طوبى للغرباء

روى الإمام أحمد وجماعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء."

علق على هذا الحديث الشيخ محمد الغزالي في كتابه: قذائف الحق ص258 قال:

"إن هذا الحديث وأشباهه يشير إلى الأزمات التي سوف يواجهها الحق في مسيرته الطويلة، فإن الباطل لن تلين قناته بسهولة، بل ربما وصل في جرأته على الإيمان أن يقتحم حدوده، ويهدد حقيقته، ويحاول الإجهاز عليه.

وعندما تنجلي الظلماء عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ويقاومون الضلال بجلد، ولا يستوحشون من جو الفتنة الذي يعيشون فيه، ولا يتخاذلون للغربة الروحية الفكرية والتي يعانونها، ولا يزالون يؤدون ما عليهم لله، حتى تنقشع الغمة، ويخرج الإسلام من محنته مكتمل الصفحة بل لعله يستأنف زحفه الطهور، فيضم إلى أرضه أرضاً وإلى رجاله رجالاً.

وذلك ما وقع خلال أعصر مضت، وذلك ما سيقع خلال أعصار تجيء، وهذا ما ينطق به حديث الغربة الآنف، فقد جاء في بعض رواياته:

"طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي".

فليست الغربة موقفاً سلبياً عاجزاً، إنما جهاد قائم دائم، حتى تتغير الظروف الرديئة، ويلقى الدين حظوظاً أفضل.

وليس الغرباء هم التافهون من مسلمي زماننا، بل هم الرجال الذين رفضوا الهزائم النازلة، وتوكلوا على الله في مدافعتها حتى تلاشت.

        


المراجع

odabasham.net

التصانيف

قصص  أدب  مجتمع   الآداب   قصة