركة شؤما عليهم ونقطة سوداء في تاريخهم. على الرغم من انقضاء أكثر من 400 عام إلا أن هناك مثل شائع لدى المجريين «أسوأ من هزيمتنا في موهاكس» ويضرب عند التعرض لحظ سيء.

الحرب العالمية الأولى

كانت الإمبراطورية النمساوية المجرية وألمانيا تشكلان أهم دول المركز في الحرب العالمية الأولى (1914 - 1919). النتائج السلبية للحرب أدت إلى إعلان جمهورية المجر عام 1918 والغراف ميهالي كارولي (Károlyi) رئيساً لها. استطاع الشيوعيين والاشتراكيين الوصول إلى السلطة في العام المقبل ولكنهم لم يصمدوا طويلاً، حيث اقتحم الجيش الوطني بقيادة الأدميرال ميكلوش هورتي العاصمة واحتل مقار الحكومة. وقعت المجر اتفاق سلام تريانون في باريس عام 1920، الذي أدى إلى فقدان البلاد 67% من أراضيها و58% من سكانها لصالح الدول المجاورة وخاصة رومانيا وتشيكوسلوفاكيا.

انتخب ميكلوش هورتي وصيا لعرش المملكة في نفس العام (إلى عام 1944). الوضع الاقتصادي الداخلي والعالمي السيء في هذه الحقبة زاد من شعبية اليمينيين في البلاد. دخلت هنغاريا الحرب العالمية الثانية في نهاية عام 1940 إلى جانب دول المحور. ساعدت القوات الألمانية في هجماتها على يوغوسلافيا والاتحاد السوفياتي.

لاحقاً حاولت هنغاريا مفاوضة الحلفاء سراً لإنهاء الحرب. احتل الجيش الألماني مواقع عدة حساسة بالبلاد ونصب سياسيين موالين. استولى الجيش الأحمر على هنغاريا عام 1945، بعد معارك طاحنة وخاصة حول العاصمة بودابست، التي سُلمت شبه مُدمرة تماماً في 13 فبراير 1945.

بعد ذلك دخلت البلاد في حقبة شيوعية تحت السيطرة السوفييتية إلى عام 1990. إعلان الجمهورية الشعبية في 1949 واندلاع انتفاضة عام 1956 هي أهم أحداث هذه الفترة. الانتفاضة الشعبية أطاحت بالحكومة وشلت البلاد لمدة أسبوعين لحين تدخل القوات السوفييتية وتعيين يانوس كادار (Kádàr) رئيساً للحزب الشيوعي المجري، الذي تمكن في وقت قصير من استعادة زمام الأمور ومحاكمة رموز الانتفاضة.

كان كادار أهم شخصية سياسية بالبلاد لمدة 32 عاماً. بدأت عملية الإصلاح السياسي عام 1988 مع بدء انهيار الاتحاد السوفيتي. فاز المنتدى الديمقراطي بقيادة جوزيف انتال (Antall) بانتخابات عام 1990 الحرة. بدأت المجر عام 1990 مفاوضات مع الإتحاد السوفيتي.

الحرب العالمية الثانية

كانت المملكة المجرية هي إحدى دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية وقد شاركت في غزو يوغسلافيا ووغزو الاتحاد السوفييتي عام 1941، كما استفادت المجر من علاقتها مع ألمانيا النازية وإيطاليا في الحصول على المزيد من الأراضي من جيرانها في سلوفاكيا ورومانيا ويوغسلافيا.

خلال غزو الإتحاد السوفييتي دخلت المجر في المفاوضات سرية للسلام مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وبعد أن اكتشف هتلر أمر المفاوضات اعتبرها خيانة، فهاجمت القوات الألمانية المجر عام 1944 واحتلتها. وعندما بدأت القوات السوفيتية تهدد المجر، وقع ميكلوش هورتي هدنة بين المجر وروسيا.

لكن قوات الكوماندوس الألمانية اختطفت ابن هورتي بعد فترة وجيزة، مما اضطره لإلغاء الهدنة مع روسيا. ثم أطيح به من السلطة، في حين أن زعيم الفاشية المجرية فرنك سالاسي (بالمجرية: Ferenc Szálasi) شكل حكومة جديدة بدعم ألماني. 29 أكتوبر، بدأ الجيش الأحمر الهجوم على بدوابست.

أكثر من 1,000,000 مقاتل أنقسموا إلى مجموعتين وقاموا بمناورات ثم أسرعوا إلى المدينة. الخطة كانت قطع بودابست عن باقي القوات الألمانية والمجرية. في 7 نوفمبر 1944، دخلت القوات السوفييتية الضاحية الشرقية لبودابست، التي تبعد 20 كيلو مترا عن المدينة القديمة. في 19 ديسمبر، بعد وقف ضروري للعملية، اعاد الجيش الأحمر هجومه من جديد. في 26 ديسمبر، الطريق الذي يربط بودابست بفيينا تم الاستيلاء عليه على يد القوات السوفييتية. وبذلك طوقت المدينة. ونتيجة للحصار السوفييتي، 33,000 جندي ألماني و37,000 جندي مجري، بالإضافة إلى 800,000 مواطن، أصبحوا محجوزين في بودابست.

