وردت أحاديث كثيرة في فضل التمر والرطب ومن بين هذه الأحاديث الشريفة مجموعة من الأحاديث تفيد أن من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سحر ولا سم.فعن عَامِر بْن سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرُّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ . رواه البخاري ، وأخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ ( أول النهار ) . "والعالية: القرى التي في الجهة العالية من المدينة وهي جهة نجد"وعند الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .

وعن فليح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنَّ سَعْدًا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ قَالَ فُلَيْحٌ وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ وَإِنْ أَكَلَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ يَا عَامِرُ انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عَامِرٌ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى سَعْدٍ وَمَا كَذَبَ سَعْدٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رواه أحمد في مسنده . وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ عَلَى رِيقِ النَّفْسِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ سِحرٍ أَوْ سُمٍّ رواه أحمد.وروى أبو نعيم وأبو داود، و الحاكم، و الإمام الترمذي، والإمام الذهبي: "من تصبح بسبع ثمرات عجوة لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر" .اختلف الشراح بالمراد من هذا الحديث، هل المقصود تمر المدينة وحدها ولا سيما تمر العالية كما في بعض الروايات؟ وهل يكون العلاج في النهار لا في الليل؟ وهل المقصود العجوة لا غيرها من أنواع التمور وهل العلاج مقيد بالزمان والمكان أم هو مطلق؟ وهل الحديث الشريف خاص لأهل المدينة أم هو بركة دعوة الرسول لأهل المدينة في زمنه ؟وغير ذلكجاء في فتح الباري ج10/ص238 قوله باب الدواء بالعجوة للسحر العجوة ضرب من أجود تمر المدينة وألينه وقال الداودي هو من وسط التمر وقال ابن الأثير العجوة ضرب من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد وهو مما غرسه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بالمدينة .

وعن عائشة بلفظ في عجوة العالية شفاء في أول البكرة ووقع لمسلم أيضا من طريق أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن عامر بن سعد بلفظ من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح وأراد لابتي المدينة وأن لم يجر لها ذكر للعلم بها قوله لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليلقال الخطابي كون العجوة تنفع من السم والسحر إنما هو ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتمر المدينة لا لخاصية في التمر.وقال ابن التين يحتمل أن يكون المراد نخلا خاصا بالمدينة لا يعرف الآن.وقال بعض شراح المصابيح نحوه وأن ذلك لخاصية فيه قال ويحتمل أن يكون ذلك خاصا بزمانه صلى الله عليه وسلموقال عياض تخصيصه ذلك بعجوة العالية وبما بين لابتي المدينة يرفع هذا الاشكال ويكون خصوصا لها كما وجد الشفاء لبعض الأدواء في الأدوية التي تكون في بعض تلك البلاد دون ذلك الجنس في غيره لتأثير يكون في ذلك من الأرض أو الهواء وقال النووي في الحديث تخصيص عجوة المدينة بما ذكر.وقال القرطبي ظاهر الأحاديث خصوصية عجوة المدينة بدفع السم وإبطال السحر والمطلق منها محمول على المقيد وهو من باب الخواص التي لا تدرك بقياس ظني ومن أئمتنا من تكلف لذلك فقال أن السموم إنما تقتل لإفراط برودتها فإذا داوم على التصبح بالعجوة تحكمت فيه الحرارة وأعانتها الحرارة الغريزية فقاوم ذلك برودة السم ما لم يستحكم قال وهذا يلزم منه رفع خصوصية عجوة المدينة بل خصوصية العجوة مطلقا بل خصوصية التمر فإن من الأدوية الحارة ما هو أولى بذلك من التمر والأولى أن ذلك خاص بعجوة المدينة ثم هل هو خاص بزمان نطقه أو في كل زمان هذا محتمل ويرفع هذا الاحتمال التجربة المتكررة فمن جرب ذلك فصح معه عرف أنه مستمر وإلا فهو مخصوص بذلك الزمان.

