الشيخ يوسف المنيلاوي (1850م ـ 1911م)
ولد المرحوم الشيخ يوسف خفاجي المنيلاوي سنة 1850م بمنيل الروضة في القاهرة وعني والده بتعليمه القرآن الكريم فحفظ منه ما تيسر له، وصاحب المقرئين المنشدين وأخذ عن الشيخين محمد المسلوب وخليل محرم الفن واصول الانشاد.
كان ذا صوت حسن رخيم عزّ نظيره بين الموهوبين من ذوي الاصوات الشهيرة، ولما ظهر نبوغه طارت شهرته، وقد عاصر عبده الحمولي فساده فناً ومنزلة، وقد أشار عليه أن يترك الانشاد لممارسة الغناء، فانصاع لنصيحته واندمج في سلك المطربين وأخذ عن عبده الحمولي ومحمد عثمان أدوارهما وغناها على تخته الخاص المؤلف من اشهر العازفين في عصره، وهم محمد العقاد العازف بالقانون وابراهيم بهلول عازف الكمان وعلي صالح العازف بالناي، وقد اشتهر بالتفنن والخروج عن اللحن عند الغناء والتلاعب بأفئدة السامعين بإبداعه وإجادته، ولا شك في أن المنيلاوي قد ظهر نبوغه، وتجلى فنه في (سلا ملك البكري) الذي لم تشرب فيه الخمور نظراً لمقام اسرة البكري ومركزها الديني.

سفره إلى الآستانة

وقد أوفده الخديوي اسماعيل إلى الآستانة سنة 1887 م، فغنى في حضرة السلطان عبد الحميد قصيدة الفارض (ته دلالاً فأنت أهل لذاكا) فأعجب بصوته وفنه وشمله بعطفه وأنعم عليه بوسام المجيدي والعطايا، وكان يصحبه معه في صلاة الجمعة في جامع أباجيا ورغب منه البقاء في الآستانة فأبدى عذره بعدم امكانه البقاء فأذن له بالرجوع إلى القاهرة.
لقد انقطع عن الانشاد إلا في حفلات مولد النبي وتشييع الكوة الشريفة وليالي شهر رمضان في منزل آل البكري، فكان ينشد فيها الأدوار الصوفية الخاصة بالذكر حتى إذا تمزق ستر الليل غنى القصيدة الشهيرة.
فتكات لحظك أم سيوف أبيك
وكؤوس خمر أم مراشف فيك
كان لا يعتمد في تأمين رزقه على الغناء فقط، فكان يتاجر بالقصدير بشراكة صديقه (السيوفي باشا) وقد اشترى قطعة أرض بكوبري القبة وبنى عليها منزلاً جميلاً. كان موفور الكرامة يتقاضى في الليلة الواحدة المائة جنيه، ولم يترك لاولاده ثروة تذكر إلا خلوده بموهبة صوته النادر.

وفاته

وفي 6 تموز سنة 1911م وافاه الاجل المحتوم.

المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

الفنانون   شخصيات   الفنون   العلوم الاجتماعية