أراك
صاحبي في حيرة وارتياب...
أراك
صاحبي متواصل الأحزان..
أراك
صاحبي دائم الفكرة.. تخفي وراء نظراتك الكثير من الأفكار..
أراك
صاحبي لكنك لا تراني..
أراك
هزيلا نحيلا.. وأتساءل لم كل هذا..
وأتحايل بين وقت وآخر لأسترق نظرة من نظراتك أو كلمة من كلماتك..
أحاول
ولكن دون جدوى..
لكني
أعود فأقول..
هناك
سر كامن في الأعماق.. أعماقك لكنه لابد يظهر..
أنتظر
ظهوره ويطول الانتظار ولكن أيضا دون جدوى..
أصبر
نفسي وأحيانا أشغلها وألهيها لكنها تأبى إلا إدراك السر..
فمن
لهفي وشوقي أكاد أموت..
........................................................
وفجأة
نظر إلي.. نظر صاحبي في شفقة وحنان..
قال
مبتسما..
ما ذا
دهاك ألا ترى ما أرى.. ألا تحس ما أحس..
نظرت
إليه.. نظرت حولي.. تحيرت.. تمتمت بكلمات.. ثم استجمعت شجاعتي وقلت..
لا
أرى شيئا.. عم تتحدث..
فأجاب.. آسف إني أعيش في عالم آخر.. عالم كله سعادة كله راحة.. ثم تابع..
أحس
بلذة لا تدرك.. نعيم لا كالنعيم..
قاطعته قائلا.. ويحك.. أجننت!
فأجاب.. كلا والله لقد أدركت السر..
قلت..
أي سر؟
قال
في هدوء.. هناك عالم آخر فوق تلك السموات وأشار بيده إلى السماء..
ثم
تابع.. هناك مساحات شاسعة من الجمال.. هناك الجنان التي سمعت عنها..
هناك
قوم ينعمون .. يتلذذون.. يطيرون..
أراهم
على الأرائك ستسامرون.. أرى وجوههم النضرة..
أرى
الأنهار.. الطيور.. الأشجار.. القصور..
أتخيل
نفسي بينهم..
وأنظر
معهم إلى تلك الدنيا الصغيرة فأحتقرها أيما احتقار.. وأحتقر من يهتم بها وأقول..
أين العقول ألا يدركون ما أنا فيه.. ألا يدركون حقارتها..
إنها
الحقيقة.. إنه السر.. من لم يدركه فهو مغبون..
من لم
يدركه فهو محروم..
قلت..
صاحبي لقد أدركت الآن السر..
هنيئا
لك حياتك هنا وهناك..
فأجاب
وأنت..
قلت
وأنا سأحاول الوصول.. سأبذل قصارى جهدي.. حتى أحلق معك في سماء السعادة في الدنيا
والآخرة..
فأجاب.. نعم سأنتظرك.. سأنتظرك..