وقال ابن القيم عجوة المدينة من أنفع تمر الحجاز وهو صنف كريم ملزز متين الجسم والقوة وهو من ألين التمر وألذه قال والتمر في الأصل من أكثر الثمار تغذية لما فيه من الجوهر الحار الرطب وأكله على الريق يقتل الديدان لما فيه من القوة الترياقية فإذا أديم أكله على الريق جفف مادة الدود وأضعفه أو قتله انتهى وفي كلامه إشارة إلى أن المراد نوع خاص من السم وهو ما ينشأ عن الديدان التي في البطن لا كل السموم لكن سياق الخبر يقتضي التعميم لأنه نكرة في سياق النفي وعلى تقديم التسليم في السم فماذا يصنع في السحر..." هذا مما جاد به ابن حجر في شرح هذا الحديثوجاء في شرح سنن ابن ماجه ج1/ص176"عجوة العجوة نوع من التمر يضرب الى السواد فيه من يصبح بسبعة تمرات عجوة لم يضره سحر ولا سم وهو من أجود تمر المدينة ودفع السحر والسم من خاصية ذلك النوع أو من دعائه صلى الله عليه وسلم بالبركة"وفي فيض القدير ج4/ص457"في عجوة العالية شفاء من كل سحر أو سم لخاصية فيه أو لدعاء النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم له أو لغير ذلك وهل تناوله أول الليل كتناوله أول النهار حتى يندفع عنه ضرر السحر والسم إلى الصباح احتمالان وظاهر الإطلاق المواظبة على ذلك" .قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز "يرحمه الله": ويرجى أن يعم ذلك جميع أنواع التمر فإن المعنى موجود فيه العلاج.هكذا اختلف الشراح في هذا الحديث حتى وقت قريب ففي إحدى المناظرات التلفازية استضاف أحمد منصور في قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود بتاريخ 04/12/2002 م الدكتور عبد الباسط محمد سيد خبير التغذية ومؤلف كتاب التغذية في الإسلام،وأدلى بدلوه في هذا الحديث الشريف ومما قاله :تم على السم تجارب علمية، فوجدوا أن الكبد يقوم بعملية مضادة للسموم،حتى يبطل مفعوله وعندما تدخل إلى الجسم سموم يرتفع الإنزيم ، ولذلك عندما يتم فحص نسبة الأنزيم في الجسم تجده مرتفعا، وعندما يتناول الإنسان سبع تمرات عجوة لمدة شهر يومياً نجد أن هذا الإنزيم ابتدأ بالهبوط و يدخل في الوضع الطبيعي ، ومن الغريب لو تتبعنا الحالة لمدة سنة نجد الإنزيم لا يرتفع يعني أصبح هنالك وقاية و شفاء ولذلك لما أكل رسول -الله صلى الله عليه وسلم من شاة خيبر التي كانت كتفها مسمومة ، كان النبي متصبح بسبع تمرات عجوة فلم يصبه في هذا الوقت سم ، وإنما السم وجد في الدهون تحت الجلد، ولذلك احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من مكان تخزين هذا الدهن تحت الجلد ، كذلك فالعجوة تقي من السم العالي، وهنالك جمعية بريطانية قائمة على ظاهرة (التليباثي) التي تعتمد على الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو التي يسمونها التخاطر عن بعد، وهي جمعية نشطة في الأبحاث العلمية؛ بحثت في هذا الحديث بحثا مستفيضا، وبجانب الدراسات التي تمت في جامعة الملك عبد العزيز وفي جامعات القاهرة وكانت نتائج الدراسات أنه لا تعارض بين هذا الحديث وبين نتائج التجارب العلمية.

فمن خلال تجارب الجمعية على البشر وجدوا أن الذين يتعرضون للتسمم كالعاملين مع مادة الرصاص في صناعة البطاريات والطباعة والمعادن الثقيلة, يعانون من مشكلة الكادميام و التي هي عبارة عن إحدى العناصر الثقيلة السامة التي تؤدي إلى الفشل الكلوي، وتؤدي إلى مشكلات كبيرة جداً ، فلو تناولوا سبع تمرات عجوة ستكون detoxication أو مضادات السموم في الكبد سليمة، و هنالك حوالي 120 بحثا منشورة حول ذلك ، ومن الباحثين في الجمعية المذكورة باحث يهودي اسمه (جولدمان) نشر بحثا عن فوائد التمر ،وذكر أن تناول سبع تمرات عجوة للعاملين في مجال المعادن الثقيلة تكوِّن لديهم Claition يعني أنَّ المعادن الثقيلة عندما تدخل الجسم تتكون لها مركبات مخلبية، تدخل تحت الجلد ، بالإضافة إن جزء يذيبه وينزله في البراز، وجزء يذيبه وينزله في البول هذه عملية تسمى detoxication أو عملية مضادات السموم التي تتم من تمر العجوة، ولذلك يقول رسول -الله صلى الله عليه وسلم- ، فيما رواه الترمذي : "العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم" .أما فيما يتعلق بالسحر:فقد قام أصحاب ظاهرة التليباثي بعدة أبحاث علمية عن موضوع السحر والتمر و أبحاثهم منشورة في المجلة الدورية التي اسمها "تليباثي" ، فقاموا بفحص خط الطيف الذي ينتج عن هضم تمر العجوة فوجدوا أنه يُعطي خط طيفٍ لونه أزرق قالوا إن اللون الأزرق يستمر لمدة 12 ساعة وهو لا يرى، وقالوا إن العين هي التي تُسحر ، فالسحر ليس هو تغيرٌ في طبيعة الأشياء إنما هو تخيل و سحر للعين ، لذلك قال تعالى في القرآن الكريم وقال (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوَهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) وقالوا على سيدنا موسى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ...).فوجدوا أن العين هي التي تُسحر والقدرة السحرية يبطلها أو تمتص كل الألوان ماعدا اللون الأزرق ، فالتصبح بسبع تمرات كل يوم ينتج عنها خط طيف لونه أزرق يقي الإنسان الحسد، ويقيه من السحر.وهكذا يبدو لنا أن العجوة دواء للسم والسحر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تم اكتشافه علميا بعد أكثر من ألف وأربعمئة سنة. 


المراجع

odabasham.net

التصانيف

الآداب  قصص  أدب  مجتمع