ورفض قرار الانسحاب، القائد الألماني أدولف هتلر أعلن بأن بودابست مدينة حصنية، ويجب الدفاع عنها حتى سقوط آخر جندي.وأصبح كارل ويلدنبرتش هو المسؤول عن الدفاعات في المدينة. كانت بودابست هدف أساسي جوزيف ستالين، في اتفاقية يالطة أراد ستالين إظهار قوته أمام تشرشل ووروزفلت.

ولذلك، أمر الجنرال روديون مالينوفسكي بالسيطرة على المدينة بأسرع وقت. في 29 ديسمبر 1944، بعث مالينوفسكي مرتين شروط نقاش الاستسلام بشروط. المبعون لم يعودوا بعدها. واعتبر السوفييت هذا الفعل رفض للمفاوضات وقامت القوات بحصار المدينة. الهجوم السوفييتي بدأ في الضواحي الشرقية للعاصمة، والدخول من خلال بست، شكل نقطة التحول في تسريع العملية. قامت قوات الدفاع من الالمان والمجر، بإبطاء الاندفاع السوفييتي وتحويله إلى زحف، فقامت بالانسحاب وقللت خطوطها عسى أن تجد الأسبقية في البيئة الجبلية لبودا. وفي يناير 1945، أطلق الألمان هجوماً مكوناً من ثلاثة أجزاء وعرف هذا الهجوم باسم عملية كونراد.

عملية كونراد كانت جهد ألماني-مجري لتخفيف الحصار عن بودابست. وانطلقت العملية (كونراد 1) في 1 يناير، حيث هاجم الفيلق الألماني اس اس بانزر الرابع منطلقا من مدينة تاتا خلال منطقة كثيفة التلال شمال بودابست في جهد لكسر الحصار السوفيتي وبالتزامن مع هذا الهجوم قامت قوات الـ Waffen-SS بضرب غرب بودابست في محاولة لكسب فائدة تكتيكية.

في 3 يناير أرسل الأمر السوفيتي أربعة تقسيمات اضافية لملاقاة التهديد.أدى هذا الفعل السوفيتي إلى توقف الهجوم بالقرب من Bicske. في 12 يناير أُجبرت القوات الألمانية على الانسحاب. في 7 يناير اطلق الألمان عملية كونراد 2. هاجم فيلق ال اس اس بانزر الرابع من Esztergom باتجاه مطار بودابست حاول الالمان الاستيلاء على المطار لتحسين التجهيز الجوي للمدينة.

تعثر هذا الهجوم بالقرب من المطار. في 17 يناير انطلق الجزء الأخير من عملية كونراد - عملية كونراد3. هاجم فيلق ال اس اس بانزر الرابع وفيلق البانزر الثالث من جنوب بودابست وحاول تطويق عشرة تشكيلات سوفيتية. محاولة التطويق بائت بالفشل. من جهة أخرى حرب المدن في بودابست ازدادت حدتها. وأصبحت التجهيزات عاملا حاسما بسبب خسارة مطار Ferihegy قبيل بدء الحصار في 27 ديسمبر 1944 وحتى 9 يناير 1945.

كانت القوات الألمانية قادرة على استخدام بعض الشوارع الرئيسية وكذلك موقف خاص ملاصق لقلعة بودا باعتبارها مناطق لهبوط الطائرات والطائرات الشراعية على الرغم من انها كانت تحت نيران المدفعية السوفيتية المستمر.قبل أن يتجمد نهر الدانوب بعض الإمدادات تمكنت من العبور تحت غطاء الظلام والضباب. بنهاية الحرب فقدت المجر ما يقارب من 300,000 جندي فيما بلغت أعداد الضحايا من المدنيين حوالي 80,000 قتيل، تعرضت العديد من المدن المجرية للتدمير لاسيما العاصمة بودابست.

