طارق مدحت (1903م ـ 1945م) هو المرحوم طارق بن احمد مدحت بك، ولد في بلدة قيصرة بتركيا سنة 1903م وكان والده متصرفاً في البلاد التركية استقام فيها مدة ثلاث عشرة سنة، ينحدر الفقيد من أصلاب عريقة في المجد والاصالة، فجد العائلة المرحوم احمد مدحت بك كان وزيراً في عهد السلطان عبد الحميد ومن الاثرياء المعروفين في تركيا ولوشايات تعرض لها نقم عليه السلطان فأبعده وعينه قائمقاماً لقضاء دوما ثم رجع إلى قيصرة بعد الانقلاب وتوفي هناك وبعدها حضر الفقيد مع والدته إلى دمشق واستقام فيها.

أحواله العامة واوصافه

انتسب المترجم له لخدمة الدرك بتاريخ 16 كانون الأول 1937 ومكث في بيروت مدة أربع سنين بسائق الوظيفة تعرف خلالها على الفنانين وعاشرهم، ثم عاد إلى دمشق فكان برتبة عريف في الفرقة الموسيقية التابعة لسلاح الدرك وتوظف في القسم الموسيقي في دار الاذاعة السورية وكان استاذاً يعطي الدروس الخاصة للغواة في الفن.
كان رحمه الله بهي الطلعة دمث الاخلاق والمعشر وفياً لاصدقائه كريماً بالفطرة أبي النفس يعاشر الطبقات الراقية في المجتمع يشع من عينيه بريق النبل وطيب الارومة، قسا عليه الدهر فاختطف المنون ولده البكر ووحيده من الذكور (صبحي) وكان في الثامنة من عمره فأطارت لوعة الفاجعة قلبه وحف به الحزن المبرح وفاضت من مآقيه الدموع حتى غاضت المدامع فكان الفن الموسيقي آية العزاء والسلوان لقلبه الكليم.

فنه

كان ذكياً نجيباً فقد تولع بالفن وأكب على المطالعة والتبحر بفروعه وأصوله وتمرن بشكل جدي على الكمان والعود والكلارنيت والسيكسفون وآلات افرنجية اخرى فأحكم العزف عليها بمهارة فائقة وتعلم النوطة فألف مقطوعات رائعة، كثير الاختلاط بالفنانين وله صورة مع الفنان المصري محمد عبد الوهاب اثناء حضوره لدمشق واحتفاء الفنانين بتكريمه، وكم من ذكريات أثارت شجونه وعواطفه الكامنة وهو سابح الافكار تلعب انامله الساحرة على الاوتار فبكى وأشجى السامعين.

وفاته

وشاءت ارادة الله ان تعصف المنية بروحه الطاهرة، فقد اصيب الفقيد بشظايا القنابل وهو يدافع عن قلعة دمشق بشجاعة وبسالة نادرتين اثر حوادث العدوان الفرنسي الواقع في التاسع والعشرين من شهر مايس سنة 1945م فسجل بدمه شهادة الخلود ومنحته الحكومة وسام الاستشهاد وخصصت لأسرته راتب مواساة ودفن في مقبرة المهاجرين عند خزان الفيجة واعقب أربع بنات.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

الفنانون   شخصيات   الفنون   العلوم الاجتماعية