رشيد عرفة هو المرحوم رشيد ابن ابراهيم عرفه الدمشقي، ولد بدمشق بحي القيمرية سنة 1250هـ 1831م وكان يسكن زقاق النقاشات، نشأ بكنف والده فأحسن تهذيبه وتلقى علوم عصره، وسمع الناس لاول مرة صوته الرخيم لما عين مؤذناً في جامع بني امية بدمشق، ثم أصبح بادئاً في النوبة المشهورة بنوبة الشيخ انيس، فكان الناس يزدحمون بالمناكب لاستماع صوته البديع الصافي، وكان رئيس الانشاد في المشهد السفرجلاني في جامع بني امية.
وفي سنة 1270هـ انتسب الى الطريقة المولوية في عهد شيخها المرحوم سعيد الأحمدي فكان رئيس والمنشدين في سائر الزوايا والتكايا الكثيرة بدمشق، ويضرب الايقاع على النقرزان بشكل بارع يحضر مع الفنانين المرحومين عمر الجراح ومحمود الكحال وعبد الله ابو حرب في حفلات الافراح، فطارت شهرته واستفاض ذكره في الاقطار العربية.

فنه

لقد اسعده الحظ فكان من تلامذة المرحوم احمد ابن خليل القباني ونهل من فنونه فأصبح بسحر صوته وفنونه محط انظار المجتمع، كان حافظاً للتراث القديم من الموشحات بنوع خاص ويعرف بعض الأوزان، اما رقص السماح فلا علم له بفنونه، مع انه كان بين اساطينه في ذلك العهد.

سفره إلى الآستانة

سافر المترجم الى استانبول ونزل عند احمد عزت باشا العابد واقام مع المرحوم عمر الجراح العازف المشهور مدة سنة وأنشد امام السلطان عبد الحميد بعض القصائد التي تناسب المقام فأحسن مثواه، ثم ذهب الى مصر وأقام فيها مدة أربع سنوات من أجل الفن.

أحواله وأوصافه

كان يهوى الفن والطرب الى حد بعيد يتهافت الناس لسماع صوته الباهر وفنه الرائع دون ان يتغلب عليه الزهو والغرور، فقد كان يعلم ان موهبة صوته لقمة يجب ان تكون مشاعاً بين البشر، وقد آثر ان يبقى عازباً دون ان تعكر صفو حياته تبعات العائلة والاولاد وعاش (85) سنة قضاها بالعز والتكريم فكان حسن الصوت ولم يفقد من عناصر صوته ونبراته الشجية ورخامته أية مزية الى ان وافاه الاجل المحتوم، وكانت هذه الناحية لها اعظم الاثر في حياته الطويلة التي قضاها بين الطرب والحفلات الرائعة بعز وصفاء مقرونين باعجاب الناس وتقديرهم لمواهبه. كان رحمه الله قصير القامة مدور الوجه حنطي اللون.

وفاته

وفي يوم السبت الواقع في 8 جمادى الاولى سنة 1907م انتقل الى رحمة ربه ودفن في مقبرة باب الصغير.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

الفنانون   شخصيات   الفنون   العلوم الاجتماعية