جميل الأدلبي (1878م ـ 1917م)
أصله ونشأته
هو المرحوم الشيخ جميل بن السيد محمد الأدلبي من عوائل دمشق القديمة المشهورة ولد بحي الميدان بدمشق عام 1878م ونشأ بكنف والده، ولما بلغ سن الرشد تلقى العلم عن الأستاذ الكبير الشيخ عارف المنير والعلامة الشيخ ابي الخير الميداني وتعلم القرآن الكريم غيباً مع احكامه وتجويده عن الشيخ محمد سليم الحلواني شيخ قراء دمشق فكان قارئاً مجيداً مشهوراً.
فنه
كان رحمه الله ذا صوت ندي شجي، تلقى علم الموسيقى عن المرحوم عبد الرزاق البيطار فبرع به وحفظ الكثير من الأدوار والموشحات من الأجواق المصرية التي كانت تؤم دمشق عهده كثير الاختلاط بالفنانين والشعراء والادباء.
رحلته إلى مصر
سافر المترجم له إلى مصر فتعرف على أشهر فنانيها فأعجبوا بصفاء صوته وشرع بتسجيل صوته على الأسطوانات فأصابها بعض الأخطاء الفنية بتشويش مقصود من الفنان المصري المرحوم عبد الحي حلمي فارتاع المترجم لفشله بعد جهود فنية مضنية فحزن وانشقت عينه من شدة التأثر والغم، ولما عاد إلى دمشق وهو على هذا الوضع قابله أهلها بالعطف والتكريم لما اتصف به رحمة الله من الأخلاق الحميدة والبعد عما يشينه، ومن أوصافه أنه كان جميل المحيا كاسمه وفياً صادقاً، يكره التملق والرياء.
ومن اطرب القطع التي كان ينشرها من نغمة البياتي الشورى هذه القصيدة البديعة.
تقضي زمان لعبت به
بروح الحسان ذوات الحور
فمالت علي وهمت بها
غراماً يذيب الفؤاد الحجر
كان المترجم له يهيم بفن المرحوم يوسف المينلاوي الفنان المصري المشهور ويقلد طريقته في الانشاد ويحفظ اكثر الحانه، ويلقيها في حفلاته فتلقى الاعجاب والاستحسان.
وفاته
لقد انتشرت الحمى التيفوئيدية خلال الحرب العالمية الأولى في البلاد فكان المترجم احد ضحاياها فأودت بحياته عام 1917 وهو في ريعان الشباب قبل ان يكمل سن الأربعين من حياته ودفن بمقبرة اسرته في باب الصغير بحي الميدان وأعقب اولاداً صغاراً كفلتهم امهم فأحسنت تهذيبهم فنشأوا على الطاعة والاخلاق الفاضلة ونالوا من الحياة مبتغاهم من العز واليسر.
المراجع
alencyclopedia.com
التصانيف
الفنانون شخصيات الفنون العلوم الاجتماعية