الأسرة في رمضان لديها مشكلات كثيرة منها تغيير مواعيد العمل ومواعيد اصطحاب واستلام الأبناء من تدريباتهم ومواعيد الاستيقاظ والنوم، كل شيء في رمضان مختلف، ولكن ثقي أن الأسرة لو أنفقت بعض الوقت في بداية رمضان في وضع نظام وقواعد لكل شيء في البيت وفي حياة الأولاد، وقام أفراد الأسرة بإعداد بعض التجهيزات والترتيبات في بداية الشهر الكريم، فإن جميع أفراد الأسرة سيحسن الاستفادة منه، لأن المشكلة الأساسية التي تواجهنا في شهر رمضان هي ضيق الوقت. تعالي معنا في بداية رمضان نحاول تنظيم بيوتنا: أولاً: مع أولادك - لتكن للأم والأب جلسة مع الأولاد في بداية رمضان للحديث عن فضل الشهر الكريم وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فرصة لكل واحد أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله، ولا بد للأم والأب أن ينزل لمستواهم في التفكير، ويحدثاهم بما يفهمونه هم عن حب الله وطاعته. - ضعي معهم نظاماً لليوم وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلا صممي معهم جدولا للأعمال اليومية المطلوب أداؤها من مذاكرة وأداء واجبات ونظميها حسب المواعيد الجديدة في رمضان.
- لا بد للأم أن تحدد لأطفالها أوقاتا للعبادات التي تريد تعويدهم عليها وتجعل لها أوقاتاً محددة في الجدول مثل الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار والصلاة في المسجد وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة... وهكذا، وفي نهاية كل يوم نرى كل واحد منا كم أخذ من الثواب اليوم. - قولي لهم إنك أنت أيضاً تريدين الاستفادة من رمضان، لذلك مطلوب منهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب رمضان أنت أيضاً، وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها، وأهمها تنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم. - إذا كانوا صغاراً لا تنسي أن تشركيهم معك في العبادات ليعتادوا عليها مثل الصلاة معك والجلوس بجانبك عند قراءة القرآن. - إذا كانوا كباراً حاولي تعويدهم الصلاة في المسجد إن أمكن وكذلك صلاة التراويح حتى ولو أربع ركعات فقط. - أشركي والدهم معك في ذلك، واجعلي له مسؤوليات محددة مثل متابعة مذاكرتهم وقراءة القرآن معهم. - التلفزيون في رمضان من أكثر الأشياء التي تضيّع وقت الأولاد والأسرة كلها، لذلك مهم جداً تحديد واختيار برامج مناسبة لهم يتابعها الأطفال وفيما عدا ذلك يغلق التلفزيون، وارفعي في بيتك شعار «رمضان شهر العبادة». - نظمي لهم مواعيد نومهم حسب مواعيد مدارسهم وطاقتهم، سواء كان النوم قبل الإفطار أو النوم مبكراً للاستيقاظ للسحور وصلاة الفجر ولا تتركي الأمر عشوائياً. ثانياً: في بيتك - بالنسبة للأم يعتبر شهر رمضان وقت المطبخ لتجهيز الحلويات وطعام الإفطار ولكن للاستفادة القصوى منه حاولي تحديد وقت معين لإنجاز أعمال المطبخ، وذلك حتى لا تظلي طوال اليوم أسيرة مطبخك. - حاولي في بداية رمضان تجهيز مجموعة من الخضراوات منظفة ومجهزة، ومقسمة في أكياس في المجمد (الفريزر). - لا تقولي لا يوجد وقت لكل ذلك، فاليوم الذي ستقضينه في التحضير سيوفر لك الوقت والجهد طوال الشهر، وإذا كانت ثلاجتك صغيرة فجهزي كميات صغيرة وكرري ذلك كل أسبوع أو 10 أيام. - يمكنك تجهيز كل التمر الذي ستحتاجينه للإفطار خلال الشهر، بشقه وإخراج النوى وحفظه -إذا كان مغسولاً في أكياس في الثلاجة أو حفظه خارج الثلاجة إذا كان من دون غسل- فسيوفر لك كثيراً من الوقت يوميا. - أحضري كمية من المكسرات والزبيب وجوز الهند والسكر والقرفة مخلوطة جاهزة في برطمان لحشو الحلويات سريعا. - إذا كنت تعملين وليس عندك وقت فيمكنك الاستعانة بخادمة تأتي لك يوماً واحداً فقط تجهز لك كل هذه الأشياء، وتوفرين وقتك وجهدك باقي الشهر. - حاولي الاستفادة من وقت وجودك في المطبخ بالاستماع إلى أشرطة قرآن أو أدعية أو دروس دينية أو الإكثار من الذكر والدعاء. - احرصي أن يكون مطبخك قبل الإفطار نظيفاً ومرتباً حتى لا يكون لديك بعد الإفطار عمل كثير في المطبخ،