الثورة المجرية

وجدت ثورة معادية للسوفيت في المجر، عرفت باسم الثورة المجرية أو الانتفاضة المجرية دامت من 23 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 1956. هيأت التغيرات السياسية بعد الستالينية في الإتحاد السوفيتي، والحركات القومية للأحزاب الاشتراكية في أوروبا الشرقية، والاضطراب الاجتماعي بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة لعامة المجريين الظروف لظهور انتفاضة شعبية في أكتوبر/تشرين الأول عام 1956. في عام 1945، أثناء الحرب العالمية الثانية، قدم الروس لتحرير المجر من النازيين، ولكن عندما سيطر الشيوعيون في عام 1949، أصبح التحرير هيمنة، وأصبحت الحكومة المجرية بالكامل تحت السيطرة السوفيتية. توفي الدكتاتوري السوفيتي جوزيف ستالين قبل ثلاثة سنوات من ذلك؛ وفي مارس/آذار 1956، كان نيكيتا خروتشوف ضد ستالين في كونجرس الحزب العشرين. بقيادة الطلاب والعمّال، بدأت الثورة المجرية التلقائية. شعر السوفييت بأنهم قد يفقدون السيطرة في المجر، لذا أرسلوا إليها دباباتهم وقواتهم. قاوم مقاتلو التحرير المجريين بشدة، ولكنهم انهزموا مع حلول 4 نوفمبر. في عام 1989 مع سقوط حائط برلين، انهار الاتحاد السوفيتي أخيراً.

كانت الثورة المجرية من أول الأخطار الصريحة للنظام السوفيتي. حينما ذهبت القوات السوفيتية إلى بودابست في 24 أكتوبر، حمل المجريون السلاح للدفاع عن النفس. رد إيمري ناج على النداءات المطالبة بإلقاء الأسلحة واستسلم بوعد من العفو. لكن الجماهير المجرية رفضت الثقة بناج. تظاهروا بأنهم لا يثقون بأحد سوى أنفسهم. في 25 أكتوبر بدأ العمال بإضراب عام.

خلال عدة أيام، تحشد كامل البلاد ضد البيروقراطية الحاكمة والقوات السوفيتية. بدأ العمال المجريون بتنظيم أنفسهم للمحافظة على النظام ولتوزيع المأكل والملبس. المجالس، وهي أجزاء من قوى العمال، كانت مشابهة لتلك التي بنيت من قبل العمال الروس في عام 1917. وقد أبدوا إصرارهم لانهاء الانتهاكات البيروقراطية، والامتيازات، وسوء الإدارة. تبنى الدستور مجلس عمال بودابست الأعظم في 31 أكتوبر 1956، وهو يصور عمق هذا الكفاح لديمقراطية العمال. يذكر الدستور بأن "المصانع تعود للعمال".

مهام مجلس العمال، كما اشترط الدستور، تضمنت التالي: "موافقة وتصديق كل المشاريع التي تتعلق بالاستثمار؛ وإقرار مستويات الأجر الأساسية والطرق التي تقام بها؛ وإقرار كل الأمور التي تتعلق بالعقود والائتمان الأجنبي؛ وتوظيف وإقالة العمال المستخدمين في المشروع؛ وفحص الميزانيات وإقرار استعمال الأرباح". بخلاف مقولات الحركة الستالينية الدولية حول الثورة المجرية 1956، العمال المجريون لم يطلبوا إعادة الرأسماليين وعلاقات الملكية الرأسمالية. من بين آلاف القرارات التي تبنتها مجالس العمال، لا يوجد قرار يدعو إلى تجريد الجنسية للمصانع والمزارع. العمال المجريون رفضوا الستالينية وجميع الرموز البيروقراطية المشابهة.

لكنهم لم يرفضوا جوهر البرنامج الاشتراكي: الرقابة السياسية والاقتصادية للطبقة العاملة تبدى خلال منظمتهم الرسمية الخاصة. منذ البداية حاول ناج خدمة البيروقراطية السوفيتية والعمال. ولكن انتهى به الأمر بعدم الرضاء من قبل الطرفين. نداءاته المتواصلة إلى العمال لنزع أسلحتهم لم تحظ بأي رد. ولكن وضع القوة الثنائية التي ظهرت في البلاد لم تسمح بأية من التسويات.

عندما أعلن ناج تحت الضغط الجماهير في 1 نوفمبر انحلال الحزب الستاليني الحاكم وحياد المجر من حلف وارسو، كان ذلك كثيراً على البيروقراطية السوفيتية. في 4 نوفمبر، بدأ الهجوم الثاني على بودابست. ولكن هذا الوقت، سحبت البيروقراطية السوفيتية قواتها المستعملة في الهجوم الأول لأنهم أصبحوا "مصابين بروح التمرد" ولذا كانوا "عديمي الثقة". عوضاً عن ذلك، جلبت قوات سوفيتية جديدة للمواجهة النهائية. حينما اقتربت الدبابات السوفيتية، استقالت معظم حكومة ناج. لجأ ناج ومؤيدوه إلى السفارة اليوغوسلافية. ترك ناج السفارة اليوغوسلافية بعدما أعطى تأمينات للعبور الآمن، ولكنه اعتقل من قبل الشرطة السرية أعدم بعد سنتين بتهمة الخيانة العظمى.

