حياتنا مليئة بالمتاعب و الآلام  .. لا  تخلو من المحن و الأزمات  .. محفوفة بالبلايا و المصائب .. نلاقي فيها من الآلام و الشدائد  ما نلاقى .. نتعرض للثنائيات المتضادة كالأمل و اليأس , الخير و الشر ، الضياء و الظلام ، السرور و الحزن، الأنس و  الوحشة ، الميلاد والموت ، العسر و اليسر، النور و الظلمة .. وقليل من ينظر إلى النصف الممتلىء لا الفارغ ..  الذكي هو الذي يحول الخسائر إلى أرباح .. وأما الجاهل فهو الذي يجعل المصيبة مصيبتين والحفرة بحراً يغرق فيه .. فمن شأن الحياة أنها ليست على لون واحد .. فالجو يصفو ويغيم .. والصحة تقوى وتضعف .. والأيام تقبل وتدبر .. المهم ألا نتعثرتوقع الخير  ·   التفاؤل هو توقع الخير .. وهو الكلمة الطيبة  التي تجري على لسان الإنسان .. والكلمة هي الحياة  .. فالتفاؤل هو الحياة  .. قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) رواه الترمذي .. وصدق القائل : ما تقولُه تكونه وما تريد أن تكونَه فعليك أن تقوله على لسانك.. فالذين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة ناجحة سعيدة  عليهم أن يُجْرُوا هذا على ألسنتهم حتى تكون عادةً لفظية لهم  .. فلا تسأم آخى من ترديد : أنا مُوفَّق أنا سعيد .. تجد أثر ذلك عليك وعلى حياتككان يحب الفأل الحسن·   روى مسلم أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " لا طيرة ، و خيرها الفأل"  .. قيل : يا رسول الله  و ما الفأل؟.. قال : " الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم "·   و لأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " أحسنها الفأل ، و لا ترد مسلما ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل :" اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، و لا يدفع السيئات إلا أنت"·   وكان - صلى الله عليه وسلم -  يتفاءل باللغة وألفاظها الجميلة .. فقد جاء إلى المدينة وهم يسمونها يثرب وهو اسم لا يخلو من إيحاءات سلبية .. فسماها  - صلى الله عليه وسلم - "طيبة" من الطيب والخير .. وفي صحيح مسلم أنه سأل عن فتاة: ما اسمها ؟  .. قالوا: عاصية  .. فقال - صلى الله عليه وسلم - : لا هي جميلة .. وحين سأل رجلاً عن اسمه ؛ فقال: حزن. قال: بل أنت سهل .. كما في صحيح البخاري ..هيا نتعلم التفاؤلفالتفاؤل يشحذ قدرات الإنسان و يزيد من قوته و مقدرته على تحقيق أهداف حياته .. و بما أن التفاؤل سلوك مكتسب و ليس فطريا . فإنه بإمكاننا  أن ننضم لحزب المتفائلين و ذلك من خلال الخطوات التالية :·  تعود أن ترى الجانب المشرق دائما في أي شيء .· حاول أن تستعيد ثقتك في نفسك بتحديد أهداف على المدى القصير و الأخرى طويلة الأمد .. و كلما تحقق هدفا ترى الجانب المشرق للحياة·  ابتعد عن المبالغة و تجسيم المشاكل .·  قسم مشاكلك و تعامل مع كل منها على حدة  .·  تخلص من إحساسك بالذنب و المسؤولية عن كل ما تواجهه من مشاكل ..·  انظر للحياة من منطلق أن نسبة النجاح و الفشل فيها متساوية .·  تعلم كيف تسيطر على حياتك بحيث تصبح كل خيوطها بين يديك .·  تذكر أن العقبات التي تواجهها لن تستمر للأبد .·  أخيرا تعلم أن تحب نفسك و أن تحب الحياة و تذكر دائما أن الحياة هبة منحها الله لنا لنعيشها و نأخذ منها و نثريها .جنة التفاؤل· أكثر الناس إنتاجاً ونجاحاً دون غيرهم .· يرفع المعنويات ويمحو الانهزامية والانكسار  .·       يدفع العبد  إلى الرجوع والتوبة عن المعصية  مهما بعد ومها سقط .. حين يعلم أن الله يغفر الذنوب وهو أهل التقوى وأهل المغفرة ..· المتفائل مطمأناً على رزقه  دون قلق· كن متفائلاً تحيى حياةً سويةً ملؤها الصحة والنشاط  .· أهدأ الناس نفسًا وأعصابًا وأكثر ثباتًا عند الحوادث والنوازل· أقرب  الناس للسعادة والصحة .· أبعد الناس عن التشاؤم .الأطباء يتكلمون            ·   توصل فريق من علماء النفس الأمريكيين إلى أن الأشخاص المنشرحي البال المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم  يعيشون لمدة أطول من أقرانهم الذين يستبد القلق بهم.·   وجاء في بحث أنجزه الفريق التابع لجامعة ييل في ولاية كونيكتيكات : أن الأشخاص الذين يتملكهم الخوف من الشيخوخة تظهر عليهم أعراض التقدم في السن بسرعة اكبر ..·    وتبين للباحثين أن من لا يخيفهم تقدم قطار الحياة يعيشون في المتوسط سبع سنين ونصفا أكثر من أولئك الذين يقضون وقتهم حسرة على ما مضى من أيامهم.·   كما أعرب الفريق الذي تقوده الدكتورة ريبيكا ليفي : عن اعتقادهم بأن التعامل السلبي مع عملية الشيخوخة يكون له تأثير مباشر على التشبث بالحياة .               http://www.grenc.com/a/Melkalay/index.cfm                 

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

قصص  أدب  مجتمع