وتستطيعي النزول لصلاة التراويح أو الصلاة في البيت مع الأولاد. - حاولي الاستعانة بالأولاد في تنظيف وترتيب البيت، فلو تعاونتم جميعاً فسينتهي العمل سريعاً وسيعتاد الأولاد معاونتك وسيحافظون على ما نظفوه بأنفسهم. ثالثاً: مع أسرتك - تذكري أنك أنت تحتاجين إلى تنظيم وقت أسرتك للاستفادة من النفحة الروحية في رمضان، فلا تضيعي حق نفسك وحق أسرتك في الصلاة والقيام والقرآن والذكر والدعاء. - أعدي مع أطفالك جدولا بمواعيد البرامج التلفزيونية المفيدة التي ترغبين في مشاهدتها خلال شهر رمضان لتتمكني معهم من متابعتها. - حاولي مع أسرتك اقتصاد بعض الطعام للفقراء لتأخذوا أجر إفطار الصائم. - أكثري من الدعاء لأولادك وزوجك ونفسك وأسرتك. - أوجدي أوقاتاً لعبادة مشتركة تؤديها مع زوجك مثل قراءة القرآن أو الدعاء أو الصلاة معا أو القراءة في كتاب، ويمكن أن يشارككم الأولاد حتى تملأ البركة بيتك. * كيف يصبح المراهق صاحب قرار؟ يتخذ المرء الكثير من القرارات والاختيارات يومياً وهدف الأهل عادة هو إيصال أبنائهم إلى حياة مليئة بالنجاح والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة وتحمّل مسؤوليتها، في حين يتخوف بعض الأهل من القرارات التي يتخذها أبناؤهم لعدم ثقتهم بقدرة هؤلاء على التمييز بين الصحيح والخطأ، ولاعتقادهم بأنهم الوحيدون القادرون على تحديد مصلحة أولادهم. يشعر بعض المراهقين بالخوف وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب لأنهم لم يتعلموا كيفية تحمل المسؤولية في حياتهم ويشعرون بأنهم غير مؤهلين لاتخاذ القرارات الصحيحة، وإذا لم نعلّم المراهقين كيفية اتخاذ القرارات والتعامل مع انعكاساتها ونتائجها نرتكب بحقهم خطأ جسيماً ونسيء إليهم إساءة كبيرة لأن على الأهل إدراك أن أولادهم -عاجلاً أم آجلاً- سينفصلون عنهم ويعيشون بمفردهم. وتأهيل المراهق لاتخاذ القرارات المناسبة هو الحل الأمثل، لينمو في بيئة سليمة متمتعاً بالثقة لتحقيق النجاح،
لأنه إذا لم يثق المراهق بقدرته على اتخاذ القرارات المناسبة سيعاني طوال حياته من عدم القدرة على تحمل المشكلات أو حلها ومن الطبيعي أن يسعى المراهقون للوصول إلى قرارات خاصة ويرفضوا الخضوع لتدخل الأهل في حياتهم. وليستطيع ابنك المراهق الوصول إلى القرار السليم، يمكنك أن تساعديه عبر التأكيد على أن اتخاذ القرار ليس صعباً أو محاطاً بالضغوط إلا أنه يتطلب وقتاً حتى لا يقع في الخطأ ويمكنك مساعدته عبر تحديد بعض الخطوات التي يمكنه اتباعها، ومن خلال إجابته عن بعض الأسئلة التي تساعده على رسم الطريق الصحيح والسليم لاتخاذ القرار المناسب. تعريف المشكلة: ما القرار الذي يجب اتخاذه؟ علميه أن يضع تعريفاً موجزاً للقرار الذي يحتاج إليه. تحديد الوقت: لماذا يجب اتخاذ هذا القرار الآن؟ ما الذي يفرض عليه اتخاذ هذا القرار؟ التحقق من نتائج التأخير: ما الذي يحصل إذا تأخر بالوصول إلى قرار؟ وما عواقب هذا التأخير؟ تحديد النتائج المرجوة: ما الذي ينتظره من هذا القرار؟ وما النتائج المرجوة من جرَّاء اتخاذه؟ الخيارات: ما الخيارات التي يفكر بها؟ الحلول: على المراهق أن يضع أمامه جميع الخيارات المتوافرة لديه ويبدأ بالتفكير بأنسبها وإذا لم تكن الخيارات على قدر النتائج المتوخاة وشعر المراهق بأن أياً من هذه الخيارات غير صحيح وأنه لم يعد يرى خياراً آخر يمكنه الابتعاد عن المشكلة ومناقشتها مع شخص آخر أو الأخذ برأي ثانٍ لأنه من الممكن أن يستطيع الآخرون مساعدته. تحليل الخيارات: ما عواقب كل خيار؟ على المراهق تعريف كل خيار وتحديد انعكاساته؟
ما الذي سيزعجه باعتماد هذا الخيار وما الذي سيخسره؟ وما الذي سيشعر به إذا خسر هذا الشيء؟ تعريف النتائج: على المراهق إدراك نتائج خياره الذي سيتحول إلى قرار وهل هو بصدد تحمل مسؤولية هذا القرار؟ وعليه استبعاد الخيارات التي ستعرضه للخسارة أكثر من الربح. الاختيار: على المراهق اختيار ما يراه الأفضل له ولا بد له من الإدراك أنه لن يستطيع إطلاقاً الجزم بمدى صحة هذا القرار ولذلك يمكنه اتباع حدسه في هذا الموضوع. التأكيد على الخيار: لماذا يشعر بأن هذا هو الخيار الصحيح؟ ما الذي دفعه إلى هذا الشعور؟ ومن الطبيعي أن يكون جواب المراهق عن هذا السؤال أن هذا مجرد إحساس. مدى صحة الخيار: ماذا بعد اتخاذ القرار؟ معظم الناس يعتقدون أنه بمجرد اتخاذهم قراراً ما سيعيشون مع انعكاساته مدى الحياة ولكن الحقيقة أن هذا القرار أو ذاك ليس إلا خطوة في طريق الحياة لأن أي قرار يتخذ هو جسر عبور إلى مرحلة ثانية في الحياة وإذا اكتشف المراهق أن قراره غير صحيح ما عليه إلا التفكير بأنه حصل على معلومة تفيده لاتخاذ قرار مقبل في حياته وإذا شعر بأنه لا يمكنه العيش مع ما سينتج عنه فعليه ألا يأخذ به.
 

المراجع

alarab.qa

التصانيف

قصص  أدب  مجتمع   الآداب   قصة