لعدة أسابيع، قاوم العمال المجريون أسلحة القوات السوفيتية. نظمت مجالس العمال المقاومة وقامت بهجوم ناجح في 11 ديسمبر، ولكن قوة الدبابات السوفيتية والشرطة السرية اكتسحتا العمال المجريين في النهاية.

المجر الشيوعية

بعد سقوط ألمانيا النازية، احتلت القوات السوفيتية كل الأراضي المجرية. حتى تحولت المجر تدريجيا إلى ولاية شيوعية في الإتحاد السوفيتي. بعد عام 1948، أنشأ الزعيم الشيوعي ماتياس راكوزي (بالمجرية: Mátyás Rákosi) حكماً ستالينياً في البلاد، واضطر لإنشاء اقتصاد مخطط. وأدى هذا إلى حدوث الثورة المجرية عام 1956. انسحبت المجر من حلف وارسو. لكن الإتحاد السوفيتي أكثر من 150,000 جندي و2500 دبابة.. ما يقرب من ربع مليون شخص غادروا البلاد خلال فترة وجيزة في الوقت الذي فتحت فيه الحدود سنة 1956. أصبح يانوش كادار زعيم الحزب الشيوعي. في عام 1991 انتهى الوجود العسكري السوفيتي في المجر وبدأ التحول إلى اقتصاد السوق.

التقسيمات الإدارية

تقسم المجر إلى سبع مناطق منذ 1966. ولكن إداريا تقسم المجر إلى 19 مقاطعة وإضافة إلى ذلك العاصمة المجرية بودابست. تقسم المقاطعات الـ19 إلى 173 مقاطعة تحتية وبودابست تملك مقاطعتها التحتية الخاصة.

المناطق السبع

  • غربي ترانسدانوبيا
  • جنوبي ترانسدانوبيا
  • مركز ترانسدانوبيا
  • مركز المجر (تتضمن العاصمة بودابست)
  • شمال السهل العظيم
  • جنوب السهل العظيم

المقاطعات الـ19

  • باكس-كسكن
  • برانيا
  • بيكيس
  • بورسد-أباوج-زمبلن
  • كسونغراد
  • فيجير
  • غيور-موسون-سبرون
  • هاجدو-بيهار
  • هيفيز
  • جاس-ناغيكن-زلنوك
  • كوماروم-إزترغون
  • نوغراد
  • بيست
  • سوموغي
  • سابولكس-ساتمار-بيريغ
  • تلنا
  • فاس
  • فزبرم
  • زالا
  • بودابست (العاصمة، ليست من المقاطعات الـ19)

الجغرافيا

طبيعة المجر تتكون بشكل عام من سهول منبسطة إلى سهول منحدرة من حوض الكاربا، مع وجود هضاب وجبال منخفضة في الشمال على طول الحدود السلوفاكية. قمة كيكيس هي أعلى قمة جبلية، يبلغ ارتفاعها 1014 متر فوق سطح البحر. نهر الدانوب هو أهم أنهار المجر، الذي يقسم البلاد إلى جزئين غربي وشرقي. من الأنهار المهمة الأخرى: نهر تيزا ونهر درافا. يحتوي الجزء الغربي على بحيرة بالاتون. بحيرة هيفيز، الواقعة في المجر، هي أكبر بحيرة مياه معدنية في العالم. بحيرة تايس هي ثاني أكبر بحيرة في حوض الكاربا، كما تعتبر أيضا أكبر بحيرة صناعية في أوروبا.

المساحة

تبلغ مساحة المجر حوالي 93 ألف كم مربع. ليس للبلاد منفذ على البحر، حيث أنها تقع في وسط شرق أوروبا، محاطة بسبع دول. يبلغ طول الحدود مع كل منها كالآتي: النمسا (366 كم)، سلوفاكيا (515 كم)، أوكرانيا (103 كم)، رومانيا (443 كم)، صربيا (151 كم)، كرواتيا (329 كم)، سلوفينيا (102 كم).طبيعة المجر تتكون بشكل عام من سهول منبسطة إلى سهول منحدرة من حوض الكاربات، مع وجود هضاب وجبال منخفضة في الشمال على طول الحدود السلوفاكية. قمة كيكيس هي أعلى قمة جبلية، يبلغ ارتفاعها 1014 متر فوق سطح البحر.

أنهار

نهر الدانوب هو أهم أنهار المجر، الذي يقسم البلاد إلى جزئين غربي وشرقي. من الأنهار المهمة الأخرى: نهر تيزا ونهر درافا.

البحيرات

يحتوي الجزء الغربي على بحيرة بالاتون. بحيرة هيفيز، الواقعة في المجر، هي أكبر بحيرة مياه معدنية في العالم. بحيرة تايس هي ثاني أكبر بحيرة في حوض الكاربا، كما تعتبر أيضا أكبر بحيرة صناعية في أوروبا.

