ابراهيم يوسف سعد (1904م ـ م)

أصله ونشأته

ولد الأستاذ ابراهيم بن يوسف سعد بمحلة باب المصلى بحي الميدان بدمشق عام 1904 ميلادية وتوفي والده وهو في الرابعة من عمره فنشأ مع اخوته ووالدته سعيده شامية بكنف اخواله (آل شامية) ومن هنا تكنى باسم (شامية) الذي أصبح معروفاً به ولقب بأبي هاشم وهو لا يمت بصلة القربى إلى أسرة شامية المسيحية المعروفة بدمشق.

قسا عليه الدهر فعاش يتيماً، ولما شب عزت عليه نفسه الأبية فاندفع للعمل في حقل الصناعات الحرة ليعيش من كد يمينه وعرق جبينه، فكان نحاتاً بارعاً للاحجار ولم يدر في خلد انسان ان هذا العامل الحر الشريف سيكون يوماً ما فنانا المعياً ينحت القلوب بروائع فنه وابداعه فيدميها ويشجيها.

فنه

تلقى المترجم مبادىء الفن الموسيقي على الأستاذ محمد أبو عينه وتمرن بالعزف على العود لدى الأستاذ عزو نعمان حورية وغيره وتلقى الموشحات واوزانها على كثير من الفنانين المصريين واستفاد من فنون الحاج عمر البطش الحلبي رحمه الله والادوار والسماعيات من الاجواق التركية والمصرية وحفظها باتقان عظيم حتى أصبح استاذاً قديراً عزّ من يجاريه في هذا المضمار، فهو مطرب ذو صوت جميل وعازف متين، عليم بالنوطة والاوزان والنغمات، أما نزعته الفنية فشرقية بحتة، وقد شهد المرحوم البطش بذكائه وسعة اطلاعه وقوته الفنية، انحصرت مواهبه في الاكتساب الفني فقط، فلم يك ملحناً ولا مؤلفاً.

جهوده الفنية

لقد اشترك بتأسيس النادي الموسيقي عام 1930 فكان رئيساً للفرع الفني في هذا النادي، كما اشترك بتأليف الرابطة الموسيقية برئاسة الأستاذ الفنان الكبير ميشيل الله ويردي، مؤلف الكتاب المعروف (فلسفة الموسيقى) الشرقية وكان يقوم بالادارة الفنية في هذا النادي.

نزوحه عن وطنه

وشاءت الاقدار ان يغيب هذا البدر عن آفاق وطنه فينزح في عام 1949 إلى البرازيل وحق للبلاد السورية التي أنجبت هذا الفنان ان تعتز بنبوغه وتفخر بمواهبه.

أوصافه واطواره

أنيس المعشر إذا صفى، سيم الصدر ابي النفس، يهوى المحافظة على كرامته وهي سمة إتسمت بها أخلاقه ولله في خلقه شؤون، وصفه البعض بالشذوذ والتكبر ولعمري ان دلت قسمات وجهه على العبوس والانقباض فقد خفت اسرارهما عن ناصيته، فإن هذه الانطباعات تعبر عن مشاعره ويأسه في بحر الحياة المصطخب، فالمترجم بلي بعدم التوفيق في مراحل حياته، ولا غرابة في ذلك فقد نكب الدهر من سبقه من فنانين ساء طالعهم وما فتيء يكوي بلظى ويلاته من ماثله من المعاصرين ويطيح بآمالهم وأمانيهم تنكيلا وحرماناً.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

الفنانون   شخصيات   الفنون   العلوم الاجتماعية