أحمد بن عمر الفقش، هو مطرب من سوريا، ولد في مدينة حلب وتوفي فيها. ورث عن أبيه بستاناً كانت إيراداته تكفيه ليعيش مع عائلته في بحبوحة.

يقول العلاّمة محمد خير الدين الأسدي في موسوعته «موسوعة حلب المقارنة»: «ويلفت النظر أن أكثر المطربين الحلبيين من (قرلـق) كأحمد الفقش، ومحمد النصّـار، ومحمد خيري». وقرلق، حي من أحياء حلب المشهورة خارج السور، أنجب عدداً آخر من أعلام النغم، منهم: يوسف بن خليل القرلقلي (1752-1835). كان مدرساً بجامع قرلق، وصوفياً عالماً بالفقه والموسيقى، له منظومة في الموسيقى وعلوم النغم وأصول الإيقاع، وديوان يضم موشحات ومدائح نبوية ومواليات من نظمه، وبهجت حسان (كعدان) (1927-1995)، وإبراهيم جودت (أشقر).

اكتشف أحمد الفقش أن صوته لا يقل جمالاً عن أصوات مشاهير النغم حينذاك؛ إذ كان صوته جهورياً، متموجاً في غنّة، فاختار طريقه من دون أن يأبه لما سيعترضه من عقبات. بدأ خطواته الأولى نحو المستقبل بتحصيل العلم والمعرفة، فتلقى علوم النغمة وأصول الإيقاعات علـى يد الفنان عبد الرزاق العقيلي.

كانت الموسيقى بأنواعها المختلفة، من الألحان الدينية والدنيوية، مسيطرة في حي قرلق حينذاك، يصدح بها الصادحون في الليل والنهار. هذا الجو المفعم بالموسيقى والغناء زوّد الفقش بذخيرة لا حدود لغناها، وكانت ميوله العفوية تختار منها ما ترتاح إليه نفسه. وفي الوقت ذاته كانت ذاكرته تختزن منها وتغتني. وكان تفاعله وموهبته مع ذلك المخزون النغمي الذي ظلّ يتسع يوماً إثر آخر مؤشّراً إلى فتح طريق التفرّد والإبداع أمامه.

عندما فتحت مسارح حلب وملاهيها ذراعيها مرحّبة بأحمد الفقش وفنّه، كان أهل الطرب من مبدعين ومتلقّين لا يزالون يلتزمون بقواعد بناء (الوصلة الحلبية) وتسلسل فقراتها، وكان الفقش حينذاك متمكّناً من إجادة الغناء حسب تلك الطريقة، ومتفوقاً في غناء كل فقراتها، ساعده ذلك على إذاعة شهرته في أرجاء حلب، واقتران اسمه بأسماء كبار فنانيها من المطربين.


المراجع

arab-ency.com.sy

التصانيف

الفنانون   شخصيات   الفنون   العلوم الاجتماعية