ديموغرافيا

السكان

الاعراق في المجر
(إحصاء 2001)
مجريون
  
94.4%
غجر
  
2.02%
ألمان
  
1.18%
سلوفاك
  
0.38%
الاعراق أخرى
  
2.02%
  • بلغ التعداد السكاني للمجر حوالي 9,905,596 نسمة سنة 2009. وبذلك تحل في المرتبة 83 بين دول العالم. الكثاقة السكانية في المجر تبلغ حوالي 107.7 كم2، مما يجعل المجر تحل في المرتبة 109 عالمياً الأعلى كثافة سكانية.
  • حوالي 15% من سكان المجر أعمارهم أصغر من 14 عاماً ويتوزعون على (ذكور: 763,553. إناث: 720,112)، وحوالي 69.3% من السكان أعمارهم بين 15-64 عاماً (ذكور: 3,384,961. إناث: 3,475,135). الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر تبلغ نسبتهم حوالي 15.8% يتوزعون على (ذكور: 566,067. إناث: 995,768)
  • يبلغ م المواليد 9.90 مولود لكل 1,000 نسمة، كمل يبلغ م الوفيات 12.94 حالة وفاة لكل 1,000 نسمة. كما أن م الخصوبة الكلي يبلغ حوالي 1.35.

المدن والمناطق الحضرية

الدين

الرومانية الكاثوليكية هي حتى الآن أكبر دين في البلاد على الرغم من أن الكنيسة الكاثوليكية لم تعد دين الدولة الرسمي. يعرف 51.9% من المجريين أنفسهم رومان كاثوليك. تتفاوت نسبة من يعتقدون بوجود الله، ومن لا يعتقدون به في المجر. وفقاً لأحدث استطلاع قام به يوروباروميتر 2005:

  • أجاب 44% من المواطنين المجريين بأنهم يؤمنون بوجود الله.
  • أجاب 31% أنهم يعتقدون أن هناك نوعاً من الروح أو قوة الحياة.
  • أجاب 19% أنهم لا يعتقدون أن هناك إله أو أي نوع من الروح أو قوة الحياة.

اللغة

اللغة الرسمية ولغة أكثر سكان المجر هي اللغة المجرية (Magyar Nyelv)، وتنتمي اللغة المجرية إلى مجموعة اللغات الأوغرية، وهذه المجموعة تنتمي إلى عائلة اللغات الأورالية. وتضم عائلة اللغات الأورالية اللغات الفنلندية والإستونية وهي لغات قريبة من اللغة المجرية.

يتحدث اللغة المجرية حوالي 14.5 مليون شخص كلغة أم، من ضمن هؤلاء حوالي 10 ملايين يعيشون في المجر. حوالي 2.5 مليون شخص منهم يعيش خارج حدود دولة المجر الحالية، ولكن في مناطق كانت تشكل جزءاً من مملكة المجر القديمة قبل معاهدة تريانون التي قلصت مساحة المجر.

وتعيش أكبر مجموعة منهم في اقليم ترانسيلفانيا في النصف الغربي من رومانيا. وتوجد في سلوفاكيا وصربيا وأوكرانيا مناطق ذات أغلبية تتحدث باللغة المجرية. كما تتواجد نسبة من الناطقين بالمجرية في كرواتيا والنمسا وسلوفينيا. وهناك حوالي مليون متحدث للمجرية ينتشرون ضمن الشتات المجري في العالم، ففي الولايات المتحدة يعيش حوالي 100,000 ناطق بالمجرية.

تعتبر المجرية لغة رسمية في المجر والإتحاد الأوروبي، وتصنفها سلوفاكيا وسلوفينيا وصربيا والنمسا كلغة إقليمية، كما يوجد اعتراف رسمي من رومانيا وأوكرانيا وكرواتيا باللغة كلغة أقلية. في العصور الوسطى المبكرة كانت تكتب المجرية بأبجدية خاصة بها وهي الأبجدية المجرية القديمة (بالمجرية: Magyar rovásírás)، بينما تكتب المجرية الحديثة بالأبجدية المجرية وهي أبجدية لاتينية تتميز ببعض الحروف، ولا تستعمل اللغة المجرية الحروف: Q، W، X، Y إلا في الكلمات الأجنبية وفي كتابة الأسماء، وإذا حذفت هذه الحروف من الأبجدية المجرية تكون المجرية تتكون من 40 حرف وهم:


A, Á, B, C, Cs, D, Dz, Dzs, E, É, F, G, Gy, H, I, Í, J, K, L, Ly, M, N, Ny, O, Ó, Ö, Ő, P, R, S, Sz, T, Ty, U, Ú, Ü, Ű, V, Z, Zs

