أحمد سيكوتوري
(1922م/1984م)
رئيس جمهورية غينيا وزعيم التكتل الديمقراطي الذي كان لقب بـ”قوة الطبيعة الصامتة”
ولد في عائلة إسلامية من المزارعين الفقراء بفرناج (غينيا), وربما كان يدين لأيام طفولته الأولى بذلك الميل الجبلي إلى الصمت والهدوء اللذين يخيمان على الغابات البدائية التي احتضنته في صباه, ولقد تثقف أحمد سيكوتوري بفضل جهوده الشخصية أكثر من الاعتماد على المدارس, وتلقى بصورة رئيسية تكوينه بمدرسة الحركة النقابية, وتردد قبل ذلك على مدرسة قرآنية ثم دخل مدرسة فنية فرنسية تخرج منها ليدخل معترك الحياة العملية, فاشتغل أول ما اشتغل موظفاً في البريد والبرق والهاتف, لكن همته لم تكن لترضى برتابة الوظيفة والاطمئنان على المستقبل في نطاقه الضيق الخاص, بل جعلته هذه الهمة يتوجه للميدان النقابي ويبذل في هذا المجال جهداً كبيراً حتى أصبح عام 1945م الكاتب العام للنقابة الجهودية للبريد والبرق والهاتف, لكن همته لم تكن لترض أن يكون عضواً في نقابة (س.ج.ت) الفرنسية الخاصة بأفريقيا.
وفي إطار نشاطه النقابي سافر إلى باريس عام 1946م وشارك في المؤتمر القومي للمنظمة النقابية (س.ج.ت) وظهر له هذا الاتصال الأول مفيداً, فمدد في إقامته بفرنسا وأجرى اتصالات عديدة بأوساط مختلفة. وبقي طيلة عشرة سنوات من عام 1946م إلى عام 1956م بصفوف المنظمة النقابية (س.ج.ت) ثم أحرز بسرعة المكانة الأولى في التشكيلات الإفريقية الحقيقية.

وكانت شهرته العظيمة في الأوساط الشغيلة بكوناكري تجتاح منذ عام 1954م كافة الأرجاء فحطمت أسوار مركزي “جاتو” و”جالاك” اللذين كانا يعتبران في مأمن من زحف الحركة النقابية, فكان ذلك النفوذ وتلك الشعبية اللذان حصل عليهما في بلاده هما اللذان مكناه من بعث الحزب الديمقراطي الغيني والاتحاد العام لعمال إفريقيا السوداء.

فاز حزب سيكوتوري ذلك الشاب الإفريقي الأنيق المليء حيوية ونشاطاً قومياً سنة 1957م في الانتخابات ليصبح بعد هذا الفوز العظيم الرئيس المساعد للمجلس التنفيذي, لكنه لم يبق طويلاً في هذا المنصب إذ أصبح في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 1958م رئيساً للجمهورية بعد حصول غينيا على الاستقلال. وبذلك أصبح سيكوتوري صانع استقلال بلاده بعد احتلال استمر منذ عام 1896م, وبات يهدف إلى إسعاد شعبه وتحقيق رفاهيته, وقد شرح وجهة نظره في هذا المجال بصراحة عندما قال في مؤتمر القمة الإفريقي بأديس أبابا “إننا مصرون على تحقيق سعادة شعوبنا, والتعامل مع الأمم الأخرى في تشييد عالم أكثر ازدهاراً وأكثر تضامناً وأكثر إنسانية”.


المراجع

alencyclopedia.com

التصانيف

سياسيين   العلوم الاجتماعية