سعيد الترمانيني الحموي، هو الأستاذ سعيد بن المرحوم محمد بن محمد سعيد الترمانيني، وهذه الأسرة قديمة العهد بحماه واصلها من عائلة (الشققي) الحموية، وكان الجد الأعلى تقياً ورعاً فإذا حضر الناس إلى الصلاة في المسجد النوري الكبير وجدوه قبلهم فيقولون له (خلفت الترمانيني) يقصدون بذلك احد العلماء المشهورين بالصلاح والتقوى واسمه (الترمانيني) نسبة إلى قرية (ترمانين) فتكنّت بهذا الاسم.
درس المترجم في مدارس حماة الابتدائية والاعدادية، وفي خلال الحرب العالمية الأولى كان ضابطاً في الخدمة المقصورة في بعلبك، ثم حضر المعارك في جبهتي فلسطين وبئر السبع، وجرح بجانب فمه وأسر هناك وهو برتبة ملازم ثاني وقضى في مستشفى الأسر مدة ستة أشهر وهو يعالج جراحه مدة سنة ونصف في معتقل سيدي بشر في مصر حتى انتهت الحرب وعاد إلى بلده.

حياته الفنية

وكان أبيه مأموراً للأوقاف في حمص وهناك تلقى عن الفنان المرحوم محي الدين المكاوي بعض الدروس، وتمرّن على نفسه بالعزف على العود فبرع وأجاد، وتلقى وهو في معتقل الأسر بمصر على الفنان التركي باهر بك رئيس الفرقة الموسيقية في الأسر علم النوطة، والعزف على القانون والكمان بدرجة الالمام، وألف قطعة من وزن السماعي الثقيل من مقام الفرحفزا ومقطوعات صامتة نهبت وفقدت اثناء اشتراكه في ثورة عام 1925.

كفاحه الوطني

ولما عاد من الأسر وبدأت البلاد السورية كفاحها الوطني ضد الانتداب الفرنسي كان المترجم احد أعلام الوطنية المخلصين، قد اشترك في الثورة الكبرى التي شبت سنة 1925 وفي معارك حماة والغوطة ثم انسحب إلى جبل الدروز ومنها إلى الأزرق وأقام في عمان مدة خمسة أشهر، وأُنذر بالانسحاب من الأردن فاضطر للسفر إلى مصر ومكث فيها سنة وأربعة أشهر وعانى من الشدائد والتشريد ما يدل على متانة عقيدته الوطنية المثلى، ولما صدر العفو العام سنة 1928 عاد إلى بلده حماة.

 

أطواره

وهب الله المترجم له الأخلاق الفاضلة فهو من العناصر الكريمة النبيلة بماضيها وحاضرها، إذا وزنت الوطنية والاخلاص والمبادىء القويمة في البشر كان في الطليعة، وقد اضطر بسبب كفاحه الوطني وكثرة الملاحقات الجارية بحقه من قبل المستعمرين ان لا ينعم بحياة الاستقرار وأهمل مكرهاً هوايته الفن الموسيقي، ولو تفرغ لمواهبه لكان له شأن يذكر.

 

في خدمة الدولة

تقلب المترجم في وظائف كثيرة، فكان رئيساً للشعبة السياسية بحلب ومديراً لناحية السفيرة، ورئيساً لبلدية حماه مدة سنتين ونصف وتمّ في عهده مشاريع عمرانية بارزة ثم مديراً لناحية محردة أكثر الله من أمثاله.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

الفنانون   شخصيات   الفنون   العلوم الاجتماعية