لغات ولهجات أخرى

إضافة على اللغة المجرية التي يتحدثها 93.6% من سكان المجر كلغة أم، تتواجد أقليات تتكلم الألمانية تتركز في منطقة جبل ميتشسك وما حولها وتاريخياً كانت اللهجة السوابية منتشرة في المجر. والسلوفاكية المنتشرة في منطقة الجبال الشمالية المتوسطة وحول منطقة تشابي (بالمجرية: Békéscsaba). والصربية بصورة رئيسية في جنوب المجر وبالأخص في منطقة باتشكا (بالمجرية: Bačka) وما حولها. والسلوفينية حول الحدود مع سلوفينيا غرب المجر. والكرواتية بشكل أساسي في جنوب المجر. والرومانية بصورة رئيسية في منطقة جولا (بالمجرية: Gyula) في غرب المجر. كما تنتشر الرومنية بين أفراد الأقلية الغجرية التي تقطن المجر. هناك بعض اللغات الأجنبية المنتشرة في المجر بسبب التعليم، وتتفاوت نسبة إجادة المجريين لهذه اللغات حسب التالي:

اللغة النسبة ملاحظة
المجرية 99.8% هي اللغة الرسمية الوحيدة في المجر. وحوالي 93.6% منهم ناطقين بالمجرية كلغة أم، 6.2% يتحدثونها كلغة ثانية أو لغة أجنبية.
الألمانية 10.2% تصنف رسمياً كلغة أقلية، تاريخياً كانت الألمانية هي أكثر لغة شائعة بين المجريين كلغة ثانية
الإنجليزية 9.8% لغة أجنبية
لغة روسية 1.9% لغة أجنبية
الفرنسية 1.1% لغة أجنبية
الرومانية 0.9% لغة أقلية، وأكثرهم يقطنون منطقة ترانسيلفانيا
السلوفاكية 0.6% لغة أقلية

السياسة

النظام السياسي

هنغاريا هي جمهورية ذات نظام ديمقراطي. تم تحديث النظام السياسي بعد سقوط النظام الشيوعي في هنغاريا في آواخر الثمانينات. في 23 أكتوبر 1989 دخل الدستور الم حيز التنفيذ. أصبحت الحكومة بموجبه مسائلة أمام البرلمان وكلف رئيس الحكومة بإدارة السياسة التنفيذية للبلاد. ينتخب رئيس الدولة من البرلمان لمدة أقصاها خمس سنوات، الذي يتمتع بصلاحيات ومهام فخرية. يسمي رئيس الدولة رئيس الحكومة اعتمادا على نتائج الانتخابات النيابية، الذي يقوم بدوره باختيار طاقمه الوزاري.

البرلمان الهنغاري

يملك البرلمان الهنغاري أو المجلس الوطني (بالهنغارية: the Országgyűlés) حجرة واحدة، يشغل 386 سياسي مقاعده، يتم انتخابهم كل أربع سنوات في انتخابات نيابية عامة. المحكمة الدستورية، ذو ال 11 عضوا، لها القدرة على تغيير قوانين البرلمان حينما تراها مخالفة لبنود الدستور. منذ عام

  • 1990-1994 حزب MDF
  • 1994-1998 MSZP
  • 1998-2002 FIDESZ
  • 2002-2004 MSZP
  • 2004-2009 MSZP
  • 2010 FIDESZ

السياسة الخارجية

شكلت مطالبة هنغاريا بأراضيها السابقة من الدول المجاورة عبئاً ثقيلاً في علاقات البلاد الخارجية. هنغاريا هي عضو بالأمم المتحدة منذ عام 1955 وبالاتحاد الأوروبي منذ عام 2004. عضويتها بحلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1999 حلت محل عضويتها في حلف وارسو عام 1955، وشكلت رسمياً مدى التحول في العلاقات الخارجية.

القوات المسلحة المجرية

السياحة

تشكل هنغاريا مقصداً للسائح المميز الذي يبحث على ما انتجته الحضارات التي مرت عليها وتركت بصمات آثارها الفنية والهندسية والمعمارية في مختلف مدنها وبلداتها التي تزخر بالارث الثقافي والفني الحضاري، ومن يرغب بزيارتها عليه ان يبدأ من العاصمة بودابست، التي يزورها سنويا نحو 30 مليون سائح من الذين يعرفون قيمة الجمال والطبيعة والحياة الهادئة.. يتوسطها نهر طويل، وتعتبر أكبر مدن البلاد وهي المركز السياسي، والاقتصادي والصناعي ويستطيع السائح الوصول إليها بسهولة عبر وسائل المواصلات المختلفة بسبب موقعها في قلب أوروبا واشتراكها في الحدود مع سبع الدول، بالإضافة إلى مرور نهر الدانوب منها.. يقطن بودابست حوالي مليوني نسمة ما يشكل خمس سكان البلاد، وتنقسم المدينة إلى قسمين: بودا، وبست يفصلهما نهر الدانوب ويرتبطان بنحو تسعة جسور أقدمها وأهمها جسر "السلسلة" الذي يعطي المدينة سحرا خاصا.

التعليم في المجر

حتى وقت قريب، كان التعليم في المجر الإلزامي من سن 6 حتي 16. منذ سبتمبر 1998،ومدة التعليم الإلزامي هو 12 عاما. حضور رياض الأطفال فقط إلزامي من سن 5 : خلال العام الأخير في رياض الأطفال، يتم إعداد الأطفال للمدرسة. يتم توفير التعليم الأساسي في هنغاريا من قبل المدرسة (الابتدائي) العامة، خلال دورتين من 4 سنوات. حضور الأطفال العام (الابتدائي) المدرسة حتى سن 14، وبعد ذلك يجب عليهم أن يختاروا مدرسة أخرى. بعد التغيرات الاقتصادية والاجتماعية وفيما يتعلق تناقص عدد التلاميذ، في التسعينات تمت إعادة هيكلة نظام التعليم في المجر. نتيجة للتغيرات، بعض المدارس (الابتدائي) والمدارس الثانوية العامة وفرت فترات تعليم أطول أو أقصر من السابق. يتلقى الطلاب مجموعة واسعة من الفرص، مثل المدارس الثانوية العامة (الجمباز)تبدأ التعليم لفترات 6 أو 8 سنين إلى جانب الدورات التقليدية التي تستمر لأربع أعوام. جعلت هذه الأنواع الجديدة من المدارس من الممكن ان يختار الشخص مدرسة حتى لو كان بعمر 10 أو 12. وفضل في البداية هذين النوعين من المدارس. ومع ذلك، في نهاية التسعينات، كان مقتصرا على نشر لوائح جديدة. ونتيجة لذلك، لاتقدم هذه المدارس في الوقت الحاضر سوى جزء صغير من التعليم الثانوي.

الاقتصاد والبنية التحتية

اتبعت المجر منذ التغيير السياسي في نهاية الثمانينات، سياسة اقتصادية حرة تشابه مثيلاتها في دول غرب أوروبا. تثبت المجر يوما بعد يوما بأنها ستكون أحد الأسواق الواعدة ضمن الدول التي انضمت حديثا في عام 2004 للاتحاد الأوروبي. تملك المجر، مع التشيك وسلوفينيا، أحد أعلى مستويات المعيشة في شرق أوروبا. يساهم القطاع الخاص بحوالي 80% من الناتج القومي العام للبلاد. تذهب حوالي ثلث الاستثمارات الأجنبية الاجمالية لمنطقة وسط أوروبا للمجر وحدها. بلغت الاستثمارات الأجنبية في البلاد ما نسبته 23 مليار دولار أمريكي منذ الانفتاح الاقتصادي عام 1989. تحاول الحكومة جاهدة خفض نسبة التضخم والبطالة وادخال إصلاحات اقتصادية وضريبية للبلاد، كما أبدت رغبتها في بدء تطبيق اليورو في عام 2010.

الزراعة

أهم المنتجات الزراعية هي القمح، والذرة، وعباد الشمس، والبطاطس، والشمندر السكري، والخنازير، والأبقار، والغنم، والدواجن، ومنجات الألبان. تصدر المجر الآلات والمعدات والمنتجات الزراعية والغذائية، كما تستورد بشكل رئيسي الآلات والوقود والمواد المعدنية الخام والمنتجات الغذائية. تشكل كل من ألمانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا والصين واليابان أهم الشركاء التجاريين للمجر.

المواصلات

المجر بصفتها عضوا جديدا في الاتحاد الأوروبي، تريد أن تقدم مستوى مرتفع من نظام النقل العام من أجل الجميع، حتى الذين يعيشون في قرية صغيرة أو مدينة كبيرة. ورثت المجر نظامها من الحقبة الشيوعية، عندما كان هناك سيارات خاصة أقل. لحسن الحظ بعد التغيير السياسي تم الحفاظ على هذه النظم لأسباب سياسية اجتماعية، وتم الإبقاء على الأسعار في مستوى منخفض. على سبيل المثال سعر التذكرة المحلي نحو ثلث معظم التعريفات الأوروبية. بيعت خلال العقد الأخير الكثير من السيارات الجديدة والمستعملة في هنغاريا أو المجر، وهذا زاد من العطف في الطرق الرئيسية والبلدات. الحفاظ على المشاكل المالية ونقص الاستثمارات هي التي تسبب تراجع مستوى الخدمة، ولكن الحكومات والسلطات المحلية تحافظ على الخدمات العامة الرئيسية والخطوط.

الطريق السريع

هناك خمس طرق سريعة رئيسية في البلاد هي: M1، M3، M5، M6، M7. كما يوجد طريق دائري حول بودابست هو M0. يبلغ مجموع طول شبكة الطرق السريعة 542 كم. هناك عدة طرق سريعة تحت البناء حاليا.

السكك الحديد

تتركز السكك الحديدية حول العاصمة وتديرها بشكل رئيسي شركة السكك الحديدية المجرية (Magyar Államvasutak).

المطارات

المطار الرئيسي للبلاد هو مطار فيريهغي بودابست (Budapest Ferihegy) الذي يقع جنوب بودابست، تتخذ منه شركة خطوط الطيران المجرية (Malév) مقرا لها.

الموانى

ليس للبلاد موانئ بحرية ولكن هناك عدة موانئ نهرية.

الثقافة

مكتبة كورفينيانا: كانت مكتبة كورفينيانا واحدة من أهم المكتبات الأورولبة في عصر النهضة، أسسها الملك المجري ماتياس كورفين (1490 - 1458). قام ماتياس كورفين والذي كان من الأمراء الأقوياء إبان تلك الفترة بجمع ما يناهز 1460 مؤلفا. عند وفاته بلغ عدد المخطوطات 3000 وما يقارب نحو 4000 إلى 5000 مؤلفا وخاصة منها الكلاسيكية اليونانية واللاتينية. مكتبة الكورفينيانا تعتبر أيضا ثاني أكبر مكتبة بعد مكتبة الفاتيكان حيث حازت على إعجاب العديد من معاصريها وساهمت في إغناء حضور العديد من الأمراء الأوروبيين أمثال لورينزو دي ميديشي العظيم. غير أنه وللأسف، فقد عمل الغزو العثماني على تدمير المكتبة وتشتيت الغالبية العظمة من مؤلفاتها لتحتفظ المجر بعد ذلك بنحو ما يقارب 650 مخطوطة قديمة فقط وموزعة بين المكتبات الوطنية كمكتبة تشيشنيا وبعض المكتبات الخارجية أيضا. و حاليا تعمل مكتبة تشيشينيا على إعادة دراسة ومعالجة المخطوطات بطريقة رقمية.

الادب

يعود سبب عدم انتشار الأعمال الأدبية المجرية لقلة انتشار اللغة المجرية خارج البلاد، التي يعتبرها البعض صعبة إلى حد ما وغير مرتبطة باللغات المحيطة بها. مع ذلك هناك أعمال أدبية واسعة أحد أهمها المسرحية هي تحبّني، التي كانت أَساس الفيلم لك بريد. الشاعر يانوس أراني (Arany) والكتاب ساندور ماراي (Márai) وإمري كيرتيس (Kertész) هم أشهر الأدباء المجر.

الموسيقى

تتكون الموسيقى المجرية بشكل رئيسي من الموسيقى الفولكلورية وموسيقى كلاسيكية رومانسية وباروك. من أشهر المؤلفين الموسيقيين هم فرانز ليست (Liszt) وبيلا بارتوك (Bartók) وزولتان كودالي (Kodály).

المطبخ

أشهر الأكلات المجرية هي الغولاش (goulash) وهي قطع لحم مع صلصة. الفلفل الرومي هو أحد خصائص المطبخ المجري الرئيسية. تحضر الصلصات عادة مع أطباق اللحم، أشهر هذه الصلصات هي صلصة بوركولت (pörkölt).

العلماء

من أشهر العلماء المجر: بول إيردوس (Erdös) وجون فون نويمان (von Neumann) وأويغين فيغنر (Wigner). كما يرجع الفضل للعلماء المجر في اختراع القنبلة الهيدروجينية ومكعب روبيك ولغة الكمبيوتر بيسك وهندسة الرياضيات الغير-الاقليدية.

السباحة

يعرف المجريون بولعهم برياضات الماء كالسباحة، بولو المياه والتجديف، العجيب في الأمر أن المجر غير مطلة على أية بحار ولكن بها العديد من البحيرات، وخاصة تلك منها المعدنية الحارة، التي يقصدها أيضا السياح الأوروبيين.

الرياضة

كان منتخب المجر لكرة القدم من المنتخبات القوية في منتصف القرن العشرين، وأحرز المركز الثاني في بطولات كأس العالم لمرتين عامي 1938 و1954.

هذا ويعتبر اللاعب الراحل بوشكاش هو أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ المجر خلال حقبة الأربعينات والخمسينات في القرن الماضي وهو العصر الذهبي للمجر ومن مشاهير اللاعبين أيضا هيديكوتي الذي درب نادي الأهلي المصري في حقبة التسعينات من القرن الماضي.

في عام 1961 احتل الرباع المجري "Veres Győző" المركز الأول في بطولة بودابست لرفع الأثقال بعد تحطيمة الرقم العالمي برفع 115 كيلوجرام عبر كتفة بنجاح...اسم التمرين بالإنجليزية "Overhead press" بذلك يكون أول من رفع 115 كيلوجرام عبر الكتف.


المراجع

mawdoo3.com

التصانيف

أوروبا الوسطى   دول أوروبا   الجغرافيا